مال وأعمال

الأجور والحد الأدنى... إحصاءات وأرقام تنشر للمرة الأولى !

الاحداث - في ظل الأوضاع الاقتصادية المتقلبة التي يشهدها العالم والبلدان العربية تحديداً، يبحث العديد من الأفراد عن مستويات الحد الأدنى للأجور لتأمين قوتهم والعيش بكرامة. 

وفي هذا الاطار، من المهم التأكد من قيمة الأجور التي تختلف عن الحد الأدنى لكونها المعيار الأساسي والرقم الصائب وتشكل ضمانة لحياة سليمة. وكثيراً ما يتم المزج بين هذين المفهومين، فالحد الأدنى للأجور هو الحد القانوني للأجور المعين من الدولة أما أجور المعيشة فهي تعود الى قيمة الأجر الذي يحتاجه الفرد للتمتع بحياة كريمة. في لبنان مثلا، لا يتخطى الحد الأدنى للأجور و ل.ل.‏ 18.000.000 شهريًا في 2024 في حين تقدر أجور المعيشة ل.ل.‏ 53.450.640.

من هذا المنطلق، وفي العام الذي تحتفل فيه المؤسسة بعيد تأسيسها ال 25، نشرت مؤسسة WageIndicator تقديراتها لأجور المعيشة لـ 165 دولة على مواقعها الإلكترونية الخاصة بكل بلد، مما يجعل تقديرات أجور المعيشة متاحة للجميع. تهدف هذه الخطوة إلى حل مشكلة حاسمة يواجهها الكثيرون ألا وهي الافتقار والنقص في التقديرات الإقليمية المتاحة للجميع والحديثة لأجور المعيشة على نطاق عالمي.

أهداف نشر أجور المعيشة

في سابقة فريدة من نوعها، تعد مؤسسة WageIndicator أول منظمة تجعل تقديرات أجور المعيشة بهذا المقياس في متناول الجميع مجانًا. ويأتي هذا النشر بعد عشر سنوات من بدء المؤسسة قاعدة بيانات أجور المعيشة الخاصة بها. كما وتعد تلك التقديرات الأحدث عالميا والتي يمكن الوصول إليها مجانًا مع المزيد من المعلومات المتعلقة بالحد الأدنى للأجور والرواتب وقوانين العمل والاتفاقيات الجماعية.

ومن أبرز أهداف تلك تحسين شفافية سوق العمل على مستوى العالم أجمع. بالإضافة الى أنها تتيح المنشورة إمكان الوصول على قدم المساواة إلى البيانات، ودعم اتخاذ القرارات المستنيرة بين العمال/الموظفين وأصحاب العمل، والشركاء الاجتماعيين، والباحثين، والحكومات. يتبع هذا المنشور أيضًا مبادئ منظمة العمل الدولية (ILO) لتقدير أجور المعيشة، والتي تدعو إلى إتاحة التقديرات والمنهجيات في الوقت المناسب وبشكل علني.

من هذا المنطلق، تؤكد الشريكة المؤسسة لـ WageIndicator والقائدة العالمية لفريق Living Wage "باولين أوسي، يمثل نشر أجور المعيشة تتويجًا لـ 25 عامًا من العمل الشاق. عندما أطلقت WageIndicator أداة التحقق من الراتب في عام 2000، كان هدفنا التأكد من أن الجميع يعرفون ما يجب أن يكسبوه. من خلال نشر تقديراتنا لأجور المعيشة، إننا نزيل حاجزًا حاسمًا في مفاوضات تحديد الأجور، والذي نأمل أن يضمن أنك وزميلك ورئيسك في العمل وسائق الشاحنة ومربية أطفالك وأصحاب العمل والنقابات على حد سواء يمكنهم المشاركة في مفاوضات مستنيرة وخلق أماكن عمل أكثر عدالة للجميع."

وفي الختام، إن دفع أجور المعيشة لا يفيد أصحاب العمل والموظفين فحسب، بل يعد خطوة حيوية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وبالنسبة للشركات يشكل دفع أجور المعيشة خطوة مهمة لتحسين علاقات العمل بين المؤسسات والعمال. وبالتالي، تكون تلك البيانات المتاحة للجميع أداة أساسية ومهمة لتحسين أسواق العمل وترك بصمات إيجابية في مختلف المجتمعات.