من الصحف

باسيل ينتقل إلى المواجهة ويربط وثيقة بكركي بإجراءات "عملية"

الاحداث- كتبت سابين عويس في صحيفة النهار تقول:"منذ أن أعلن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل انطلاق مرحلة فك الارتباط مع "حزب الله"، والانتقال إلى تموضع جديد يقرّبه أكثر من بكركي، في محاولة استقطاب واضحة للشارع المسيحي المشتّت بفعل الاختلافات بين قياداته، بدا جلياً من خلال مواكبة التطور في مواقفه أنه لن يتوقف عند هذا المستوى من التصعيد الكلامي، بل أصبح جاهزاً للمرحلة المقبلة من خلال إعداد العدة اللازمة لها. 

في كلامه أول من أمس امام وفد نقابة المحررين، كانت لافتة إشارته إلى أهمية الوثيقة التي تُحضّر في بكركي، بقوله إنها "مهمة ولكنها لن تكون كافية إن لم ترفق بخطة عمل أو خطة مواجهة لعملية الإقصاء التي تحصل في شكل واضح وممنهج ومبرمج من الأشخاص أنفسهم الذين يريدون وضعنا أمام خيارين، إما أن نسلم بانتخاب الرئيس الذي يريدونه أو يبقى البلد من دون رئيس ويحكمون من دوننا"، داعياً إلى "إعداد خطة مواجهة لهذا الأمر"، رافضاً "المسّ بالحقوق، أو ربط هذا الامر بالعلاقة مع حزب الله" التي وصفها بأنها "لم تعد كما كانت". وهو بهذا الكلام جدّد إطلاق سهامه في اتجاه الحزب ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب #ميقاتي الذي يهاجمه لاستئثاره بصلاحيات رئاسة الجمهورية. 

ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها باسيل ميقاتي على خلفية ممارسات وأداء حكومته منذ شغور موقع رئيس الجمهورية. فيما لم يعد يوفر الحزب من الهجوم أيضاً منذ اندلاع حرب غزة وانخراطه في حرب مساندتها من الجنوب، وذلك على خلفية أخرى تتصل بدور الحزب في تعطيل انتخاب الرئيس من خلال تمسكه بمرشحه المرفوض مسيحياً من القوى الأكثر تمثيلاً، والمقصود بها التيار وحزبا الكتائب والقوات اللبنانية وعدد من النواب المستقلين أو التغييرين الذي يدورون في فلك المعارضة. كما تتصل باستياء باسيل من عدم قيام الحزب بأية خطوات تفرمل أداء الحكومة وتأخذ في الاعتبار هواجس الفريق المسيحي. 

ماذا وراء تصعيد باسيل، وما المعطيات التي تدفعه إلى رفع السقف عالياً ؟
مصادر  قريبة من لجنة بكركي أكدت أن القيادات المسيحية جميعها باتت على قناعة تامة بأن الجمود الذي يعتري الوضع الداخلي ليس بريئاً، وأن الاستهداف بات واضحاً للمواقع المسيحية وفي مقدمها موقع الرئاسة الاولى، تمهيداً لإعادة صياغة نظام سياسي جديد يراعي التوازنات الجديدة، التي لم يعد للمسيحيين فيها الحجم الوازن. من هنا، جاءت الحاجة الملحّة لقراءة متأنية ومعمقة للوضع المسيحي أولاً والوطني ثانياً من باب الحفاظ على مرتكزات الشراكة الوطنية، وهو دور لا يمكن إلا للمسيحيين الاضطلاع به، في ظل تنصّل أي من القوى السياسية الأخرى عن المبادرة إلى دور في هذا المجال. 

ولأن وثيقة بكركي تأخذ في الاعتبار هذا البعد، كان لا بد من تطويرها حتى لا تقتصر على طرح ثوابت ومسلمات، وإنما أيضاً والأهم، خريطة طريق تكرّس تلك الثوابت والمسلمات. 

من هذا المنطلق، ترد أوساط قريبة من باسيل كلامه عن أهمية الوثيقة وضرورة أن تقترن بخطة عمل تكون بمثابة خطة مواجهة لعملية الإقصاء التي تحدث عنها، كاشفة عن أن باسيل أودع بكركي مقترحات عملية تعبّر أو تترجم كيفية التصدي وآلياته. ولدى سؤال الأوساط عن هذه الإجراءات، تؤثر الامتناع عن كشفها، مكتفية بالقول إنها "ملك بكركي". ولدى الإلحاح في السؤال عن ماهيتها، ولماذا لم يتم اللجوء إليها سابقاً، تشير الأوساط الى أنها رزمة من الإجراءات المتنوعة ذات طابع سياسي، وقانوني أو حتى ميداني. وقد باتت الحاجة ملحّة اليوم لها بعدما ثبت أن هناك نيّة واضحة لعدم انتخاب رئيس، تختم الأوساط