من الصحف

حصيلة "الخماسية" غير مشجعة والدوحة لا تتبنى مرشحاً

الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"أنهى سفراء المجموعة الخماسية جولة لقاءاتهم على الكتل النيابية والنواب المستقلين و"التغييريين" وخرجوا بجملة من الخلاصات بعد تناول اكثر مندرجاتها عند الرئيس #نبيه بري حيث حصلوا على انطباعات منه بأنه لن يقصّر في الدعوة الى جلسة الانتخاب المنتظرة عندما يتلمس الفرصة السانحة لانتخاب رئيس للجمهورية. صحيح ان بري و"#حزب الله" يؤيدان المرشح سليمان فرنجية، إلا ان "الثنائي" لم يقفل الابواب ويكرر ذلك امام "الخماسية" من دون وضع اي شروط على اي اسم سواء كان معه او ضده في حال التئام اي طاولة حوارية. وتنقل مصادر في "الخماسية" انها سمعت كلاما مشجعاً من رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الذي يعطي مساحة كبرى لكل من النقاش وتبادل الآراء على طاولة حوار حقيقية برئاسة بري، في وقت يقول فرنجية امام السفراء وكل من يتصل به بانه الشخصية المناسبة في هذه المرحلة، مع دعوته للحسم تحت قبة البرلمان سواء صبّ معه او ضده، وهو ليس مرشح ايران وسوريا ولو ربطته علاقات صداقة مع المسؤولين في الدولتين، وان النواب الشيعة الذين يؤيدونه لا يمكن تجريدهم من لبنانيتهم وخيارهم الرئاسي.


واذا كان "الثنائي" إياه يتمسك بفرنجية الى يوم جلسة الانتخاب من دون حسم ما اذا كان في مقدوره ايصاله الى الرئاسة ام لا، إلا ان مؤيديه يقولون ان من غير المنطق ومن خارج اطار اللعبة الديموقراطية الطلب منه الانسحاب. ومن النقاط التي خرج بها السفراء بعد استماعهم لكل آراء الكتل بحسب مصادر ديبلوماسية ان عصب المعارضة التي يشكلها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي يقف بالمرصاد في وجه فرنجية، لم يكشف عن مرشحه الحقيقي ولو انه ما زال يردد انه يسمي المرشح جهاد أزعور. ويعترف أحد السفراء بان باسيل يمتاز بـحنكة وليس من الضرورة الالتقاء معه إلا انه لا يفكر في انتخابات الرئاسة اليوم فحسب بل بما بعدها، فضلاً عن بدئه الاستعدادات للانتخابات النيابية المقبلة. ويلمس سفير في المجموعة في معرض اتصالاته مع مختلف الافرقاء ان رئيس المجلس يتعاطى بجدية ووضوح كبيرين مع هذا الاستحقاق. ويمارس الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الاسلوب نفسه. واذا كان جعجع وباسيل يعارضان ترشيح فرنجية الا ان كلاً منهما لم يكشف بعد عن مرشحه الحقيقي الذي يفضله حيث يمارس اكثر من فريق سياسة الغموض في التعاطي مع هذا الملف، مع الإشارة الى انه في حال قرر فرنجية الانسحاب من هذه المواجهة المفتوحة في امكانه ان يكون صاحب الكلمة الرئيسية في الشخص الذي يسميه وقد يفرضه على باسيل ويحرجه وعلى "الثنائي" بطبيعة الحال. وفي حال اتباعه هذا التوجه يكون قد قطع الطريق على حزبي "القوات" والكتائب وكتلة "تجدد" وكل من يعارض رئيس"تيار المردة".

ماذا بعد؟ هل سيتراجع سفراء "الخماسية" عن مهمتهم؟ تقول المصادر المواكبة لحركة السفراء انهم سيعقدون اجتماعات لتقييم كل ما توصلوا اليه مع الكتل ورئيس المجلس، وبناء على خلاصاتها يقوم كل عضو بوضع الدوائر المعنية في عاصمته امام كل هذه الحصيلة مع الاعتراف بانها "غير مشجعة حتى الآن". 

ولا بد من الاشارة اولا الى ان المجموعة لم تكن تسير وفق مقاربة واحدة، مع ملاحظة ان واشنطن والرياض لا تعملان على موجة واحدة على عكس التنسيق المفتوح بين الاميركيين والقطريين، في وقت لم يخفِ اكثر من عضو في المجموعة الملاحظات على اداء الموفد الفرنسي جان - إيف لودريان "الذي فشل في مبادرته حتى الآن".

وفي احد اللقاءات مع مسؤول فرنسي كبير سمع ان ليس من حق لودريان ان يتحدث باسم "الخماسية" من دون التنسيق مع مكوناتها. وصدرت ملاحظات في هذا الخصوص من واشنطن والدوحة اللتين تلتقيان على جملة من النقاط المشتركة حيال الرؤية الفضلى لانتخاب رئيس في لبنان الذي لا تشجع كل اوضاعه على الاطمئنان الى ما يحدث في اكثر من قطاع، مع التوقف ايضاً عند إقدام اسرائيل على توسيع دائرة حربها في الجنوب.

وفي لقاء لسفراء "الخماسية" عند مرجع لبناني كبير وُجهت انتقادات للودريان من نوع انه ساهم في محطته الاخيرة في لبنان في "تدمير مبادرة بري" عندما تحدث بخطابين في عين التينة وآخر في دارة السفير السعودي وليد بخاري بحضور النواب السنّة وقوله ان ادارة دولته قررت السير بـ"الخيار الثالث"، فيكون بهذه الطريقة قد قضى على آمال فرنجية ولو "طيّر" أزعور في طريقه. 

ولم يكن موقف لودريان هذا محل ترحيب لدى بري و"حزب الله". واذا كان اعضاء "الخماسية" يفضلون مرشحاً على اخر، تفيد المصادر هنا ان اكثر المواقف الواضحة تصدر من الدوحة التي يقول مسؤولوها إنهم لا يتبنون اي مرشح او تزكيته، ويتركون هذه المهمة للكتل النيابية، ومن يُنتخب سيتم التعاون معه ومع كل اللبنانيين والوقوف الى جانبهم لمساعدتهم في الخروج من ازماتهم ودعم الحكومة المقبلة ومؤسساتها العسكرية والمدنية.

وعلى رغم حالة التراخي عند الكتل في انتخابات الرئاسة يبقى هذا الملف محل متابعة عند اعضاء "الخماسية" لدرجة انه كان هناك توجه لمجيء وزرائها الى بيروت قبل عدوان اسرائيل في غزة في تشرين الاول الفائت، ولاقى هذا الامر ترحيباً عند بري الذي ردد آنذاك ان البرلمان مشرّع امامهم والتواصل مع كل الكتل في حوارات مفتوحة الى جلسة وانتخاب رئيس للبلاد والخروج من الشغور القاتل. وفي انتظار ما سيعود به اعضاء "الخماسية" يقول سفير عربي مشارك رغم كل الصعوبات التي تواجههم مع الكتل والتباعد الحاصل بين مكونات البرلمان، إن دولته "لن تترك لبنان" .