من الصحف

الإستحقاق الرئاسي معلّق على حبال الحرب "الاعتدال" ستلتقي قريباً لوضع آلية تحرك جديدة

الاحداث- كتب وجدي العريضي في صحيفة النهار يقول:"ضاع #الإستحقاق الرئاسي في خضم ما يجري في #غزة وصولاً إلى #الجنوب اللبناني، واستحالة فصل المسار من الجنوب إلى القطاع و#رفح، وما بينهما اشتعال جبهة الجولان في بعض المحطات، ما يعني ان الإستحقاق معلّق على حبال الحرب الدائرة في المنطقة، فيما هناك معلومات مستقاة من جهات رفيعة، بأن الموفد الفرنسي جان - إيف لودريان لم ينهِ مهمته حتى الساعة، وقد زار القاهرة في الأيام القليلة الماضية بعد زيارة لواشنطن. وتشير الأجواء الى أن ما قامت به الولايات المتحدة الأميركية ومصر، لا ينحصر فقط في الشق الرئاسي، وإن كان لودريان مكلّفاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذه المهمة، بل تخطاه إلى متابعة المفاوضات التي تقودها القاهرة بين إسرائيل و"حماس"، وقد كشف لودريان أنه حاول مع الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، فصل مسار الجنوب عن غزة، وتمرير الإنتخابات الرئاسية، على اعتبار ان الحرب طويلة، وقد يدفع لبنان أثماناً باهظة جرائها، ويجب أن يكون لديه رئيس للجمهورية، حتى إذا حصلت مفاوضات وتسوية، فإن الرئيس العتيد سيقوم بدور كبير في المواكبة والمتابعة والتوقيع على تسوية محتملة. لذلك فان موضوع المفاوضات في القاهرة كان في صلب زيارة لودريان للعاصمة المصرية، على أن يواصل جولاته وربما يتوجه إلى المملكة العربية السعودية، إذ ينسق ويتواصل مع المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، وكذلك السفير السعودي في بيروت وليد بخاري. وعليه، فان عودته إلى العاصمة اللبنانية مرتبطة بأجواء المفاوضات الدائرة حول غزة، ذلك ان الساعات المقبلة ستكون مفصلية، فإما هدنة تنسحب تلقائياً على الجنوب، وعندها يمكن مواكبة الملف الرئاسي وتمرير انتخاب الرئيس خلال الفترة المقبلة، إذا سارت الأمور على ما يرام، لكن ذلك يعود إلى ما ستسفر عنه اللقاءات المستمرة على مدار الساعة في القاهرة بين المعنيين بالهدنة، وإلا فالأوضاع ستتجه إلى تصعيد كبير، وعندها تنفذ إسرائيل الخطة الثانية باجتياح رفح ما قد يشعل كل الساحات وتحديداً الجنوب.

في السياق، تشير مصادر سياسية عليمة الى أن السفير الفرنسي سابقا في لبنان إيمانويل بون، الذي هو من الحلقة الضيقة وكبار المستشارين للرئيس ماكرون، أكد أن مهمة لودريان مستمرة للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي باريس تحصر مهمتها في هذه المرحلة بتجنيب لبنان الحرب الشاملة، وكذلك تواكب ما يجري من مفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى، وهذا ما قام به وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه من بيروت إلى تل أبيب، والمملكة العربية السعودية، لكنه يؤكد أنه حتى الساعة ليس ثمة ما يشي بأن الأمور إيجابية، بما في ذلك حصول انتخابات رئاسية في وقت قريب، حيث بات الشغل الشاغل للمجتمع الدولي منع الحرب الشاملة في المنطقة التي ستكون كارثية، وتحديداً على لبنان. وسيكون للودريان دور كبير في حال حصلت الهدنة، إذ يبنى على هذا المعطى رئاسياً. لكن لوحظ في الآونة الأخيرة أن اللجنة الخماسية لم تجتمع وتلتقي بانتظار هدنة غزة، إذ ليس لأي طرف القدرة على القيام بأي اتصالات ولقاءات، أو إقناع هذا الطرف او ذاك بضرورة إنتخاب الرئيس مادامت الحرب قائمة، وبناء عليه فالأيام القليلة المقبلة كفيلة بتحديد بوصلة الإستحقاق الرئاسي، ربطاً بما ستسفر عنه مفاوضات القاهرة.

عضو كتلة "الإعتدال الوطني" النائب وليد البعريني يقول لـ"النهار"، إن الكتلة بصدد الاجتماع قريباً لوضع آلية جديدة لتحركها للمرحلة المقبلة، وكيفية مواجهة ما حصل من تطورات، على صعيد اللقاءات التي قامت بها مع الجميع، وصولاً إلى الحرب الدائرة في غزة والجنوب وكل ما جرى في الآونة الأخيرة، ناهيك عن أن مبادرتها كانت موضع ترحيب من جميع القوى والكتل النيابية واللجنة الخماسية ورئيس المجلس النيابي نبيه بري.

ويتابع البعريني: "نحن سنواصل مهمتنا، ولكننا نقرأ ونتابع ما يجري على صعيد الحرب في المنطقة، لاسيما على الحدود الجنوبية، وعندها نقيّم تحركاتنا ربطاً بهذه التطورات، والإجتماع الذي ستعقده الكتلة، سيضع خطوطا عريضة لآلية التحرك في الأيام المقبلة ، لكن مهمتنا لم تنتهِ، فنحن حريصون إلى أبعد الحدود على انتخاب رئيس للجمهورية لأن الأوضاع في لبنان كارثية، لاسيما اقتصادياً واجتماعياً، وإذا استمر الفراغ الرئاسي، وحكومة تصريف الأعمال، فحجم الكارثة سيكبر، وستكون له تداعيات سلبية على البنية الاقتصادية والاجتماعية والمالية في لبنان، فالناس لم تعد تتحمل هذا الترف السياسي والميوعة لأنها بحاجة إلى جرعات دعم، وانتخاب الرئيس يشكل خريطة طريق لاستقرار الوضع الاقتصادي والاجتماعي، لذلك تحركاتنا متواصلة إلى حين انتخاب الرئيس العتيد".