أقلام حرة

معاشك بيسوى تنكه"! صفيحة البنزين تعادل الحد الأدنى للأجور

الاحداث- كتب سمير سكاف*

لا حلول ممكنة في الأفق! وكل ما يحدث من خطة تعافي وغيره هو، وللأسف "بلعطة" في الوقت الضائع، بانتظار السقوط الحر، الذي حذرت منه منذ ثلاث سنوات، وما زلت أحذر منه في كل لحظة! فلبنان يحتاج الى وقفة تكاتف جماعية، ينخرط فيها حزب الله في بناء "الدولة"، وهو أمر غير متوفر! وبالتالي عبثاً يبني البناؤون! أكرر للمرة المليار: المشكلة ليست مشكلة تقنية تحتاج الى حلول. بل المشكلة بنيوية في إرادة العيش معاً، وفي إرادة بناء المستقبل معاً!

"تقنياً"، بعض اللبنانيين يمكنهم أن يعملوا شهراً كاملاً من أجل صفيحة بنزين واحدة! بين الارتفاع الكارثي لسعر صرف الدولار والارتفاع العالمي لسعر برميل النفط، يذهب اللبناني "فرق عمله" أو "فرق تنكه"! الفوضى هي بالتأكيد أسرع من أي حل!

الى متى يستطيع أن يصمد الجيش اللبناني والقوى الأمنية أمام هذه الظروف المعيشية؟ خاصة وأن أجر العسكري وكل التقديمات لم تعد تعادل بدل تنقلاته، مع انهيار التقديمات الصحية له ولعائلته، ومع انهيار تعويضاته؟! وهذا الأمر ينسحب على الإدارة بأسرها التي تنطلق بإضراب مفتوح لا أفق له في ظل خزينة فارغة!

لا شك أن مطالب رابطة موظفي الادارة العامة المحقة تعتبر اليوم تعجيزية، لا بل مستحيلة! وذلك، مع عدم وجود مداخيل للدولة. فالإدارة غير قادرة على قبض الجباية في مكاتبها! فإما لا يوجد مازوت وإما لا يوجد كهرباء، وإما النظام معطل وإما موظف القبض "ما إجا اليوم"..! في النهاية ليس هناك أي نوع من المداخيل! فكيف يمكن زيادة الأجور والبدلات، وهي التي لم تعد تكفي لتحضير وجبة طعام واحدة لعائلات الموظفين؟! المهمة مستحيلة. والأزمة سوف تتفاقم. والطبقة السياسية تتلهى في التقنيات، في حين أن إرادة الحياة "الجماعية" مفقودة! 

إن التحذير من الموت ليس نذير شؤوم، بل هو تشخيص بهدف العلاج. ولبنان أمام الموت أو العلاج. وكثيرون يعتبرون أن لبنان بلغ نقطة اللاعودة. فهل لبنان الذي نعرفه توفي منذ فترة؟! وهل لبنان المستقبل لا نعرف شكله بعد؟! هل هذه هي الحقيقة فعلاً؟!

 

* صحافي وناشط سياسي