سياسة

جعجع: التحديات تتطلب وحدة وإصرارًا قويًا

الاحداث - أكّدت النائب ستريدا جعجع أن “التحدي كبير جداً، والقضيّة اليوم قضيّة وجود، والموجودون هنا بدركون تماماً ماذا يعني وجود وحريّة وكرامة وتجذّر في الأرض”، مشيرةً إلى أننا “أولاد قضيّة تجسّدها اليوم مسيرة حزب “القوّات اللبنانيّة”، ورغم الصعاب والعراقيل كلها من الداخل والخارج، سنبقى رأس حربة لنبني الدولة القويّة السيّدة العادلة”. وأضافت: “مررنا بظروف أصعب بكثير من التي نمر بها اليوم، إلا أن القديس شربل، سلام الله لاسمه، كان وسيبقى مرافقنا حتى تشرق من جديد شمس الحريّة”.

كلام النائب جعجع جاء خلال عشاء أقامه مركز “القوّات اللبنانيّة” في بلدة بقاعكفرا دعماً لترميم كنيسة السيّدة في البلدة، في حضور النائبين السابقين أنطوان زهرا وجوزيف اسحق، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري رئيس بلديّة بقاعكفرا إيلي مخلوف، كاهن الرعيّة الأب ميلاد مخلوف، مخاتير البلدة، حشد من الفاعليات الإجتماعيّة والدينيّة في البلدة، وحشد من القواتيين.

وكانت النائب جعجع قد استهلت كلمتها بالقول: “أهلي في بقاعكفرا، لقاؤنا اليوم لقاء له طابع روحي وديني وإيماني، ولكن لا يمكننا سوى أن نتكلّم على الواقع الصعب الذي نعيشه جميعاً على الصعد كافة، السياسيّة والإجتماعيّة والإقتصاديّة والصحيّة والأمنيّة. من هجرة الشباب التي تتزايد، مروراً بلقمة العيش التي صارت صعبة، والطبابة والاستشفاء شبه المستحيل، وصولاً إلى الجرائم المتنقلة التي تضرب لبنان من دون تمييز بين منطقة وأخرى، والوجود السوري غير الشرعي الذي أصبح عبئاً كبيراً جداً علينا جميعاً وكالقنبلة الموقوته”.

وتابعت: “بالرغم من كل هذا السواد نرى بصيص أمل ونور في قضاء بشري من خلال العمل والجهد الذي تقوم به جماعة لديها الإصرار والقدرة والرؤية والعزيمة لتنجز وتحقق مشاريع إنمائيّة وإنسانيّة هي أساساً من واجبات الدولة، إلا أن الدولة عاجزة عن تحمّل مسؤولياتها”.

وأوضحت النائب جعجع أن “بقاعكفرا، لها رمزيّة كبيرة، من على كتف وادي قنوبين، وعطر القداسة والإيمان، إلى أرز الرب، رمز الشموخ والتجذّر، هكذا كنتم وهكذا ستبقون، أبناء الرجاء والوفاء، فبقاعكفرا هي قلعة “القوّات اللبنانيّة” ورمز المقاومة التاريخيّة الروحيّة والوطنيّة”.

وتابعت النائب جعجع: “اليوم في هذه المناسبة أود أن أشكر رئيس وأعضاء بلديّة بقاعكفرا، وشباب مركز “القوّات اللبنانيّة” في البلدة الذين قاموا بهذه المبادرة المهمّة التي تعبّر عن دور أساسي في نضالنا الذي له طابع روحي أيضاً، ويتجسّد من خلال ترميم كنيسة السيّدة، وهنا لكل منا دور في هذا المشروع. صحيح أن الوضع المادي صعب ومذرٍ، وصحيح أيضاً أن هذه الأيام تحكمها الأولويات كالطبابة وتأمين لقمة العيش، إلا أننا دائماً ما لدينا خميرة صالحة، وفلس الأرملة موجود مع النخوة والإصرار. صحيح أن هذا المشروع كبير جداً إلا أن إصرارنا أكبر، ويد أمنا العذراء مريم معنا ومع كل أصحاب الأيادي البيض الموجودين في البلدة”.

ولفتت إلى أن “بقاعكفرا ستبقى دائماً تتميّز بالسياحة الدينيّة والتراثيّة على مستوى لبنان والعالم بإرادة أبنائها وبفضل رئيس بلديّتها إيلي مخلوف والمجلس البلدي رغم كل الصعوبات، وبفضل المخاتير وبفضل مركز حزب “القوّات اللبنانيّة” في بقاعكفرا وبالتعاون المخلص مع فاعليات البلدة والإغتراب”.

وشددت النائب جعجع على أنه “كما كان القديس شربل مقاوماً على طريقته، وكما تحمّلت أمّنا العذراء وتعبت وبكت تحت قدمي المصلوب، وكان لديها الرجاء والإيمان وتدرك تماماً أن ما بعد الصلب هناك قيامة، هكذا نحن أيضاً اليوم نمشي درب الجلجلة بتعب ووجع ولكن بإيمان وإصرار، لاننا مدركون أن قيامة بلدنا ستأتي ولو بعد حين”، ولفتت إلى أننا “عشنا هذا الواقع كجماعة وكحزب، من اعتقال الحكيم والشباب وأنتم منهم، حتى اليوم الذي صرنا فيه أكبر تكتل نيابي في مجلس النواب”.

وختمت النائب جعجع: “سنبقى سويّة يداً بيد، في بقاعكفرا وفي كل جبّة بشري، أبناء قضيّة حق وحقيقة، صامدين في أرضنا المجبولة بدم الشهداء وبعرق المناضلين، حتى يبقى أرزنا شامخا وإيماننا راسخا، ووادينا المقدس ينبض بالروح والحياة، تحت أنظار الرب والقديس شربل ومع ذخائر القديسين والبطاركة الشهداء والأجداد والآباء المباركين قي وادينا التاريخي”.

وكانت كلمة لرئيس اتحاد بلديات قضاء بشري رئيس بلديّة بقاعكفرا إيلي مخلوف، قال فيها: “ينظّم مركز القوات اللبنانية في بقاعكفرا لقاءه هذه السنة، لدعم مشروع ترميم كنيسة السيدة، وسط ظروفٍ استثنائيةٍ بقساوتها، وتمثل هذه الظروف واحدةً من أخطر الأزمات الوطنية في تاريخ لبنان الحديث وليس جديداً على لبنان واللبنانيين مواجهة الأزمات ففي الماضي وفي الحاضر وفي المستقبل بإذن الله، واجهنا ونواجه وسنواجه بسلاحي الايمان والثقة. أما الايمان فهو بالله وبديمومة لبنان، والثقة هي ثقة بأبناء لبنان وبرجالاته الأوفياء المخلصين، الذين نذروا حياتهم في سبيل هذا الوطن، وعلى رأس هؤلاء رئيس حزب القوات اللبنانية د. سمير جعجع، الذي جسّد في حياته وفي خياراته السياسية أسمى قيم الوفاء والأمانة للبنان. فله التحية الصادقة من أقرب الأقربين إليه، أبناء بقاعكفرا، والمحبة والدعاء له بالتوفيق في تحقيق أهداف نضاله، وقمّة هذه الأهداف قيام الدولة، دولة المؤسـسات والقانون، دولة العدالة والمساواة، دولة التوازن الحقيقي بين جناحي الوطن المسلم والمسيحي”.

وتابع: “إننا لسنا بحاجةٍ في بقاعكفرا للحديث عن “علاقات الوحدة والمصير”، إذا جاز التعبير، القائمة مع “القوات اللبنانية”، ولقاء الليلة الجامع هو خير تعبيرٍ عن هذه الحقيقة الثابتة. لقد انتقلنا بهذه العلاقة من زمن الحرب، حين كانت ثمارها شهادة الدم في سبيل لبنان الى زمن السلم حين الثمار تعاون للبناء وللإنماء فكما كنا جنوداً أشدّاء في زمن الحرب كذلك نحن بناة الخير والعمران في زمن السلم”.

ولفت إلى أن الجميع “يعلم الواقع المالي لبلدية بقاعكفرا، وهو حال بلديات كلّ لبنان، وأحد أوجه الأزمة القائمة بتداعياتها المالية والجميع يعلم أننا نقدم على مسؤولياتنا بتصميمٍ أكيد على أننا أقوى من كلّ الأزمات، أقوى بتضامننا الأخوي داخل بقاعكفرا، وبتعاوننا مع سائر بلديات وهيئات المنطقة، وبدعم مرجعية القوات اللبنانية السياسية الممثلة في القضاء بالنائب ستريدا جعجع، الواقفة دوماً معنا، وأمامنا الى كلّ المبادرات التنموية البنّاءة، وبالتنسيق النظامي الدائم مع وزارات الدولة وأجهزتها الرسمية الادارية والأمنية”.

وشدد على أن “التحديات التي نواجهها كبيرة، وفي كلٍّ منها أخطار جسيمة على لبنان الوطن والرسالة، وعلى دورنا وحضورنا كجماعةٍ مسيحيةٍ في هذا الشرق. إنها تحديات مرتبطة بما تشهده المنطقة من تحولاتٍ مصيريةٍ وتغيّرات، تفاقم تداعياتها الأزمة الوطنية القائمة في لبنان، حيث الفراغ الرئاسي يستمرّ بفعل تعطيلٍ واضح الأهداف والخلفيات، يستبيح الآليات الدستورية المعروفة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي.. وحيث أخطار النزوح السوري على مستوى الاقتصاد والأمن والنسيج الاجتماعي والتوازن السكاني وفرص العمل ورسوخ اللبنانيين في أرضهم ولقد استبقنا تطورات هذا النزوح، ونظّمناه في قضاء بشري وفق القوانين والأنظمة المرعية”.