الاحداث - أعلن عضو لجنة الصحة النيابية اللبنانية النائب عبد الرحمن البزري، أنّ “لبنان شهد خلال الأشهر الماضية ارتفاعاً في إصابات كورونا”، مرجّحاً أن “تكون الأسباب الرئيسية مرتبطة بالنشاط السياحي الكبير، السفر الكثيف والازدحام في الطائرات والمطارات، إضافةً إلى المناسبات الاجتماعية والحفلات”.
وأوضح البزري في حديث لـ”النهار”، أنّ “هذا المشهد ليس جديداً، إذ اعتدنا في مواسم الصيف السابقة تسجيل موجات مماثلة”، مشيرا إلى أنّ “فيروس كورونا لم يعد موسمياً كغيره من الفيروسات، بل هو موجود طوال العام، ويستفيد من الاختلاط لزيادة انتشاره”.
وذكر أنّ “المتحوّرات باتت أمراً طبيعياً لأنّ كورونا أصبحت فيروساً بشرياً ووجد في الإنسان مضيفاً ملائماً، وهو يعدّل تركيباته بشكل دائم، ما يسهّل انتقاله ويُضعف مناعة المصاب، سواء بعد الإصابة أو بعد تلقّي اللقاح”.
وحول الأعراض، لفت إلى أنّها “لا تختلف كثيراً عمّا عرفناه سابقاً، فهي بمعظمها تنفّسية تترافق مع الحرارة، وأحياناً معوية كالإسهال، وتراوح بين أعراض بسيطة وأخرى تستدعي دخول المستشفى”، قائلا إنّ “الحالات الراهنة معتدلة إجمالاً، فيما يواجه الخطر الأكبر مرضى ضعف المناعة أو الأمراض المزمنة”.
أما بشأن اللقاحات، فأفاد بأنّ “التوصيات في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية تدعو الى تلقّي اللقاح سنوياً على غرار لقاح الإنفلونزا، فيما الأولويّات في لبنان مختلفة، إذ أن أغلب الناس تلقّوا ثلاث جرعات، ومع انحسار الجائحة لم تعد هناك حاجة ملحّة لإعطائه بشكل موسميّ، بل ينبغي توجيه موارد الدولة إلى أمراض أخرى تتطلّب اللقاحات”.
وفي ما يتعلّق بقدرة القطاع الاستشفائي، طمأن إلى أنّ “المستشفيات لم تدخل في أزمة مع موجة كورونا الأخيرة، لكنّها واجهت ضغطاً إضافياً بفعل انتشار فيروسات الروتا والنورو نتيجة الاختلاط وتردّي البنى التحتية وانقطاع المياه والكهرباء”.
كما حذّر البزري من أنّ “هذه الظروف، مع تغيّر المناخ، قد تفتح الباب أمام أوبئة جديدة ما لم يُعالَج الخلل البنيوي في الخدمات الصحية والبيئية”.