الأحداث - أعلنت وزارة الصحة العامة عن إطلاق "دليل الممارسات الجيدة لليقظة الدوائية في لبنان"، في خطوة تعتبر محطة مفصلية في تطوير نظام اليقظة الدوائية الوطني، وذلك خلال حفل رسمي برعاية وحضور وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين. ويأتي هذا الدليل الوطني الأول من نوعه في لبنان، منظمًا على شكل وحدات مستندة إلى أطر مرجعية دولية وإقليمية، ويهدف إلى تعزيز سلامة المرضى وضمان جودة الأدوية في النظام الصحي اللبناني، وفق المعايير العالمية.وقد حضر الحفل ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتور عبد الناصر أبو بكر، ورئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران، ورئيسة برنامج اليقظة الدوائية في وزارة الصحة الدكتورة ريتا كرم، إلى جانب فريق البرنامج ومجموعة من المعنيين والفاعلين في القطاع الصحي.وأكد وزير الصحة ركان ناصر الدين أن إطلاق هذا الدليل يعكس التزام الوزارة بحماية صحة اللبنانيين، مشددًا على أهمية ضمان جودة وفعالية الدواء، لا سيما في ظل التحديات التي واجهها قطاع الدواء في لبنان من أدوية مزورة وغير مضمونة، إلى جانب نقص مستمر في السوق. ولفت ناصر الدين إلى أن وزارة الصحة تعمل على تأمين الدواء للجميع وضمان جودته، مشيرًا إلى أن الدليل الوطني يأتي كأداة لضمان سلامة المرضى وحمايتهم من الأضرار.وأشار الوزير إلى أن الوزارة تتابع ملفات هامة، منها مشروع إنشاء الوكالة الوطنية للدواء، الذي يخضع حاليًا لدراسة قانونية في مجلس شورى الدولة تمهيدًا لإحالته إلى مجلس الوزراء، بالإضافة إلى تجهيز مختبر مركزي لفحص جودة الدواء.من جهتها، أوضحت رئيسة برنامج اليقظة الدوائية الدكتورة ريتا كرم أن الدليل يشكل نقطة تحوّل في مسار سلامة الأدوية في لبنان، حيث وضع وفقًا للمعايير الدولية وبما يتناسب مع خصوصية النظام الصحي اللبناني، ويهدف إلى إلزام الجهات المعنية بضمان الاستخدام الآمن والفعّال للأدوية. وذكرت كرم أن البرنامج الوطني بدأ منذ 2021 في ظل جائحة كوفيد-19، ونجح في بناء نظام متكامل لمعالجة أكثر من 27 ألف تقرير عن أحداث جانبية، مع اتخاذ التدابير اللازمة للحد منها.وأشارت إلى أن الوزارة تبنت قرارات وزارية إلزامية لتعزيز اليقظة الدوائية، منها تعيين منسقين ومسؤولين مؤهلين في المستشفيات والجهات المعنية، بالإضافة إلى تنظيم تدريبات ونشرات توعوية استهدفت المهنيين الصحيين والطلاب وجمعيات المرضى، مما أرسى الأساس لإطلاق الدليل. وأكدت أن جهود البرنامج حظيت بتقدير دولي من خلال مشاركات في مؤتمرات ومجلات علمية.من ناحيته، أكد رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران أن الدليل يحدد التزامات واضحة للجهات الفاعلة في قطاع الأدوية، موضحًا أن تبنيه يضع لبنان ضمن الدول التي تعتمد أفضل الممارسات العالمية في سلامة الدواء، ويؤكد أهمية إدماج اليقظة الدوائية في المناهج الأكاديمية لتخريج متخصصين ملتزمين بسلامة المرضى.بدوره، أشاد ممثل منظمة الصحة العالمية الدكتور عبد الناصر أبو بكر بالتطور السريع للبرنامج الوطني خلال أزمة كوفيد والكوليرا، مؤكداً جدواه وكفاءته.يُذكر أن إطلاق الدليل الوطني يأتي في ظل تحديات عدة تعاني منها المنظومة الصحية اللبنانية، لا سيما في مجال مراقبة جودة الدواء، مما يجعل هذه الخطوة استثنائية في تعزيز الحوكمة الصحية والرقابة التنظيمية، وتأمين حماية أكبر للمرضى اللبنانيين.