الاحداث- كتبت صحيفة الانباء الالكترونية تقول:"السيناريو يتكرر ولم تتورع اسرائيل عن استهداف المدنيين والابرياء في مناسبات الاعياد. هذا ما تفعله في غزة كل يوم. وما فعلته في الضاحية بمناسبة عيد الأضحى المبارك. مصادر امنية مواكبة اشارت عبر الانباء الالكترونية انه كلما لاحت بارقة امل تساعد على بسط سيادة الدولة على كامل اراضيها وبالاخص بعد الاتفاق على سحب السلاح الفلسطيني من المخيمات الذي قد يصبح ساري التنفيذ منتصف هذا الشهر، وبعد الليونة التي ابداها حزب الله في لقاءاته مع رئيسي الجمهورية جوزاف عون والحكومة نواف سلام لمعالجة ملف السلاح، جاء العدوان الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت ليؤكد ان اهداف العدو تتجاوز موضوع السلاح الى السيطرة العسكرية على المنطقة وارغام الدول العربية المحيطة بها على التطبيع او توقيع معاهدة سلام معها.
المصادر كشفت عن النوايا الاسرائيلية الخبيثة التي تقضي بتهجير الفلسطينيين من غزة، وإقامة حزام امني في جنوب لبنان وتحديداً في منطقة جنوب الليطاني. واعتبرت أن قصف الضاحية الجنوبية ليلة عيد الأضحى يحمل رسالة مزدوجة إلى الولايات المتحدة الاميركية والداخل الاسرائيلي. وذلك غداة اعلان الرئيس دونالد ترمب عن امكانية التوصل الى اتفاق مع ايران بخصوص ملفها النووي ، لان اسرائيل ترفض اي اتفاق يجري ابرامه بين واشنطن وطهران. لان من شأن ذلك تقليص هيمنتها العسكرية على المنطقة من جهة، كما يسمح لايران من جهة ثانية اعادة نقوذها الى المتوسط من بوابة لبنان وحزب الله. اما الرسالة الثانية فهي براي المصادر تتركز على الداخل الاسرائيلي بعد التراجع الحاد في شعبية رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو وامكانية خسارته الانتخابات نتيجة استئناف الحرب على غزة وعدم تمكنه من تحرير جميع الاسرى لدى حماس. وفشله بعودة السكان الاسرائيلين الى مستعمراتهم الى المناطق القريبة من حدود لبنان الجنوبية.
وتوقعت المصادر استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب لان هدف اسرائيل هو القتل وليس السلام. المصادر استغربت الفيتو الاميركي على قرار مجلس الامن لعدم ادانة اسرائيل في حربها على غزة ولبنان.
قيادة الجيش
كان لافتا البيان الصادر عن قيادة الجيش في أعقاب الغارات التي شنتها إسرائيل على الضاحية الجنوبية ليلة عيد الأضحى. وهي من المرات النادرة التي يصدر عن قيادة الجيش اللبناني بيان بهذه الشدة، اكدت من خلاله قيادة الجيش ان العدو الاسرائيلي يواصل تصعيد اعتداءاته ضد لبنان، مستهدفاً المدنيين والبنى التحتية في مناطق عدة، كان آخرها غارات استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت ومنطقة الجنوب ليل امس الاول. في مشهد وصفته القيادة بالعدوان اليومي الممنهج على السيادة اللبنانية. وأوضحت القيادة ان هذه الاعتداءات تأتي في توقيت لافت تزامناً مع مناسبة الاعياد في محاولة واضحة لعرقلة نهوض لبنان واستثماره للفرص الايجابية المتاحة.
واشارت الى انها فور صدور التهديدات الاسرائيلية الاخيرة باشرت التنسيق مع لجنة مراقبة الاعمال العدائية، في مسعى لاحتواء التصعيد ومنع وقوع الهجوم، وأرسلت دوريات الى عدد من المواقع المستهدفة. رغم رفض الاحتلال التعاون مع المقترحات اللبنانية.
وشدد بيان القيادة على التزامه الكامل بالقرار 1701, وباتفاقية وقف الاعمال العدائية، لكنها حذرت من استمرار العدو في خرق هذه الاتفاقية ورفضه التنسيق مع اللجنة الدولية يضعف دورها ويقلل من فاعلية الجهود المشتركة، ما قد يدفع المؤسسة العسكرية الى اعادة النظر في طبيعة التعاون مع اللجنة. واكدت القيادة ان الجيش رغم تعقيدات الوضع يواصل أداء مهماته الوطنية بحزم وثبات، مؤمناً بان حماية لبنان وبسط سلطة الدولة على كامل اراضيها تبقى أولوياته المطلقة مهما اشتدت التحديات.
روكز
في تعليقه على قصف الضاحية والبيان الصادر عن قيادة الجيش اشار النائب السابق شامل روكز في حديث لجريدة الانباء الالكترونية إلى ان النمط المعتمد في تعامل العدو الاسرائيلي منذ انتهاء الحرب وتوقيع اتفاق وقف اطلاق النار يتركز على الخرق المستمر للقرار الاممي 1701 بشكل دائم. وهذا العدو لن يتردد بقصف الضاحية او غيرها من المناطق اللبنانية، متخطياً بذلك صلاحيات ومهمة لجنة المراقبة التي لم تمارس دورها منذ تشكيلها حتى اليوم.
واصفاً بيان قيادة الجيش بالأمر الطبيعي بعد تمادي اسرائيل باعتداءاتها فالموضوع برأيه سيئ ولايمكن لقيادة الجيش ان تقف مكتوفة الايدي بعد تحدي اسرائيل لكل القرارات الدولية. خاصة وان قيادة الجيش طلبت الكشف على الاماكن المستهدفة لكن اسرائيل رفضت ذلك. كاشفاً ان اسرائيل تضغط على لبنان بصورة دائمة بهدف اجباره على التطبيع معها وتوقيع اتفاق سلام تحت الضغط، وخلق نوع من حزام امني في منطقة جنوب الليطاني، بحجة انها مناطق غير آمنة لا تسمح بعودة السكان الاسرائيلين الى مستعمراتهم الواقعة في الشمال وعلى الحدود مع لبنان. لافتاً ان الجيش اللبناني يسيطر على منطقة جنوب الليطاني بنسبة 90 في المئة ولم يبق سوى النقاط الخمس الذي يتركز فيها العدو خارج سيطرته.
في موضوع سلاح حزب الله اشار روكز الى تفاهم بين الحكومة وحزب الله لسحب السلاح بطريقة مبرمجة بعد ان تكون الحكومة تمكنت من سحب السلاح من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بموجب الاتفاق على الرئيس الفلسطيني اثناء زيارته الى بيروت، فالامور تسير بطريقة صحية، متوقعا استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب والضاحية وصولاً الى الحدود الشرقية بسبب عدم عودة السكان الى المناطق الحدودية وذلك لجر لبنان الى التطبيع وتوقيع اتفاق سلام تحت الضغط وهذا ما فعلته مع سورية.
روكز دعا الدول الراعية لاتفاق وقف اطلاق النار وبالتحديد الولايات المتحدة وفرنسا للضغط عل اسرائيل لوقف اعتداءاتها على لبنان واعطائه فرصة لمعالجة ملف السلاح غير الشرعي في المخيمات وخارجها. لافتاً الى مؤشرات ايجابية ظهرت بعد لقاء نواب كتلة الوفاء للمقاومة مع الرئيسين عون وسلام.
https://anbaaonline.com/news/289516