الاحداث- كتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: أكّد الجيش اللبناني، أمس السبت، التزامه بآلية "الميكانيزم"، وتحمّله المسؤولية الملقاة على عاتقه، والتقيّد ببنود اتفاق وقف الأعمال العدائية، خلافاً لكلّ التصرفات الإسرائيلية منذ 27 تشرين الثاني 2024. وبناءً على طلب "الميكانيزم"، تحرّك الجيش اللبناني، يرافقه عناصر من قوات حفظ السلام الدولية "اليونيفيل"، للكشف على منزل في بلدة يانوح – جبل لبنان.
دخل الجيش إلى المنزل ولم يعثر على أي شيء، فأبلغ لجنة "الميكانيزم" بالنتيجة. وبعد ذلك، خرج المتحدث باسم جيش العدو مهدِّداً باستهداف المبنى نفسه، قبل أن يتبدّل الموقف الإسرائيلي لاحقاً ويتراجع عن تنفيذ الغارة. وكانت النتيجة تأكيداً واضحاً لا لبس فيه أن الجيش اللبناني يقوم بدوره كاملاً، خلافاً لما تروّج له إسرائيل وكل من يُروّج لها ويُشجّعها على شنّ عدوان على لبنان، في وقت تلتزم فيه الدولة اللبنانية بجميع أقوالها وبنود اتفاق وقف النار.
قاسم يُصعّد
تزامناً، شكّل خطاب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم تصعيداً كلامياً جديداً في مواجهة كلّ المحاولات الهادفة إلى إنجاز مهمة التفاوض وتجنيب لبنان مآلات حربٍ موسّعة، وهو ما يعمل عليه الرؤساء الثلاثة. وطرح قاسم معادلة جديدة قوامها: "الأرض والسلاح والروح"، قائلاً إنّ المسّ بأيّ منها يعني المسّ بالثلاثة معاً، وهو ما "لن يحصل"، وفق تعبيره.
وفي السياق نفسه، وبينما يؤدي الجيش اللبناني مهامه على أكمل وجه، قد تستغل إسرائيل خطاب قاسم لتنفيذ نواياها ضد لبنان. وفي هذا الإطار، أكدت مصادر مطّلعة لـ"الأنباء الإلكترونية" أن هذه النبرة الحادة لم تعد تنفع في ظل الضربات القاسية، مذكّرةً بنداء الرئيس وليد جنبلاط الأخير الذي دعا إلى وقف استخدام لبنان ورقةً إيرانية في التفاوض مع واشنطن أو غيرها، وهو الكلام الذي وجّهه جنبلاط مباشرة إلى الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم.
وبالتالي، ووفق المصادر، فإن التفاوض عبر لجنة "الميكانيزم" والضغط على إسرائيل للالتزام باتفاق وقف النار وتحرير الأسرى يبقيان الطريق الوحيد المتاح والأنسب لتجنيب لبنان أي تصعيد من شأنه جرّ الويلات.
مؤتمر تنسيق دعم الجيش
وفي سياق متّصل، علمت "الأنباء الإلكترونية" أن المؤتمر التنسيقي الذي تستضيفه فرنسا بين 17 و18 من الشهر الجاري، لن يقتصر على الملفات الأمنية المرتبطة بضمان الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار. وأكدت المصادر أن ملفات سياسية واقتصادية ستكون حاضرة على طاولة البحث، وفي طليعتها الانتخابات النيابية، وسط إصرار على إنجاز هذا الاستحقاق، وهو ما شدّد عليه مبعوث الرئيس الفرنسي جان إيف لودريان خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان.
نتنياهو يتذرّع بلبنان
توازياً، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب إلغاء شهادته أمام المحكمة يوم غدٍ الاثنين، بسبب اجتماع مع المبعوث الأميركي إلى سوريا توم برّاك، حيث سيُخصَّص اللقاء لبحث سبل منع التصعيد مع حزب الله والاتفاق مع سوريا.
ويأتي ذلك في وقت يحاول فيه نتنياهو كسب الوقت لصالحه، إذ كانت القناة 12 قد أفادت الأسبوع الفائت بإلغاء جلسة الاستماع لنتنياهو أمام المحكمة المركزية في تل أبيب، بذريعة "اجتماع سياسي عاجل". وأوضحت القناة أن النيابة العامة لم تعترض على طلب إلغاء الإفادة، من دون الكشف عن طبيعة الاجتماع، علماً أنّ جلسات عدة كانت قد أُلغيت سابقاً لنتنياهو إما بداعي المرض أو بسبب ارتباطات سياسية.
هجوم داعشي على سوريا
على خطٍ موازٍ، شهدت سوريا هجوماً لتنظيم "داعش" هو الأول من نوعه منذ سقوط نظام بشار الأسد. وفي هذا الإطار، نعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب قتلى هجوم تدمر في سوريا، قائلاً: "فقدنا ثلاثة مواطنين عظماء في كمين بسوريا".
وفي التفاصيل، قُتل عنصر من قوات الأمن السورية، إضافة إلى جنديين أميركيين ومترجم أميركي، في حادث إطلاق نار قرب مدينة تدمر في محافظة حمص. ووقع الهجوم بعدما أقدم عنصر ينتمي إلى تنظيم "داعش" على إطلاق النار على وفد من التحالف الدولي كان موجوداً في مقر الأمن العام في تدمر بعد جولة ميدانية.
وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية أن السلطات كانت قد أخطرت التحالف الدولي بضرورة عدم القيام بهذه الجولة، كاشفاً أن عنصر "داعش" تم تحييده سريعاً من قبل عناصر الأمن العام السوري.
وفيما تُشكّل هذه الحادثة تحدّياً أمام السلطات السورية، فإنها تأتي بعد إقرار مجلس النواب الأميركي رفع العقوبات عن سوريا، وقبيل تصويت مجلس الشيوخ على الخطوة نفسها. وفي هذا السياق، أكد المبعوث الأميركي إلى سوريا توم برّاك التزام الولايات المتحدة المستمر بالتعاون مع الحكومة السورية لمواجهة الجماعات الإرهابية، قائلاً:
"إلى جانب الحكومة السورية، سنلاحق بلا هوادة كل فرد وميسّر ومموّل ومتواطئ متورط في هذا العمل الشنيع".
وأضاف: "نُرحّب بالالتزام القوي للرئيس السوري أحمد الشرع، الذي يشاركنا عزمنا الراسخ على تحديد هوية مرتكبي هذا الهجوم وملاحقتهم ومحاسبتهم. معاً سنقضي على الإرهاب في سوريا".
وشدّد برّاك على أن القوات الأميركية لن تتراجع حتى يتم القضاء على تنظيم "داعش" بالكامل، مؤكداً أن أي هجوم على الأميركيين سيُقابل بعقاب سريع وحاسم.