الاحداث- كتبت صحيفة نداء الوطن تقول:"يتلاقى غداً استحقاقا الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية ومحطتها الشمال، والزيارة الخليجية الرابعة التي يقوم بها رئيس الجمهورية جوزاف عون منذ توليه سدة الرئاسة الأولى ومحطتها المقبلة الكويت. وما بين هذين الاستحقاقَين، قفزت إلى واجهة الأحداث الغارات الإسرائيلية قبل يومين على مواقع لـ «حزب الله» شمال الليطاني، وبدلاً من أن يتعامل «الحزب» مع هذا الحدث الأمني، انطلق في حملة ضد رئيس الحكومة نواف سلام و «اليونيفيل»، ما استدعى موقفاً رسمياً دعماً لقوات الأمم المتحدة.
في هذا السياق ، علمت «نداء الوطن» أن اتصالات رئيس الجمهورية نجحت في تبريد الأجواء الجنوبية حيث يبقى الحذر سائداً هناك. وتنتظر بعبدا زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس لبحث عمل لجنة المراقبة الخماسية المكلفة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف النار، بعد تعيين رئيس جديد للجنة هو الجنرال الأميركي مايكل ليني. وحتى الساعة لم تحدد أورتاغوس موعداً نهائياً للزيارة، لكن الأكيد أن زيارتها قائمة.
إلى ذلك يسافر الرئيس عون غداً إلى الكويت بعد الاطلاع على انطلاق المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية، حيث أنجزت الدولة كل التحضيرات لإنجاح هذا الاستحقاق كي يمر بسلاسة كما حصل الأحد الماضي في جبل لبنان وسط استنفار أمني لتأمين أمن العملية.
«الخليلان» افترقا و«الحزب» يحارب وحيداً
من ناحية ثانية، افترق «الخليلان» اللذان عملا معاً طوال عقدين انقضيا. وكان مألوفاً في المرحلة التي تلت اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005 وخروج جيش النظام الأسدي من لبنان في ذلك العام وصاعداً، أن يطلا معاً المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل ومثله المعاون السياسي للأمين العام السابق لـ «الحزب» حسن نصرالله، الحاج حسين خليل. ولم يزر أي منهما منفرداً رؤساء الحكومات الذين تعاقبوا في تلك المرحلة. لكن، وبعد الزلزال الأمني والسياسي الذي ضرب لبنان منذ أيلول الماضي، أطل فجأة خليل «الحزب» وحيداً الأسبوع الماضي، لكي يكرر عادة الوصاية، ولكن هذه المرة على رئيس مجلس الوزراء نواف سلام. وقد شن إعلام «الحزب» حملة على رئيس الحكومة بعد لقاء جمع حسين خليل والرئيس سلام الأسبوع الماضي. وقد انتقد مسؤول «الحزب» خلال اللقاء، بحسب إعلام الأخير، رئيس الحكومة لتقصير حكومته في موضوع إعادة الإعمار. وبدا ذلك بمثابة تصويب على السعودية من خلال استهداف «الحزب» الرئاسة الثالثة.
في المقابل، صرح عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم «أن لبنان في العمق العربي ولا قائمة له خارج السرب الخليجي».
وتعليقاً على حملة «الحزب» التي طاولت رئيس الحكومة، كما طاولت في الوقت نفسه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أبلغت مصادر وزارية «نداء الوطن» أن «حزب الله» بدا وكأنه «يحاول تحييد رئيس الجمهورية كي لا يضع نفسه في مواجهة الرئيس عون. علماً أن الرئاسة الأولى في وضع متكامل مع رئيس الحكومة، وتالياً مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» انطلاقاً من الثوابت التي تجمعهم. ولا يستطيع «الحزب» التصويب على رئيسَي الجمهورية والحكومة في وقت واحد كي لا يجد نفسه في موقع مناقض لكل الدولة. لذا، لجأ إلى طريقة الجارة والكنّة علماً أن «الحزب» يضطر إذا لزم الأمر إلى التصويب على الرئاسة الأولى». وقالت المصادر : «إن اللعبة مكشوفة بزعم أن هناك صراعاً سلطوياً. في حين أن هناك محاولة من «حزب الله» لتغطية ملف السلاح لكون الرئيس عون مولج بالحوار حول الملف. إنها محاولة لحرف الأنظار عن إشكالية السلاح التي يقترب حلها بخلق تناقضات وهمية على مستوى الحكومة والتي هي تناقضات من صنع «الحزب».
«اليونيفيل» ومسلسل «الأهالي» في الجنوب
أما في الجنوب، وتحديداً أول من أمس، فشهدت بلدة عيترون الحدودية حادثة توتر بين «الأهالي» ودورية تابعة لقوات «اليونيفيل». وأوضحت نائبة مدير المكتب الإعلامي في «اليونيفيل» أن الجنود عندما «توجهوا إلى مكب النفايات لرمي بعض الأغراض، غادروا لحظة مجيء أبناء البلدة، كي لا يعترضوهم، كما حصل في المرات السابقة في قرى جنوبية عدة».
وفي بيروت، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي أمس رئيس بعثة قوات «اليونيفيل» العاملة في لبنان وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو والوفد المرافق، وجرى البحث في تطورات الوضع في الجنوب في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة.
وأكد الوزير رجّي «تمسّك لبنان بدور قوات «اليونيفيل» وشكرها على الجهود التي تقوم بها في الجنوب»، مشدداً على «أهمية تمكينها من أداء مهامها وفق الولاية المحددة لها من قبل مجلس الأمن والتي يُرتقب تمديدها في آب المقبل».
معارك بلديات الشمال
بلدياً، يعتبر يوم غد الأحد يوماً مفصلياً على مساحة لبنان، وبالأخص على مساحة الشمال. كيف لا، وهو يوم انتخاب المجالس البلدية والاختيارية، بعد دورة كاملة و 3 سنوات من التمديد، تراجع فيها أداء البلديات إلى أدنى مستوياته.
ولكون هذه الانتخابات تأتي قبل سنة قبل موعد الانتخابات النيابية، فقد اختلط فيها العمل السياسي بالعمل الإنمائي، وتحولت المعارك في بعض البلدات والمدن إلى معارك سياسية أُلبست لبوس العمل البلدي. وعليه، تستعد الكورة، وزغرتا، وطرابلس، والضنية، والمنية، وعكار إلى معارك في الكثير من القرى والبلدات والمدن ستكون حامية للغاية.
في الضنية تبدو المعركة الأهم في بخعون بين النائبين جهاد الصمد وعبدالعزيز الصمد، حيث يدعم كل منهما لائحة بوجه الآخر بالتحالف مع عائلات وفاعليات.
المعركة في المنية سياسية بامتياز، وتعد بروفا أولية عن الانتخابات النيابية المقبلة، بين كل من النائب أحمد الخير والنائب السابق عثمان علم الدين.
في عكار يشهد العديد من البلدات معارك حامية، أبرزها في حلبا مركز المحافظة، وفنيدق ورحبة وبينو، التي تتنافس فيها لائحتان واحدة مدعومة من حزب «القوات اللبنانية» وأخرى يدعمها «التيار الوطني الحر».
يشار إلى أن قرى وادي خالد وأكثرية قرى سهل عكار وبلدة برج العرب، قد ذهبت نحو التزكية، وذلك لأول مرة بتاريخها، بمساعٍ قادها النائب محمد سليمان لتحقيق صفر انتخابات بلدية عند العشائر العربية، من البقاع إلى عكار.