الاحداث- كتبت صحيفة "النهار": لم يفوّت "حزب الله" فرصة التنغيص والتشويش على الدولة واللبنانيين وسط بروز بعض معالم الإيجابيات الواعدة، فانبرى على لسان أمينه العام، عشية انعقاد أول مؤتمر استثماري خلال العهد الحالي والحكومة الحالية إلى إطلاق "نصيحة" تستبطن تهديداً مقنعاً للحكومة ومصرف لبنان لوقف الإجراءات المالية التي تضيق على حزبه، كما وسّع بيكار تهجماته وتهديداته تحت ذريعة دفاعه عن "الأخ الأكبر" شريكه في الثنائية الشيعية الرئيس نبيه بري. تشويش الشيخ نعيم قاسم في توقيته ومضمونه، جاء فيما انتقلت كرة تعطيل تعديل قانون الانتخاب مجدداً إلى مربعها الأول والأساسي أي إلى ملعب رئيس المجلس بحيث سيغدو انتقالها إليه بمثابة تحميله نهائياً تبعة ما سينجم عن إفساد انتخاب المغتربين للنواب الـ128 كما كل مفاعيل تأخير أو دفن مشروع تعديل القانون الذي أحيل إلى المجلس البارحة. إذ إن رئيس الجمهورية جوزف عون وقّع المرسوم الرقم 1832 القاضي بإحالة مشروع قانون معجل إلى مجلس النواب يرمي إلى تعديل وتعليق بعض مواد القانون 44 تاريخ 17 /6/2017 وتعديلاته (قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب). وأرفق المرسوم بنص مشروع القانون الذي كان أقره مجلس الوزراء في جلسته تاريخ 6/11/2025. وحمل المرسوم تواقيع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، ووزراء المال والداخلية والبلديات والخارجية والمغتربين والعدل. ويشار في هذا السياق إلى أن وزارتي الخارجية والداخلية أعلنتا أن عدد المسجلين بلغ 87 الفاً.
وإذ سيكون للرئيس عون كلمة اليوم في افتتاح مؤتمر "بيروت 1" الاستثماري، فهو سيوجّه كلمة أخرى للبنانيين عشية عيد الاستقلال وصفت بالمهمة جداً. وأشارت معلومات إلى أن الظروف الأمنية التي تمر بها البلاد تُحتّم عدم إقامة احتفالات أو عرض عسكري في ذكرى الاستقلال هذا العام، كما لن يقام حفل استقبال في قصر بعبدا في المناسبة.
وتشابكت التحركات البارزة في الساعات الأخيرة بين الجولة الأولى للسفير الأميركي الجديد ميشال عيسى على الرؤساء وتسليمه أوراق اعتماده من جهة، ووصول وفد سعودي ووفود أخرى والاستعدادات للمؤتمر الاستثماري من جهة أخرى. وبعدما قدَّم السفير عيسى نسخة عن أوراق اعتماده إلى وزير الخارجية يوسف رجي زار قصر بعبدا وسلّم الرئيس عون أوراق اعتماده، وأعرب عن سعادته لتعيينه في لبنان، ناقلاً تحيات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومؤكداً العمل لتعزيز العلاقات اللبنانية- الأميركية وتطويرها في المجالات كافة. ورحّب الرئيس عون بالسفير عيسى متمنيًا له التوفيق في مهامه، لا سيما وأنه من أصل لبناني، مشدداً على أهمية العلاقات بين لبنان والولايات المتحدة. ثم زار الرئيس نبيه بري، واختتم جولته بلقاء رئيس الحكومة نواف سلام، وأكّد حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع الجمهورية اللبنانية. بدوره، تمنّى الرئيس سلام للسفير عيسى التوفيق في مهامه، كما أهداه نسخةً من كتابه "لبنان بين الأمس والغد".
في غضون ذلك، وصل إلى بيروت الموفد السعودي يزيد بن فرحان على رأس وفد، فيما التقت اللجنة الفنية السعودية المتخصصة بملف رفع الحظر عن الصادرات اللبنانية الرئيس سلام في السرايا، على أن تشارك غداً في مؤتمر "بيروت 1".
وكتب الرئيس سلام على منصة "أكس": "استقبلت اليوم الوفد السعودي الزائر للبنان لمناقشة إجراءات استئناف الصادرات اللبنانيه للمملكة العربيه السعوديه، وقد طلبت من كل الجهات المعنية العمل السريع لإنهاء أي عوائق لعودة هذا الرافد المهم لاقتصاد لبنان. إن هذا التحرك جاء استجابه لما دار في لقاء فخامة الرئيس جوزف عون ولقائي مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكه العربيه السعودية. فمواقف سموه والمملكه في دعم لبنان واستقراره يشهد لها الجميع. فلهم منّا كل التقدير والشكر ودوام المحبة. وبهذه المناسبة جددت للوفد الكريم تعهدنا بأن لا يستخدم لبنان منصّة لزعزعة أمن أشقاءه العرب أو أن يكون معبراً لتهريب المخدرات أو أية ممنوعات. كما رحّبت بالوفد السعودي المشارك في مؤتمر بيروت 1، والذي يعطي وجوده في بيروت دافعاً كبيراً لنهوض لبنان الاقتصاد".
في هذا الاطار، التقى سلام، وفدًا كبيرًا من شركة "مورغان ستانلي" المشاركة في مؤتمر "بيروت 1 "، وأكد أنّ "هذه الزيارة تعكس إيمانًا حقيقيًا لدى المستثمرين بقدرة لبنان على الصمود، وبكفاءة موارده البشرية، وبإمكاناته الواعدة لإعادة البناء وتحقيق النمو". كما شدّد على أنّ لبنان "يرسم اليوم مسارًا جديدًا قائمًا على الإصلاح الشامل، والشفافية، والنمو الاحتوائي"، لافتًا إلى أنّ "عمل الحكومة واضح، والتقدّم مبذول على مختلف المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية". وأشار إلى أنّ "الحكومة ماضية قُدُمًا نحو هدفها في تحديث المؤسسات العامّة، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة للاستثمار في البنى التحتية الأساسية".
الرئيس عون استقبل الوفد أيضاً، و شدّد أمامه على "أن لبنان ملتزم بوقف الأعمال العدائية وفق الاتفاقات المعلنة، فيما يعمل الجيش اللبناني على مراقبة الوضع ميدانياً والمحافظة على الهدوء. وأضاف أن الدولة لا ترى أي مصلحة في التصعيد، وأن الأولوية تبقى لحماية المدنيين وتثبيت الاستقرار".
وسط كل هذه الاجواء استأنف الشيخ نعيم قاسم هجماته على الحكومة، معتبراً "أنها تخطئ عندما تسلك طريق التنازلات طمعًا بإنهاء العدوان"، وقال: "أيها الحكومة، كم مرة جربتم التنازلات وقدمتم العروض المسبقة من طرف واحد ولم تثمر هذه العروض ولا التنازلات؟". واعتبر "أن الانتشار الذي يحصل في جنوب نهر الليطاني رغم العدوان المستمر هو تنازل، وإعلان الاستعداد للتفاوض هو تنازل، وإقرار مبادئ ورقة برّاك المخزية هو تنازل". وأضاف: "يا من "تبخون السم"، الخراب إن وقع سيقع على الجميع وعلى أولادكم أولاً"، معتبراً "أن الهجوم على الرئيس بري ليس له مبرر إلا تسهيل السيطرة من خلال استدعاء السيطرة الأجنبية". وقال: "قبل أيام تم إرسال وفد من الخزانة الأميركية بهدف التضييق مالياً على حزب الله وكل اللبنانيين، وأنصح الحكومة وحاكم مصرف لبنان والمعنيين بوقف الإجراءات التي تضيّق على الحزب".
مراجعة القرار 1701 أمام مجلس الأمن الخميس
يعقد مجلس الأمن يوم الخميس المقبل في 20 الجاري جلسة مشاورات مغلقة تتعلق بتقرير الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش حول تنفيذ القرار 1701. والمتحدثان المتوقعان هما المنسقة الخاصة للبنان جانين هينيس بلاسخارت ووكيل الأمين العام لعمليات السلام جان بيير لاكروا. هذا التقرير حول القرار هو الأول بعد قرار مجلس الأمن الرقم 2790 في 28 آب الماضي الذي مدّد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لمرة أخيرة تنتهي في 31 كانون الأول 2026، ووجّه البعثة لبدء انسحاب منظم وكامل اعتبارًا من ذلك التاريخ، وفي غضون عام واحد.
وذكر موقع مجلس الأمن أن من الخيارات المطروحة أن يوفد المجلس بعثة زائرة إلى لبنان قبل نهاية العام من أجل دعم الزخم نحو تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية والقرار 1701. بالإضافة الى تقويم الوضع الميداني في ضوء التطورات الأخيرة، مثل خطة انتشار القوات المسلحة اللبنانية، والتخفيض المتوقع في عدد أفراد اليونيفيل في سياق مبادرة الأمم المتحدة رقم 80، وقرار المجلس الصادر في آب بشأن سحب قوات اليونيفيل. كما يمكن أن يُطلع أعضاء المجلس بشكل مباشر على مدى احتياجات إعادة الإعمار في جنوب لبنان.