الاحداث - صدر عن مكتب شؤون الإعلام في الامن العام البيان التالي:
"في مناسبة العيد الثاني والثمانين للاستقلال، وجّه المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير “أمر اليوم" إلى العسكريين:
أيها العسكريون،
في هذا اليوم الوطني الخالد، نستحضر الاستقلال في عيده الثاني والثمانون، كحقيقةٍ متجددة نعيشها ونحميها كل يوم. الاستقلال بما هو أسمى مناسبة وطنية، هو أيضا فعل إيمانٍ مستمر بلبنان، وبقدرة شعبه ومؤسساته على النهوض رغم كل الصعاب والعواصف.
لقد صمد وطننا أمام أزمات كبرى، وتحديات غير مسبوقة، لكنه لم يسقط، لأن جذوره ضاربة في عمق التاريخ، ولأن أبناءه الشرفاء، وفي طليعتهم أنتم العسكريون في المديرية العامة للامن العام اللبناني، جعلوا من الشرف والواجب والانضباط عقيدةً لا تنكسر.
أيها العسكريون،
في هذا العهد، وبرغم ما واجهناه من ضغوط وأزمات، استعاد لبنان موقعه الطبيعي في محيطه العربي وعلى الساحة الدولية، وبات ينظر إليه من جديد كبلد قادر على الحوار، مؤمن برسالته ومتمسك بثوابته. وقد ساهمتم أنتم في تثبيت هذه الصورة من خلال التزامكم بمسؤولياتكم في حماية الأمن، وتنظيم الحدود، وصون الاستقرار الداخلي، فكنتم الأمن العام الذي لا ينام والدرع الذي يصون الدولة من الانقسام والفوضى.
ورغم استمرار العدو الإسرائيلي في انتهاكاته اليومية للقرار ۱۷۰۱واتفاق وقف الأعمال العدائية، فإن الحق الوطني لا يسقط بالتقادم، والسيادة لا تكتمل إلا باستعادة كل شبر من أرضنا المحتلة فلبنان الذي نؤمن به لا يعرف الضعف ولا الاستسلام، بل يستمد قوته من إرادة أبنائه ووحدتهم حول ثوابتهم الوطنية.
لقد أثبتم أن الأمن العام هو رسالة وطنية متكاملة، تجسد الأمن في خدمة الإنسان، وتضع القانون في خدمة الوطن، وتؤكد أن الاستقرار هو المدخل لكل نهوض اقتصادي وسياسي واجتماعي. فبفضل تضحياتكم وإخلاصكم، يعيش لبنان اليوم استقرارًا أمنيا مكنه من استعادة مكانته واستقطاب المؤتمرات واللقاءات الدولية الكبرى وهو يتهيأ لاستقبال قداسة الحبر الأعظم البابا لاوون الرابع عشر في زيارته التاريخية الى لبنان، شاهداً على ثقة العالم بهذا الوطن الصغير بحجمه الكبير برسالته.
إن الحفاظ على وحدة لبنان وأمنه واستقراره، وعلى رسالته الإنسانية الفريدة في هذا الشرق المأزوم، هو واجبنا جميعاً. والمسؤولية بالنسبة إلينا ليست رتبة ولا موقعاً، بل خدمة مقدّسة هدفها أن يبقى وطننا سيداً حراً موحداً، قوياً بشعبه وجيشه وأجهزته الأمنية.
أيها العسكريون،
اعلموا أن لبنان يحتاج إليكم اليوم أكثر من أي وقت مضى، لتبقوا على الجهوزية الكاملة ساهرين على أمنه، مدافعين عن حدوده حراساً لأمن الناس وكرامتهم. فأنتم أبناء مؤسسة عريقة ولاؤها الوحيد للبنان، وشعارها “الأمن في خدمة الإنسان”، وأداؤها شهادة يومية على الوفاء للقسم والعلم.
ليكن هذا العيد مناسبة لتجديد الإيمان بلبنان الذي نريده، وطناً لا يستفرد ولا يستضعف، وطناً يعيش فيه أبناؤه بكرامة، أسياداً على أرضهم، متجذرين فيها، شامخين كأرزها، مرفوعي الرأس تحت رايتها.
عشتم، عاش الأمن العام، عاش لبنان.”