Search Icon

الموفد الأميركي: ترامب يريد مـساعدة لبـنان... الحرب تتدحرج.. ومخاوف خـروجها عن السيطرة

منذ 13 ساعة

من الصحف

الموفد الأميركي: ترامب يريد مـساعدة لبـنان... الحرب تتدحرج.. ومخاوف خـروجها عن السيطرة

الاحداث- كتبت صحيفة "الجمهورية": مرّ أسبوع على الحرب المشتعلة بين إسرائيل وإيران، وتدحرُجها التدميري يُنذر بطول أمدها، مع ما قد تلوح في أفقه مفاجآت دراماتيكية وتأثيرات مباشرة على العدوَّين اللدودَين. وبمعزل عن الإنتصارات التي يدّعيها الطرفان، فإنّ هذا الإدّعاء لا يُغيّر في حقيقة مرعبة تتناقلها تقارير الوكالات والقنوات الإخبارية، تفيد بأنّ نتائجها كانت وبالاً على الجانبَين. وعلى الخط الموازي تبدو الجهود الديبلوماسية في سباق محموم مع العمليات الحربية، وكذلك مع القرار المنتظر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول الدخول في هذه الحرب أو عدمه.
حضور أميركي
لبنان المتموضِع بكل حواسه السياسية والرسمية منذ أسبوع على خط الرصد لمسار حرب الدمار الشامل الدائرة بين إسرائيل وإيران، تلقّى بالأمس رسالة أميركية تدعم استقراره وتمنع عودة الحرب إليه، وتعتبر تدخّل "حزب الله" في الحرب بأنّه سيكون قراراً سيئاً جداً، نقلها الموفد الأميركي المبعوث الرئاسي إلى سوريا توماس برّاك الذي التقى الرؤساء الثلاثة جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام.
وبحسب مصادر بعبدا، فإنّ براك أكّد "الدّعم الأميركي للجيش اللبناني وللإجراءات التي يتخذها الحكم في لبنان، لافتًا إلى "أهمية استقرار الأوضاع على الحدود الجنوبيّة من جهة، والحدود السورية من جهة أخرى. وإنّ ترامب يرغب في مساعدة لبنان والدول المجاورة له، لتنعم بالأمان والاستقرار والسلام".
وأكّد الرئيس عون للموفد الأميركي، إنّ لبنان يتطلّع إلى دعم الولايات المتحدة الأميركية في تثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب من خلال انسحاب القوات الإسرائيلية من التلال الخمس التي تحتلها، ووقف الأعمال العدائية والتمديد للقوات الدولية في الجنوب "اليونيفيل".
أمّا الرئيس سلام فأكّد "تمسّك لبنان بخيار الأمن والاستقرار ورفض الانجرار إلى الحرب الدائرة في الإقليم".
وفي عين التينة، كرّر الرئيس بري للموفد الأميركي التأكيد على أهمية حضور ودور قوات "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان والتمديد لها، لأهمية دورها في تطبيق القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار وتعاونها مع الجيش اللبناني في هذا الإطار.
وشدّد بري على الجهد الأميركي لإلزام إسرائيل بضرورة الوفاء بإلتزاماتها بتطبيق بنود القرار 1701 والانسحاب الفوري من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف الخروقات، كمدخل أساس لينعم لبنان بالإستقرار ويشرع بورشة إعادة الإعمار.
وأعرب بري عن ارتياحه لأجواء اللقاء مؤكداً أنّ الموفد الأميركي محترف ومُلِمّ بشؤون المنطقة ويعرف جيداً التفاصيل في لبنان وما يدور مع إسرائيل.
وأشار بري رداً على سؤال، إلى أنّ التعيينات الدبلوماسية ممتازة ولا غبار عليها، أمّا التعيينات القضائية أصبحت "قضاءً وقدر ولا أريد التعليق عليها".
اشتعال واسع
على صعيد الحرب الإسرائيلية الإيرانية، فقد شهدت الساعات الـ 24 الماضية، وتيرة عالية من التصعيد والعمليات العسكرية والهجمات الجوية والصاروخية على العمق الإيراني. ويأتي ذلك في وقت تتجه فيه الأنظار إلى جنيف، حيث أُعلِن عن اجتماع سيُعقد اليوم الجمعة، بين وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كلاس، وبين وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي. ونقلت شبكة CNN عن ديبلوماسي غربي بأنّ هذا الاجتماع يُعقد بالتشاور مع واشنطن.
لا تراجع
على ما تجمع قراءات المحلّلين والخبراء العسكريِّين، فإنّ الواضح من ضراوة المواجهات بين الجانبَين، ونوعية السلاح المستخدم في هذه الحرب والإستهدافات الواسعة النطاق واستعداداتهما لجولات حربية أكثر عنفاً ممّا شهده الأسبوع الأول لهذه الحرب، هو أنّ احتمال تراجع إسرائيل وإيران من نقطة اللاعودة يبدو ضعيفاً، إنْ لم يكن مستحيلاً، في هذه المرحلة، لعدة أسباب:
أولها، هو أنّ التراجع أو تخفيض السقف بالنسبة إلى إسرائيل وإيران يعادل الهزيمة، بالتالي لا سبيل أمامهما سوى الإستمرار بسقفٍ عالٍ من الاستهدافات والتهديدات المتبادلة، في النقطة الساخنة مهما كانت أكلافها. فإسرائيل وضمن سياق هدفها بتغيير الشرق الأوسط، وضعت سقفاً عالياً للحرب بتدمير البرنامج النووي الإيراني وتغيير النظام في إيران وصولاً إلى إعلان نيتها بقتل المرشد الإيراني السيّد علي خامنئي، إلّا أنّ هذه الحرب، لم تسر كما رسمت لها في الهجوم الأول الذي أرادته قاتلاً لإيران. فيما إيران، التي مُنِيَت بضربات قاسية في جيشها وحرسها وبرنامجها النووي، ومراجعها أثبتت قدرة على احتواء الصدمة، واعتبرت نفسها بحرب وجودية ودخلت في مواجهة صاروخية غير مسبوقة مع إسرائيل وتقول إنّها واثقة من إفشال أهداف العدوان، وكسر شوكة إسرائيل وهزيمتها وتقزيم استعلائها على كلّ المنطقة.
ثاني تلك الأسباب، هو اللاجدية لدى المعنيِّين المباشرين بمسار المفاوضات النووية في هذه المرحلة، في إنضاج حلّ سياسي مقبول يطفئ الحرب بصورة نهائية.
وثمة سبب ثالث، يتجلّى في قرار ضمني ومعلن في آنٍ معاً، يتعمّد ترك هذه الحرب تأخذ مداها في مسار تدميري مفتوح، تتكئ فيه إسرائيل على الدعم الأميركي لها لمحاولة إحداث تحوّلات وتغييرات جذرية في المشهد الإيراني تطيح النظام نهائياً وتنقل إيران من مكان إلى مكان.
إنضمام... لا انضمام
على أنّ البارز في موازاة ذلك، القرار الأميركي بالإنخراط في الحرب وعدمه، وتحيطه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بغموض شديد عبر تركها الباب مشرّعاً على شتى الاحتمالات. وعلى ما يقول ديبلوماسي معروفة عنه خبرته في السياسة الأميركية، فإنّه "خلافاً لكل التقديرات حول قرب اتخاذ الرئيس الأميركي قراراً بالإنضمام إلى الحرب، فدفة الميزان لا تميل بالضرورة حتى الآن، نحو ترجيح احتمال انخراط الولايات بالحرب إلى جانب إسرائيل، ولو أنّها أرادت ذلك، لكانت بادرت إلى التدخّل في اللحظات الأولى للحرب الإسرائيلية على إيران ولما تأخّرت حتى الآن".
ويُضيف الديبلوماسي عينه قائلاً لـ"الجمهورية": "قد يكون ترامب في قرارة نفسه أكثر حماسة من نتنياهو لضرب إيران، وتبعاً لسلسلة القرارات والخطوات التي اتخذها منذ بداية ولايته، التي بادر إليها مسرعاً ثم عاد عن معظمها بالسرعة عينها، ما يعني أنّ قراراته ليست ثابتة بل قرارات متحرّكة ومتبدّلة، ولذلك لا ألغي من حسباني أيّ قرار يصدر عن ترامب، سواء بالإنضمام إلى الحرب أو القرار بإسناد الأمر إلى إسرائيل، مع الاستمرار في تقديم الدعم لها في حربها من دون المشاركة العملية معها".
إلاّ أنّ الديبلوماسي عينه استدرك قائلاً، إنّه يَميل إلى الاعتقاد بأنّ ترامب متموضع حالياً في دائرة التردّد في اتخاذ القرار، إذ إنّ الداخل الأميركي المنقسم بغالبيته ضدّ التدخّل فيها، وهذا ما تؤكّده استطلاعات الرأي الأميركية، وضمن هذه الغالبية الشريحة الكبرى من المعسكر الداعم لترامب، والذي ينادي بـ"أميركا أولاً"، وهذا يعني أنّ على ترامب ألّا يناقض هذا الرأي. ثم أنّ هناك أمراً آخر لا يقلّ أهمية، وهو أنّ ترامب بطبعه كمَن يُريد أن ينزل إلى الماء من دون أن يبتل، ولذلك قد يكون تأخّره في اتخاذ القرار، هو محاولة التأكّد ممّا إذا كان هجوم واشنطن على إيران ضرورياً في هذا التوقيت، وأيضاً محاولة تقدير الثمن الذي سيدفع جرّاء ذلك، وكذلك تقدير ما إذا كان هذا التدخّل سيورِّط الولايات المتحدة بحرب طويلة، تناقض ما وعد به بأنّه آتٍ لإطفاء الحروب وليس لإشعالها كما فعل أسلافه.
"لا تعرفون أفكاري"
إلى ذلك، برز أمس ردّ الرئيس الأميركي على ما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" بأنّه أبلغ كبار مساعديه بأنّه وافق على الهجوم على إيران وأضاف: "ليس لديكم أي فكرة عن حقيقة أفكاري بشأن إيران".
وفيما أفادت وكالة "بلومبرغ"، نقلًا عن مصادر مطلعة، بأنّ "كبار المسؤولين الأميركيِّين يستعدون لاحتمال توجيه ضربة لإيران في الأيام المقبلة". أوضحت المتحدّثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، أنّ "الرئيس ترامب قال إنّه سيتخذ خلال أسبوعَين قراراً بشأن المشاركة في الحرب بين إسرائيل وإيران"، كما نقلت عن ترامب قوله إنّ "هناك فرصة كبيرة لإجراء مفاوضات قد تُعقَد أو لا تُعقَد مع إيران قريباً".