الاحداث- أكّد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، في كلمة ألقاها خلال العشاء السنوي لهيئة قضاء الزهراني، أنّ التيار متمسّك بالحضور في الجنوب وبأهمية الوجود المسيحي فيه، مشدداً على أنّ “شهداء الجنوب لم يسقطوا دفاعاً عنه فقط، بل عن كل لبنان، لأن سقوط الجنوب يعني سقوط بيروت والجبل”.
واعتبر باسيل أنّ “أهمية الوجود المسيحي تكمن في التناغم مع كل مكوّنات الوطن”، مشيراً إلى أنّ الانتخابات البلدية الأخيرة برهنت على سعي “التيار” للتلاقي مع باقي المكونات. ورأى أنّ “قرى شرق صيدا والزهراني تمثّل صلة وصل بين صيدا وجزين، بما يعكس طبيعة التنوع اللبناني في المنطقة”.
وفي الشأن الانتخابي، انتقد باسيل محاولات تعديل القانون “لأسباب انتخابية عابرة”، مؤكداً أنّ المسيحيين “ليسوا أقلية، وأن وجودهم لا يُقاس بالعدد، بل بالدور والرسالة التي يحملونها في هذا الشرق”.
وتطرق باسيل إلى الملف الفلسطيني، فقال: “نرفض السلاح الفلسطيني سواء داخل المخيمات أو خارجها، لأن مهمة الدفاع عن فلسطين هي مسؤولية الفلسطينيين، فيما مهمتنا الدفاع عن لبنان”. وتساءل: “هل هكذا يريدون استلام سلاح الفلسطينيين من مخيم برج البراجنة؟ وإذا بهذا الشكل يريدون استلام سلاح حزب الله، فالله يوفّق، مبلّشين منيح”.
وأكد أنّ “قضية فلسطين تبقى قضية محقّة، والقدس يجب أن تكون عاصمتها، لكن هذا لا يعني أن يُفرض على الجنوب تهجير جديد بعدما عانى التهجير مراراً”. وانتقد الدولة لأنها “تقدّم التنازلات من دون مقابل”، متسائلاً: “أين الحكومة من ملف إعادة الإعمار، كما تتحدث عن ملف السلاح؟”.
وفي ما يتعلق بسلاح “حزب الله”، شدد باسيل على “ضرورة حصرية السلاح بيد الجيش اللبناني، لأن الظروف تغيّرت والدفاع عن لبنان يتطلّب استراتيجية مختلفة”. وأوضح أنّ “الرئيس ميشال عون طرح منذ عام 2006 استراتيجية دفاعية هدفها حماية لبنان، ولم يتحدث يوماً عن استراتيجية هجومية أو تحرير فلسطين”.
وختم باسيل مؤكداً: “نحن مع وضع استراتيجية دفاعية حقيقية، وتسليم السلاح للجيش اللبناني ضمن خطة تؤمن نجاحه، لا أن يُزج في مواجهات محكوم عليها بالفشل. نريد أن نحافظ على أرضنا ونبقى فيها بكرامة، ونريد العيش بسلام مع شركائنا، شرط أن يكون سلاماً بكرامة وبحقوق، لا استسلاماً”.