الأحداث - استعاد النائب جبران باسيل خلال لقاء مع قدامى عناصر القوى المسلحة، جزءاً من تجربته الشخصية، قائلاً إنّه تطوّع سابقاً في الجيش اللبناني، حيث خدم تحت قيادة العميد شامل موزايا، مؤكداً أنّ تلك المرحلة شكّلت تعبيراً عملياً عن الانتماء للمؤسسة العسكرية، ولا سيّما من قبل الشباب الجامعي في حينه، “لأن هناك من وقف ليتحدث عن الكرامة والسيادة وجعلنا نشعر أنه يعبر عن أفكارنا كلبنانيين”.
وانتقد باسيل بشدّة من يعتبرهم “جبناء وخونة”، قائلاً: “الجبان هو جبان أكان جباناً في السياسة أو العسكر، فيبقى جباناً وخائناً ولا يستأهل أن يكون بيننا”.
وأشار إلى أنّ البعض لم يتحمّل المعركة، فإمّا خاف أو استجاب لـ”مغريات”، فتركوا التيار “في عزّ الانقلاب الذي حصل في عهد الرئيس ميشال عون”، وأضاف: “غادرونا بفكرهم، وعندما أتت اللحظة وتمكنوا من تركنا بأنفسهم وبمقاعدهم فعلوها”.
كما لفت إلى أنّ التيار يدرك تماماً مرارة أن يتركك الناس في قلب المواجهة، مشدداً على أن المعركة “ليست فقط بالسلاح، بل بالمواقف في الأوقات الصعبة عندما نالوا منا بكرامتنا وسمعتنا”.
وأضاف باسيل أنّه مهما بُذل من جهود سياسية أو في الدولة يبقى الشعور بالتقصير قائماً تجاه العسكريين: “ندرك التضحيات التي قدمتموها، وندرك أن الدولة مقصّرة معكم ومع العسكريين في الخدمة الفعلية الذين تمسّكوا بالجيش والدولة رغم تدني رواتبهم”.
وفي سياق حديثه عن دور الجيش، شدّد على أنّ كل محطة لها توقيتها، قائلاً: “أحياناً بالسلاح وأحياناً بالكلمة، وعندما كان هناك قرار بأن يقاتل الجيش فعلها وكان التيار معه، وعندما غاب القرار وانصاعت السلطة لإسرائيل بقي التيار يقول حرية وسيادة واستقلال”.
وأوضح أنّ التكامل بين الطرفين يقوم على القيم المشتركة: “الجيش شعاره شرف تضحية وفاء، ونحن نكمل بعضنا بالشعارات التي نعيشها عن حق”.
ثم عاد باسيل ليكرّر انتقاداته للسلطة السياسية، قائلاً إنّ لبنان لا يزال أمام سلطة عاجزة “تأخذ أوامرها من الخارج ولا تمتلك قرارها”، ما جعل اللبنانيين يعيشون تحت الوصاية: “لم يكن هناك من يرفض إلا أنتم ونحن عبر وقفة المناضلين”.
وتابع مؤكداً أنّ حصرية السلاح بيد الجيش تحتاج إلى قرار سياسي حرّ: “كل الناس ستجد نفسها مضطرة لتقدم سلاحها للجيش عندما تعرف أن هناك قراراً سياسياً بأن تكون الأرض حرة والقرار حراً”.
واستعاد باسيل مثال السلسلة الشرقية، قائلاً: “عندما لم يصدر القرار تم احتلال 450 كلم مربع، وعندما وصل قائد جيش إلى رئاسة الجمهورية لديه كرامة وهو العماد ميشال عون وأعطى الأمر تحررت الأرض”.
كما أكّد أنّ التيار سيبقى “الجسم السياسي للجيش اللبناني”، القادر على التعبير عن مشاعر العسكريين في الخدمة والتقاعد.
وهاجم باسيل من يزايد على الجيش: “من سرق مال الشعب لا يحق له المزايدة بعملية حصرية السلاح، ومن اعتدى على الجيش لا يحق له أن يتحدث عن حصرية السلاح”.
وختم بأنّ الحرص على حصرية السلاح يجب أن يترافق مع تأمين السلاح والمقومات للجيش: “تتم المزايدة على الجيش بالكلام من دون تأمين المقومات اللازمة للعسكر لأن الأموال هُرّبت إلى الخارج”.