Search Icon

برّاك: ترامب شجاع وليس صبوراً والحزب مسألة لبنانية... قاسم: صبرنا له حدود

منذ 8 ساعات

من الصحف

برّاك: ترامب شجاع وليس صبوراً والحزب مسألة لبنانية... قاسم: صبرنا له حدود

الاحداث-  كتبت صحيفة "الجمهورية"تقول: خضعت نتائج زيارة الموفد الأميركي توماس برّاك والمواقف التي أعلنها خلالها، لتقييم وتفسير وتمحيص على نطاق واسع في كل الأوساط السياسية، خصوصاً انّها بدت حمّالة أوجه في جوانب كثيرة منها، وذلك في انتظار ما سيكون عليه الموقفان الأميركي والإسرائيلي من الردّ اللبناني على ورقة المقترحات الأميركية. في الوقت الذي استمر الخرق الإسرائيلي اليومي لوقف إطلاق النار الذي طاول أمس منطقة الشمال في بلدة العيرونية الزغرتاوية.

أكّد مرجع سياسي لـ«الجمهورية»، ارتياحه إلى نتائج زيارة الموفد الأميركي توم برّاك لبيروت، مبدياً تفاؤله بالمسار الذي تتخذه الأمور حتى الآن، لكنه فضّل أن يبقى هذا التفاؤل مرفقاً بالحذر.

وأشار المرجع إلى انّ زيارة برّاك أفضت إلى إيجابيات مهمّة لكنها لا تزال غير مكتملة، وبالتالي «ما تقول فول حتى يصير في المكيول..».

وتوقف المرجع عند ما سمّاه «خفافيش الداخل» ودورها السلبي، معتبراً انّ «السموم التي تبخّها هي هامشية لأنّ اللعبة أكبر منها».

وإلى ذلك أكّد مصدر بارز في «حزب الله» لـ«الجمهورية»، انّ «جولة برّاك ونتائجها يتمّ تقييمها وفق مجموعة عوامل تبدأ من حيث اللقاءات الرسمية والجانبية وتصريحاته ومواقفه التي أُطلقت في اتجاهنا، إذ تبين لنا انّ مجيء برّاك وذهابه لن يغيرا من استمرار الاعتداءات والخروقات الإسرائيلية، هذا عسكرياً. أما سياسياً فواضح انّ برّاك وضع الكرة في ملعب اللبنانيين بطريقة ديبلوماسية، عبر دعوته إلى استخدام منطق الحوار وهذا هو مطلبنا منذ البداية بعيداً من الصراخ والتهويل والتهديد. والموقف الرسمي الموحّد جعل الأميركي يخطو خطوة إلى الوراء، ونحن نعتبر انّ غياب الموقف الموحّد بين اللبنانيين يعزز سياسة استمرار الاعتداء على لبنان».

ولفت المصدر إلى «انّ «حزب الله» لا يتعاطى مع الأميركي على أساس انّه بريء ولا دخل له بما يقوم به العدو، فهو طرف محرّض ويؤمّن غطاءً كاملاً، ويرأس لجنة الإشراف التي يتنصل منها حاليا». واضاف: «يبقى انّ الجواب اللبناني له علاقة بموقف الدولة عموماً لجهة التزام لبنان بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والخطاب المنفتح على الحوار الداخلي لمعالجة كل الأمور، و«حزب الله» جزء من الحكومة التي التزمت حصرية السلاح وقرار السلم والحرب ان يكون بيد الدولة، وهذه كلها مقدمات ذات طبيعة إيجابية».

وأضاف المصدر: «من جهته، برّاك كانت لهجته إيجابية، بعكس ما كان البعض يفترض او يتمنى ان تكون حادة، خصوصاً لجهة اعتباره انّ «حزب الله» هو حزب سياسي وطرف سياسي. فهذا اعتراف بدوره السياسي الذي بالنسبة لنا هو ناتج من الحضور الشعبي والتمثيل ولا منّة لأحد عليه... أما إذا كان الأميركي يضمر شيئاً معاكساً ويراوغ ويخادع من خلال الديبلوماسية المفرطة فلن يفاجئنا ولا نُخدع لأننا لا نتصرف معه على أساس انّه طرف يؤمّن له ويلتزم بالمواثيق، أما إذا أراد أن يرمم بعض صدقيته فعليه ان يلزم الإسرائيلي بالاتفاق ووقف العدوان والانسحاب»...

وقال المصدر نفسه: «انّ حركة برّاك فتحت مجموعة مسارات، الأول داخلي يرتكز إلى الجلوس إلى الطاولة وفتح الحوار، والثاني الحوار حول المقترح الأميركي وليس أخذه كما هو مثلما قيل لنا قبل مجيء برّاك، وإلّا الاسرائيلي سيضربكم. ونحن من الأساس نأخذ هذا الأمر في الحسبان، نحن لا نريد الذهاب إلى الحرب، وإذا كان هذا الخيار موجوداً لدى العدو فهذا يعني انّ الأميركي جاء بديبلوماسية ناعمة ليخفي نيات لضربة غادرة»... وختم المصدر مؤكّداً «انّ الورقة اللبنانية أخذت مسار الحوار في انتظار اختبار صدقية الأميركي ومنعه إسرائيل من القيام بأي عمل تصعيدي».

لقاءات تقييم

وكانت نتائج زيارة برّاك موضع بحث أمس في عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، الذي قال رداً على سؤال حول تقييمه لنتائج زيارة برّاك: «الرئيس بري كفّى ووفّى أمس (الاثنين) والجو منيح».

كذلك كانت نتائج زيارة برّاك موضع بحث في قصر بعبدا بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي قال بعد اللقاء: «ناقشت مع الرئيس عون المواضيع كافة و»في شي ممتاز وفي شي بدو انتظار». وأضاف: «زيارة الموفد الأميركي توم برّاك ممتازة جداً وفق ما قال الرئيس عون وقد قُدّمِت ورقة الرّد إليه ولا يزالون ينتظرون إجابة من «حزب الله».

ورداً على سؤال عن وضع المسيحيين في سوريا، قال الراعي إنّ «الوضع صعب، وعندما نرى ما يحصل في سوريا نفهم قيمة لبنان». وختم: «لبنان غير متروك وحيداً وهناك دول عظمى إلى جانبه».

برّاك

وقد أمضى برّاك أمس يوماً آخر في لبنان متتبعاً ردود الفعل على زيارته. وزار قائد الجيش العماد رودولف هيكل في اليرزة في حضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والتطورات الراهنة. وأفيد انّه زار منطقة جنوب الليطاني وأثنى على دور الجيش اللبناني هناك.

وكان برّاك زار مساء أمس الاول معراب والتقى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع، وتناول البحث خلال اللقاء الأفكار التي وردت في ورقة العمل التي قدّمها برّاك للمسؤولين اللبنانيين، حيث أكّد جعجع «أنّ مطلب الدولة اللبنانية جمع كل سلاح غير شرعي، فلسطينياً كان أم لبنانياً، هو مطلب لبناني في الأساس، وهو الممهد لقيام دولة فعلية في لبنان». وشدّد على أنّه «من دون حل جميع التنظيمات العسكرية والأمنية غير الشرعية، وغير القانونية، لا يمكن الوصول إلى دولة فعلية في لبنان».

وبعد جولة مناقشات حول هذا الموضوع ومواضيع متفرقة في لبنان والشرق الأوسط، تناول برّاك والوفد المرافق العشاء إلى مائدة جعجع وعقيلته، حيث استكملوا مناقشاتهم حول المواضيع المطروحة.

مسألة لبنانية لا عالمية

وأشار برّاك، في حديث لقناة «LBCI»، إلى أنّه «لا توجد تهديدات. فقط اغتنموا اللحظة وانظروا من حولكم إنّ المنطقة تتغيّر. فإذا لم ترغبوا في التغيير وإذا كان الناس لا يريدون التغيير فقط أخبرونا ولن نتدخّل». ولفت إلى أنّ «لا أحد سيبقى يفاوض مع لبنان حتى السنة المقبلة. فترامب يتمتع بشجاعة مذهلة وتركيز مذهل لكن ما ليس لديه هو الصبر».

وعن سبل حل مشكلة «حزب الله»، قال برّاك: «مسألة لبنانية ليست عالمية. فنحن من الناحية السياسية قد صنّفناه منظمة إرهابية، لذلك إذا عبثوا معنا في أيّ مكان على المستوى العسكريّ كما أوضح ترامب فسوف يواجهون مشكلة معنا». ورأى أنّ «نزع سلاح «حزب الله» كان دائمًا حقيقة بسيطة وواضحة جدًا، وشدّد عليها الرئيس (ترامب) ووزير الخارجية في استمرار: بلد واحد شعب واحد جيش واحد». مضيفاً: «المقصود ليس فقط سلاح «حزب الله» بل أيضًا سلاح الفلسطينيين والميليشيات المسلحة. وإذا اختارت القيادة السياسية هذا المسار فسنرشد ونساعد». وقال إنّ «الخليج يؤكّد التزامه لكنه أكّد كذلك التزامه بمساعدة لبنان وشعب الجنوب والشيعة على الأساس نفسه، وهو التوصل إلى اتفاق حقيقيّ، أي جداول زمنية حقيقية ومهل حقيقية ونزع سلاح حقيقيّ وليس بالضرورة أن يتمّ ذلك بطريقة عدوانية».

وعلّق على كلام الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الرافض تسليم السلاح، فقال: «التفاوض لبنانيّ تقليديّ. إذ إنّها مفاوضات مستمرة حتى يكون الجميع مستعدين فعلًا لإبرام اتفاق حقيقيّ». ولفت برّاك، إلى أنّ «ما فعله الجيش اللبنانيّ جنوب الليطاني منذ توقيع الاتفاق مذهل على رغم من أنّ الاتفاق لم يؤتَ ثماره لما يعتبره الطرفان خرقًا، لذلك علينا سدّ الثغرات». وقال: «أشعر أنّ الرؤساء الثلاثة صادقون ومباشرون. وعندما قلت إنّ طريقة تسليم الردّ كانت مذهلة أعني بذلك أن تتلقّى ردًا لم يتمّ تسريبه. وهذا الأمر إنجاز في حدّ ذاته». وأضاف: «موقفي هو موقف غير لبنانيّ إطلاقًا. فأنا لا أتفاوض على اتفاق عبر الصحافة. فهذه هي (الضربة القاضية) ومن باب الاحترام للأطراف المقابلة التي نتعامل معها لا يمكنني أبدًا أن أفعل ذلك».

ولفت إلى أنّ «مهمتنا في سوريا واضحة وهي مكافحة «داعش». ولن نسحب تلك القوات حتى نتأكّد من أنّ تلك الخلايا الإرهابية يتمّ إطفاؤها بأفضل طريقة».

وعلّق على التسريبات الإعلامية عن تسليم طرابلس والبقاع لسوريا، فقال «هذا خيال، هذا كارتون».

«حزب الله»

في غضون ذلك أكّد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في حوار مع قناة «الميادين» أنّ خيار «الاستسلام» غير مطروح بالنسبة للمقاومة، مشدّدًا على «أنّ الحزب ماضٍ في طريقه حتى تحقيق النصر أو نيل الشهادة». وأوضح قاسم أنّ قرار المواجهة سيكون بيد الحزب وحده، قائلاً: «نحن من يحدّد توقيت وطريقة المواجهة، وإذا ظن الإسرائيلي ومن خلفه الأميركي وأطراف أخرى أنّ الضغوط ستدفعنا إلى التراجع، فهم واهمون». وقال: «الصبر له حدود، وأنّ الحزب لا يمكنه التزام الصمت إلى ما لا نهاية»، مشيرًا إلى «أنّ آليات الردّ وتوقيتهما تبقى رهن قرار قيادة المقاومة».

وفي تقييمه للوضع الإقليمي، رأى قاسم «أنّ الولايات المتحدة الأميركية تسعى إلى تحقيق أهدافها في المنطقة عبر الضغوط السياسية الإسرائيلية، بعدما فشلت في فرضها بالقوة». واعتبر أنّ الغارات الإسرائيلية الأخيرة على الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي استهدفت تسعة مبانٍ، «تمّت بالتنسيق الكامل مع واشنطن، على رغم من غياب أي مبررات عسكرية لها». وأكّد «أنّ المقاومة، وعلى رغم من محاولات محاصرتها، ما زالت صامدة»، موضحًا «أنّ إسرائيل اضطرت للجوء إلى الدولة اللبنانية لعقد اتفاق وقف إطلاق نار، بعد عجزها عن تحقيق مكاسب ميدانية».

وعن الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر، قال قاسم إنّ «حزب الله حقق انتصارًا بمجرد استمراره في المواجهة، ومنع إسرائيل من بلوغ أهدافها، إضافة إلى حفاظه على معادلات الردع». وأشار إلى فشل محاولات بث الفتنة داخل لبنان، مشدّدًا على «أنّ التماسك الداخلي لا يزال صلبًا، وأنّ إسرائيل لم تنجح في اختراقه». وأكّد «أنّ المقاومة حالت دون أي تقدّم ميداني للعدو الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية» معتبراً «أنّ جوهر الانتصار يكمن في استمرار الصمود ومنع التقدّم المعادي». وختم: «شعب كهذا، وأمة كهذه، ومقاومة كهذه لا تُهزم. نحن أمام مرحلة جديدة، في ظروف مختلفة وأدوات مغايرة، لكن ثباتنا راسخ. وعلى رغم من التضحيات، فإنّ الحزب استعاد عافيته ووقف مجدداً».

التصعيد مستمر

وعلى الصعيد العسكري، كان التطور البارز استهداف الطيران الإسرائيلي المسيّر سيارة مدنية على طريق بلدة العيرونية في قضاء زغرتا، ما أدّى إلى اشتعالها. وأعلنت طوارئ الصحة العامة عن سقوط 3 شهداء و13 جريحاً في حصيلة نهائية.

وأظهرت مشاهد مصوّرة، تداولها ناشطون عبر مواقع التواصل، ألسنة اللهب وهي تلتهم السيارة وسط الطريق، مع تصاعد كثيف للدخان الأسود، وصرخات استغاثة من المارة.

وفي وقت لاحق، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أنّ «طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيليّ قصفت عنصرًا بارزًا في تنظيم «حماس» في منطقة طرابلس شمال لبنان». وافادت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ المستهدف كان القيادي مهران مصطفى بعجور رئيس قسم التخطيط في قسم البناء في «حماس».

وسُجّلت ليل امس غارات على بلدة البابلية، بينها غارة بصاروخين، استهدفا سيارة. وتضاربت المعلومات حول وجود عائلة كاملة في السيارة المستهدفة، في حين افادت معلومات عن سقوط شهيد. واعلن ادرعي، عبر منصّة «إكس» انّ الغارة على منطقة دير كيفا في جنوب لبنان استهدفت «علي عبد الحسن حيدر قائد في قوة الرضوان التابعة لحزب الله». كذلك اعلن انّ غارة أخرى على بيت ليف استهدفت أحد عناصر الحزب.