Search Icon

برّاك يبلغ الردّ الإسرائيليّ غداً... والشرع: لعلاقة من دولة إلى دولة مع لبنان

منذ 9 ساعات

من الصحف

برّاك يبلغ الردّ الإسرائيليّ غداً... والشرع: لعلاقة من دولة إلى دولة مع لبنان

الاحداث- كتبت صحيفة "الجمهورية": فيما يُنتظر أن يتبلّغ لبنان غداً الردّ الإسرائيلي الذي سينقله الموفد الرئاسي الأميركي توم برّاك، ما زالت المفاوضات الجارية في أروقة الأمم المتحدة في شأن التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) متعثرة، فيما طلبت فرنسا تأجيل التصويت في مجلس الأمن الدولي على قرار التمديد لهذه القوات إلى 29 آب الجاري، حيث تنتهي ولايتها الحالية في 31 منه.
يصل برّاك ونائبته مورغان اورتاغوس مساء اليوم إلى بيروت عن طريق دمشق التي سيزورها اليوم آتياً من إسرائيل، ويلتقي الرئيس السوري احمد الشرع.
ومن المنتظر أن يبلّغ برّاك إلى المسؤولين اللبنانيّين غداً الردّ الإسرائيلي المفصّل، وسيرافقه وفدٌ أميركيٌ رفيع يضمُّ شخصياتٍ عسكرية والسيناتور البارز ليندسي غراهام المعروف بقربه الشديد من الرئيس الأميركيّ ومواقفِه المتشدّدة حيال إيران و"حزبِ الله".
وعُلم انّ برّاك وأعضاءَ الوفد المرافق سيتناولون الغداء إلى مائدة رئيسِ الحكومة نواف سلام . وكان برّاك وصل إلى تل ابيب أمس، وطالب إسرائيل بخفض وتيرة ضرباتها على لبنان، في إطار مساعٍ لاحتواء التصعيد وتعزيز الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.
وأفاد موقع "أكسيوس"، أنّ برّاك التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ووزير الخارجية جدعون ساعر، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس.
وخلال اللقاءات، نقل برّاك رسالة واضحة من إدارة الرئيس دونالد ترامب بضرورة ضبط العمليات العسكرية في لبنان، وفتح المجال أمام الجهود السياسية والأمنية الجارية.وأشار إلى أنّ بلاده ترى أنّ على إسرائيل أن تبادر بخطوات متوازية مع ما اتخذته الحكومة اللبنانية من قرار يقضي بنزع سلاح "حزب الله" قبل نهاية السنة الحالية، وهي الخطوة التي كان وصفها في زيارته الأخيرة لبيروت بأنّها "المرحلة الأولى" على طريق تنفيذ التزامات اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي ما يتعلّق بزيارته اليوم لسوريا، أوضح برّاك أنّها تأتي ضمن خطة أميركية أوسع، تهدف إلى وضع ترتيبات أمنية جديدة بين إسرائيل ولبنان من جهة، وبين إسرائيل وسوريا من جهة أخرى، تمهيداً لبحث إمكانية الانتقال نحو مسار تطبيع سياسي وأمني في المستقبل.
ضبط الضربات
وإلى ذلك، قال مراسل موقع "إكسيوس"، باراك رافيد، إنّ زيارة برّاك غايتها البحث مع المسؤولين الإسرائيليين الكبار في طلب الإدارة الأميركية من إسرائيل ضبط ضرباتها في لبنان، إضافة إلى مناقشة المفاوضات الجارية مع سوريا. وقال: "تعمل إدارة ترامب في الوقت نفسه على دفع تنفيذ ترتيبات أمنية جديدة بين إسرائيل ولبنان وبين إسرائيل وسوريا، كخطوة أولى نحو تطبيع العلاقات المحتمل في المستقبل".
ونقل موقع "إكسيوس" عن مسؤولين أميركيين، إلى أنّ استمرار الحرب في غزة يجعل لدى إسرائيل مصلحة في تهدئة الأوضاع على حدودها مع سوريا ولبنان، والتوصل إلى اتفاقات جديدة مع كلا البلدين.
التجديد لليونيفيل
يتوقع دبلوماسيون اتصالاً قريباً بين وزيري الخارجية الفرنسي جان نويل بارو والأميركي ماركو روبيو لحسم صيغة قرار التمديد لـ"اليونيفيل" 12 شهراً. الولايات المتحدة عطلت "الإجراء الصامت" على المسودة الفرنسية، مطالبةً بلغة أوضح حول إنهاء مهمة القوة وسحبها لاحقاً. الصيغة المعدلة تنص على التمديد حتى 31 آب 2026 مع خطة انسحاب تدريجية مرتبطة بقدرة الدولة اللبنانية على بسط سيطرتها الكاملة. كما تطلب مراجعة استراتيجية بحلول آذار 2026 ودعوة لبنان لاحترام اتفاق 1995 وضمان حرية حركة القوات. الخلاف يتمحور حول إبقاء احتمال استمرار القوة بعد 2026، ما ترفضه إسرائيل بشدة.
خشية من سلبية
وقالت مصادر سياسية لـ"الجمهورية"، إنّها تخشى أن تخيّم أجواء سلبية على زيارة برّاك وأورتاغوس المنتظرة للبنان، لأنّ الجانب اللبناني سيعتبر الردّ الإسرائيلي غير كافٍ، وغير متكافئ مع الخطوات التي اتخذها حتى الآن، ولا سيما لجهة القرار الذي تمّ تكليف الجيش بتنفيذه، إعداد خطة لحصر السلاح في يد الدولة ضمن مهلة تمتد حتى نهاية العام الجاري. فالمشكلة التي تتوقعها المصادر جوهرها السؤال الآتي: ماذا لو أبلغ برّاك إلى الجانب اللبناني رداً إسرائيلياً اعتبره تهرّباً من الالتزامات؟ وكيف ستتعاطى الحكومة في هذه الحال مع "حزب الله" الذي يصرّ على أنّه لن يبحث في مستقبل سلاحه إلّا إذا التزمت إسرائيل تماماً ببنود وقف النار، وقدّمت ضمانات واضحة وثابتة إلى لبنان؟ وكيف ستقنع الحكومة "حزب الله" بالتجاوب في موضوع المهلة المعطاة إليه للتعاون في مسألة تسليم سلاحه، فيما كوادره يرفعون الصوت مطالبين بإلغائها لئلا تتحول ورقة ضدّ لبنان ولمصلحة إسرائيل؟ وبناءً على ذلك، تتخوف المصادر من نشوء تعقيدات داخلية بعد زيارة برّاك، على الجميع التنبّه إليها استباقياً.
الشرع
في غضون ذلك، التقى الرئيس السوري احمد الشرع أمس، وفداً اعلامياً عربياً ضمّ مديري مؤسسات إعلامية، وبينهم رئيس مجلس إدارة "المؤسسة اللبنانية للارسال" بيار الضاهر، ورؤساء تحرير صحف عربية ووزراء إعلام سابقين. وقال الشرع أمام الوفد إنّ "الاستثمار السوري في الاستقطاب المذهبي والسياسة في لبنان كان خطأً كبيراً بحق البلدين ولا يجب أن يتكرّر". وأكّد انّه "تنازل عن الجروح التي سبّبها "حزب الله" لسوريا، ولم يختر المضي في القتال بعد تحرير دمشق". واضاف: "أتطلع إلى كتابة تاريخ جديد للعلاقات اللبنانية- السورية وتحرير الذاكرة من الإرث الماضي. وهناك من يصوّرنا كإرهابين وتهديد وجودي، وهناك من يريد الاستقواء بسوريا الجديدة لتصفية حسابات مع "حزب الله"، ونحن لا هذا ولا ذاك".
وأكّد الشرع أنّه يريد "علاقة مع لبنان من دولة إلى دولة تقوم على معالجات اقتصادية واستقرار ومصلحة مشتركة". واضاف: "سوريا كما أراها اليوم هي فرصة كبيرة للبنان، وعلى اللبنانيين أن يستفيدوا من نهضتها، وإلّا فإنّهم سيخسرون الكثير". وكشف عن انّ "هناك بحثاً "متقدماً" في شأن اتفاق أمني بين دمشق وتل أبيب". وأضاف: "لبنان عانى من سياسات الأسدين، والبلدان بحاجة إلى كتابة تاريخ جديد وتحرير الذاكرة من الإرث الماضي".
وعلى المستوى الإقليمي، ركّز الشرع على أهمية التكامل الاقتصادي بين دول المنطقة، مؤكّداً أنّه لن يتردّد في اتخاذ أي قرار أو اتفاق يخدم مصلحة سوريا والمنطقة.
وأكّد أنّ "أي اتفاق مع إسرائيل سيكون فقط على أساس خط الهدنة لعام 1974". وشدّد على "وحدة سوريا ورفض أي وجود لسلاح خارج سلطة الدولة، مؤكّداً "تمسّكه بسيادة القرار السوري وبناء دولة قوية ومستقرة".
إجتماع لبناني ـ سوري
من جهة ثانية، تحدثت قناة "الجديد" عن "اجتماع أمني لبناني ـ سوري عُقد برعاية سعودية من الامير خالد بن سلمان وحضور الامير يزيد بن فرحان". وقالت انّ رئيس جهاز الاستخبارات السورية حسن السلامة فاجأ مدير المخابرات اللبناني العميد طوني قهوجي بالقول: "نريد أن نتعلم منك ما يمكن القيام به على طول الحدود للتعاون معاً على إنجازه". وأشارت إلى أنّ "لبنان أبدى عتباً على عدم معاملة الجانب السوري بالمثل، حيث زار رئيسان للحكومة اللبنانية سوريا، وفي المقابل لم يزر أي مسؤول سوري لبنان". وقالت إنّ "لبنان طلب ضمانات لإبعاد المنظمات الإرهابية عن حدوده"، ليردّ رئيس الاستخبارات السوري بالقول "محاربة داعش اختصاصي".