الأحداث - أكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب بيار بو عاصي، عضو تكتل "الجمهورية القوية"، أن "السلم الأهلي لا يتحقق إلا بقيام الدولة بدورها الكامل، لا بالتنازلات عنها".
وأضاف: "خير مثال على ذلك هو حرب 1975، حين تلكأت الدولة في أداء دورها منذ اتفاق القاهرة عام 1969، خوفا من الصدام مع الفصائل الفلسطينية، وكانت النتيجة حربا استمرت 15 عاما وأودت بحياة أكثر من 130 ألف لبناني".
وقال بو عاصي في مقابلة عبر "بودكاست الجديد" مع الإعلامي ريكاردو الشدياق: "لو كنت رئيسا للجمهورية، لكانت أولويتي تحقيق السيادة وليس تفادي أي صدام. لست في موقع عدائي تجاه أحد، ولكن لا يمكنني التخلي عن دوري وواجبي كدولة. من يعوق قيام الدولة بمهامها هو الخارج عن القانون ويتحمل المسؤولية".
وردا على سؤال حول نية الترشح لمقعد شيعي في قضاء بعبدا، أجاب: "بالطبع سأسعى لذلك، وهذا ليس تهمة بل واجب. القرار يعود للناس في صناديق الاقتراع. القول بأن خرق أحد المقاعد الشيعية الـ27 يشكل جريمة هو منطق مرفوض، ويعكس ضعف الثنائي الشيعي وتخبطه".
واعتبر بو عاصي أن انفجار مرفأ بيروت هو "جريمة العصر"، تتكون من ثلاث جرائم متتالية: تخزين المواد الخطرة في قلب العاصمة لسنوات، حتى 3 آب، والانفجار الكارثي مساء 4 آب، والإفلات من العقاب، وهو الجريمة الأكبر التي بدأت في 5 آب.
وأضاف: "رغم مرور خمس سنوات، لم يصل التحقيق إلى أي نتيجة. كل جريمة كبرى ارتكبت في لبنان خلال الـ25 سنة الأخيرة ولم يكشف مرتكبها، يقف خلفها حزب الله، من اغتيال الرئيس رفيق الحريري، إلى انفجار 4 آب، وصولا إلى اغتيال الياس الحصروني في عين إبل. التهجم على القاضي، واقتحام العدلية، كلها مؤشرات إلى تورط الحزب، وهناك قرار واضح بعدم السماح بوصول التحقيق إلى أي مكان".
وشدد على أن "لبنان لم يعد ضمن أولويات المجتمع الدولي. وقد عبر عن ذلك بوضوح الموفد الأميركي السفير توم براك بقوله: "أنتم من طلبتم مساعدتنا، وإذا كنتم تريدونها فعليكم نزع سلاح الحزب. أما إذا لا ترغبون، فهذا حقكم، لكننا لن نبقى ننتظر. هذا أيضا هو موقف السعودية وكل الدول الصديقة".
وتابع:"وعن ما إذا كانت الطائفة الشيعية مهددة كما يصرح بعض قادة الحزب، قال: الشيخ نعيم قاسم يقول إن الطائفة الشيعية تشعر بالتهديد. فليقل من يهددها وكيف؟ الحقيقة أن حزب الله هو ذراع إيران السياسية والأمنية في لبنان، ويرفض تسليم سلاحه، ما يهدد العقد الاجتماعي القائم على المساواة بين اللبنانيين. ما يجري اليوم هو تقويض لهذا العقد، وإذا تجاوزنا نقطة اللاعودة، وحده الله يعلم كيف ستنتهي الأمور. لا علاقة لي بالرئيس السوري..رفاقي في القوات فقط.
وحول ما إذا كان يعتبر الرئيس السوري أحمد الشرع رفيقا، أجاب: "رفاقي اثنان: من قاتلت إلى جانبه على المتراس، ومن هو في حزب القوات. لا الشرع ولا دونالد ترامب هما رفاقي. لست معنيا بحكم الشرع لسوريا، ما يهمني فقط هو احترام سيادة لبنان، وترسيم وضبط الحدود، وعودة النازحين".
وفي ختام الحديث، تطرق بو عاصي إلى خسارة لبنان زياد الرحباني، قائلا: "خسارة زياد كبيرة جدا. كان مرآة لمجتمعنا، وسخر عبقريته ليصور واقعنا بذكاء. في عز الحرب، كنت أستمع إلى أعماله على الكاسيت، لأنه لم يكن متاحا حضورها مباشرة. ضحكنا من وجعنا، وترك فراغا كبيرا في قلوبنا".