Search Icon

بو عبود: حان الوقت ليقتنع حزب الله بأن سلاحه لم يعد يحمي وبات عنصر تهديد لسيادة لبنان وأمنه

منذ ساعة

سياسة

بو عبود: حان الوقت ليقتنع حزب الله بأن سلاحه لم يعد يحمي وبات عنصر تهديد لسيادة لبنان وأمنه

الأحداث - أشارت عضو المكتب السياسي الكتائبي المحامية جويل بو عبود الى أنّ الرابع من آب هو يوم غضب وحزن، لكن في هذه السنة، شعرت بشيء ثالث: الأمل، فالأمل سببه أننا اليوم نعيش مع عهد جديد، مع رئيس جمهورية وحكومة جديدَين، وهناك مسار مختلف بدأ يتشكّل.

وعن تعامل السياسيين مع أهالي الضحايا قالت بو عبود في حوار عبر تلفزيون لبنان: "شهدنا تغيرًا في الخطاب السياسي تجاه الأهالي وتم اتخاذ خطوات رمزية تعبّر عن الاحترام لذكرى الضحايا ووجع اللبنانيين، كإطلاق اسم على شارع، وإدراج الإهراءات ضمن لائحة التراث، ووضع نصب تذكاري من قِبل فوج الإطفاء وهذه إشارات إلى بداية مسار جديد.

وحول مسار التحقيق أكّدت أنّ على الرغم من محاولات العرقلة السابقة، عاد التحقيق إلى الواجهة، القاضي طارق البيطار محصّن قانونيًا وقادر على متابعة الملف، مشيرة الى انّ هناك شخصيات تم استدعاؤها ولم تمثل أمامه، كالرئيس عويدات والوزير السابق غازي زعيتر، ولكن هذا لا يمنع القاضي من المضي قدمًا في مسار العدالة، إذ توجد مسالك قانونية تتيح له إصدار قرارات حتى في غيابهم.

وفي ما يخص الغطاء السياسي لفتت الى أنّه لم يعد هناك مجال للتخفي وراء العباءات السياسية، الرسالة واضحة اليوم، من رئيس الجمهورية، رئيس الحكومة، ووزير العدل فالقضاء يجب أن يأخذ مجراه، كما قال مطران أبرشية بيروت المطران بولس عبد الساتر، على من تَورّط أن يتحمّل مسؤوليته ويقف أمام الحقيقة.

 ووجهت تحية الى روح أمين عام حزب الكتائب السابق نزار نجاريان الذي استشهد في انفجار 4 آب.

وأشارت الى أنّ قانون استقلالية القضاء هو خطوة بالغة الأهمية ولقد بات القضاء أكثر استقلالًا عن التأثيرات السياسية، ونلمس هذا التغيير من خلال نوعية الأحكام التي تصدر عن مختلف المحاكم، حتى في القضاء العسكري.

وعن خطاب رئيس الجمهورية بخصوص السلاح قالت: "في خطابه الأخير، سمّى رئيس الجمهورية حزب الله بشكل واضح، ودعا إلى تسليم السلاح غير الشرعي، ووجّه خطابه إلى البيئة الحاضنة لهذا السلاح، لافتة إلى أن هذا الخطاب يشكّل بداية فعلية لمسار جديد، والتنفيذ سيبدأ من خلال مجلس الوزراء، عبر خطوات عملية أو جدول زمني واضح.

وعن مهلة دولية أشارت إلى أن المجتمع الدولي يمارس الضغط، لكن الشعب اللبناني سبق هذا الضغط بخطواته، مضيفة: "حتى قبل اندلاع حرب غزة، كان هناك موقف شعبي واضح برفض رئيس محسوب على حزب الله."

وتابعت: "إن صمود اللبنانيين السياسي غيّر المعادلة، وقد يُمنح لبنان مهلة دولية، لكننا لم نعد نملك ترف الوقت، إذ إن المنطقة كلّها تتقدّم ونحن لا نزال في مكاننا".

وأوضحت أنّ حزب الله يرى أن سلاحه ضرورة لحماية مجتمعه. لكن الواقع أثبت العكس، إذ سقط العديد من القيادات خلال حرب غزة، ولم يكن السلاح كافيًا لحمايتهم. فقد هذا السلاح مبرراته، وأصبح مصدر تهديد وليس حماية.

وشدّدت على أنّ الجيش أثبت قدراته مرارًا، كما في أحداث نهر البارد وعرسال، مؤكدة أن الشعب اللبناني بأكمله يتحوّل إلى جيش احتياط وقت الخطر، وتابعت: "ليس صحيحًا أن اللبنانيين ينتظرون من حزب الله أن يحميهم، نحن قادرون على حماية أنفسنا، والجيش هو المؤسسة الوحيدة القادرة على القيام بهذه المهمة."

وقالت: "في كل مرة، يُبرَّر استمرار السلاح بسبب جديد: انسحاب إسرائيل، حرب تموز، داعش، ثم سوريا. لكن حان الوقت لنقتنع جميعًا بأن هذا السلاح لم يعد يحمي أحدًا، بل بات عنصر تهديد لسيادة لبنان وأمنه."

وحول الهجوم السياسي على قائد الجيش العماد جوزيف عون أكدت أنّ طموحات البعض هي الدافع، حتى وإن كانت تحت ستار الممانعة أو العناوين الكبرى، وأردفت: "لا أتحدث فقط عن الوزير جبران باسيل، بل حتى من بعض الأطراف السيادية فقد رأينا هجومًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، البعض من مناصري الرئيس، حتى، شعر بالإحباط لأنه لم يرَ نتائج ملموسة خاصة في ما يتعلق بسلاح حزب الله. وهذا مفهوم."

وأضافت: "لكن إذا نظرنا إلى المدة الزمنية، فإننا لا نتحدث عن سنوات، بل عن أشهر قليلة. ونحن نعلم أن ما تراكم خلال سنوات من الفساد والتعطيل والحروب لا يمكن معالجته بعصا سحرية. الرئيس نفسه قال من الجزائر: "أنا لا أملك عصًا سحرية، فالشعب اللبناني متعب منذ العام 2019، وبعد كارثة انفجار المرفأ والانهيار المالي والاقتصادي، ينتظر تغييرًا سريعًا. ورغم قصر المدة، حصلت أمور مهمة: في ملف الفساد، رأينا وزراء سابقين موقوفين أو فارين من العدالة، وبدأت التحقيقات.

في ملف قتل الجندي الإيرلندي من قوات اليونيفيل، للمرة الأولى، يصدر حكم بالإعدام على منتمٍ لحزب الله من قبل المحكمة العسكرية.

في وزارة العدل، أُقرّ قانون استقلالية القضاء وأُنجزت التشكيلات القضائية بعد تعطيل طويل.

كذلك، تحرّك التحقيق في ملف تفجير المرفأ مجددًا."

وأشارت الى أنّ الرئيس عون كان واضحًا في خطابه الأخير يوم عيد الجيش حين أشار إلى أن "ساعة الحقيقة دقت "، والحقيقة هي أن الدولة يجب أن تستعيد سيادتها وتكون حصرًا هي من تمتلك السلاح، هذا المسار واضح، حتى لو تطلب الأمر حوارًا أوليًا مع حزب الله بهدف تجنّب الصدام، ولكن من الخطيئة أن نتخلف عن تنفيذ هذا المسار. اليوم حزب الله أضعف عسكريًا وقياديًا، النظام السوري في تراجع، إيران في وضع داخلي هش، والغطاء السياسي الداخلي لحزب الله لم يعد كما كان. كذلك، هناك إجماع داخلي وعربي ودولي على ضرورة حصرية السلاح بيد الدولة. إذا فشلنا، فسنكون مقصّرين بحق لبنان.

وعن حملات التحريض والمقارنات التاريخية قالت بو عبود: "البعض يخشى تكرار ما حصل مع الرئيس أمين الجميّل خلال فترة الثمانينات، حين تعرض لهجمات من داخل بيئته. الفرق أن الإعلام اليوم مختلف، وسائل التواصل تُظهر كل شيء، ولا مجال لإخفاء الحقائق أو ترك الشائعات تسود، آنذاك، كانت بعض الجهات متخصصة بفبركة التقارير دون أي توضيح رسمي، مما رسّخ صورة خاطئة لدى الرأي العام. اليوم لا نريد أن يتكرر هذا السيناريو مع الرئيس جوزيف عون، الذي يسير على الطريق الصحيح، حتى لو لم يكن المسار خاليًا من الأخطاء."

وعن تهديدات حزب الله بإعادة مشهد 7 أيار أوضحت أنّ التهديدات التي نسمعها مؤخرًا عن التحركات في الشارع وتكرار مشهد 7 أيار، أصبحت خارج الزمن، حزب الله لم يعد في قوته السابقة، ولم يعد يملك الغطاء اللبناني – المسيحي وغير المسيحي – الذي كان يحظى به سابقًا. نحن في مرحلة جديدة، لا تسمح بتكرار مشاهد الماضي.

وعن موقف بعض الحلفاء السابقين لحزب الله أكّدت أنّ النائب طوني فرنجية، أحد حلفاء حزب الله، دعا مؤخرًا إلى حصر السلاح بيد الدولة سواء كان هذا الموقف نابعًا من قناعة أو لمجاراة المرحلة، فإن النتيجة هي الأهم، المهم أن غالبية اللبنانيين اليوم، باستثناء حزب الله، مجمعون على أنه لا يمكن بناء دولة بوجود سلاحين وقرارين، أما من يبدلون مواقفهم بحسب الظروف السياسية، فعلينا أولاً تقييم مدى تأثيرهم الفعلي على الحياة السياسية. معروف من هم اللاعبون الأساسيون اليوم، وهم في الحكم، لا في المعارضة عليهم أن يترجموا هذه القناعات إلى خطوات عملية لترسيخ ثقافة سياسية نظيفة ومبدئية، لأن السياسة ليست كلها فسادًا هناك سياسيون شرفاء ونظيفو الكف، ونرى هذا التغيير بالفعل في بعض الوزارات.

وأكّدت أنّ من الضروري أن تُستكمل هذه المسيرة، وأن تُفتح ملفات الفساد السابقة، وتتم محاكمة كل من سرق أو اختلس أو خان الأمانة، كذلك يجب فتح ملفات الاغتيالات السياسية السابقة 

وتمنّت أن نصل في عهد الرئيس العماد جوزيف عون إلى الحقيقة، وأن تتحقق العدالة، وينال كل إنسان.