الاحداث- هزّت سلسلة حالات تسمّم متتالية قضاء جبيل بعد تسجيل سبع إصابات في خلال يومين، ثلاث منها وُصفت بالحرجة، ما استدعى استنفاراً قضائياً وأمنياً سريعاً وتم نقلهم الى مستشفى سيدة ماريتيم ومستشفى سيدة المعونات  الجامعي بحالة حرجة حيث تم وضهم تحت المراقبة في العناية الفائقة وذلك بعدما تناولوا اللحم بعجين والمنافيش في فرن السخن في نهر ابراهيم في 31 تشرين الاول الماضي.

وعلى الفور، كلّف المحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي طارق بو نصار عناصر فصيلة غزير بالتحرّي داخل المستشفى حيث نُقل المصابون، والاستماع إلى شهاداتهم وشهادات الطاقم الطبي، كما أمر بإقفال الفرن بالشمع الأحمر وإحضار مالكه والعاملين فيه للتحقيق.

وفي موازاة ذلك، كلّف القاضي طبيب القضاء في جبيل وطبيباً شرعياً أخذَ عينات من سوائل ومعدات المصابين وإرسالها إلى مختبرات متخصصة. وأظهرت النتائج أن الإصابات ناتجة عن مادة اللنات السامة.

ومع تتبّع مسار الحالات وإعادة تركيب التسلسل الزمني، تبيّن أن أحد الضحايا سبق أن تعرّض لعوارض مماثلة بعد تناوله منقوشة من الفرن نفسه، وأن العامل السوري ويدعى إبراهيم الحلاق كان حاضراً في المناوبة يومها، خلافاً للعامل الآخر الذي لم يكن على رأس عمله. وأظهرت الفرضيات التقنية أن حرارة الفرن التي تصل إلى 300 درجة مئوية كفيلة بإبطال مفعول المادة السامة، ما عزّز القناعة بأن السم أُضيف إلى المخبوزات بعد خروجها من الفرن.

وبعد تنفيذ أمر القاضي بإحضار المشتبه فيه، ضُبطت بحوزته عبوة من مادة اللنات، ما ثبّت الشبهات حوله. وعلى ضوء المعطيات المتقاطعة، أصدر القاضي بو نصار قراراً بتوقيف إبراهيم الحلاق بجرم القتل المتعمد .