الاحداث- كتبت صحيفة نداء الوطن تقول:"حظيت قرارات مجلس الوزراء في جلستي الثلثاء والخميس الماضيين بترحيب عربي ودولي، ما يعيد لبنان إلى دائرة الاهتمام الخارجي ويطلق مرحلة البناء على هذه القرارات كي يتلقى الدعم اللازم في مسيرة إعادة الإعمار وتعزيز قدرات الدولة لبسط سيادتها على كامل أراضيها. وصدرت تباعًا مواقف مؤيدة لهذه القرارات، منها ما هو عربي، من مجلس التعاون الخليجي ومن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ومنها ما هو دولي، حيث رحبت وزارة الخارجية الفرنسية بـ “القرار التاريخي والجريء” الذي اتخذته الحكومة اللبنانية.
كما تلقى وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، اتصالًا من وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس، هنأ خلاله الحكومة على قرارها القاضي بحصر السلاح وبسط سلطة الدولة. بدوره، وصف السفير البريطاني في لبنان، هاميش كويل، القرار بالخطوة التاريخية على طريق تعزيز سيادة لبنان.
برّاك يعود
وفي سياق متصل، علمت “نداء الوطن” من مصادر رسمية أن زيارة المبعوث الأميركي توم برّاك، قد تتأخر إلى النصف الثاني من الشهر الحالي، وحسب المعلومات، تبلغت الدوائر الرسمية تأجيل الزيارة 10 أيام على أن تكون يومي 18 و19 آب الجاري. وقد أرسلت واشنطن إشارات رضى إلى رئيس الجمهورية وإلى الحكومة عن القرارات التي اتخذت والتي تضع لبنان على السكة الصحيحة.
بدوره، أشاد عضو الكونغرس داريل عيسى الذي زار أمس رئيس الحكومة نواف سلام بالقرارات الحكومية وقال: “هذا يوم جديد للبنان، ونحن نتحدث عن ولادة جديدة للبنان وعن الإعمار وإعادة الإعمار أكان في الجنوب أو في كل لبنان”. وتوقع بأن يكون “تسليم السلاح طوعيًا، وأن الجيش اللبناني سيقوم بما هو مطلوب منه في نهاية آب”.
الدعم الدولي
سألت أوساط سياسية بارزة عبر “نداء الوطن”: متى سيترجم المجتمع الدولي دعمه للبنان تعزيزًا لقرارات الدولة اللبنانية؟ هل سيترجم الدعم بعد تنفيذ قرارات الحكومة أم بدءًا من الآن؟ وهل ستمضي الدولة قدمًا في قراراتها؟ ماذا سيفعل “حزب الله”، إذ ليس واضحًا ما إذا كان سيعلن نهاية مشروعه المسلح؟ فهل سيكتفي بهذا القدر من الردود التي صدرت عنه، والتي بيّنت أنه لم يفعل شيئًا؟ وقالت الأوساط: “في أي حال، يشهد لبنان حاليًا مسارًا دوليًا ودولتيًا لبنانيًا “طاحشًا”، ويمضي من دون إبطاء”.
الاستنفار الأمني
في موازاة ذلك، أوضحت مصادر أمنية لـ “نداء الوطن”، أن حجم الاستنفار الأمني لا يزال مرتفعًا، إذ إن القرار واضح في حفظ حرية التظاهر والاعتراض، لكن من دون التعدي على الأملاك العامة والخاصة. وأشارت إلى أن الإجراءات ما زالت مشددة خصوصًا في الأماكن الحساسة والتي تشكل خطوط تماس تاريخية أو مناطق ممكن أن يؤدي أي احتكاك إلى إشعال فتنة.
وأكدت على إبقاء الطرق مفتوحة وخصوصًا الرئيسية وطريق المطار، مشيرة إلى أن الوعي الداخلي هو أساسي وهناك تجاوب من المواطنين نظرًا لحجم المخاطر.
إلى ذلك، أشارت مصادر متابعة لـ “نداء الوطن” إلى أن يوم أمس شهد اتصالات مكثفة من أجل تطويق ذيول جلسة الحكومة الأخيرة، وسط تأكيد أن لا تراجع عن المقررات، في حين توحي أجواء بري بالتهدئة ومحاولة معالجة الأمور، وسط تشديد مستمر على حضور وزراء “الثنائي الشيعي” الجلسات الحكومية المقبلة.
جر لبنان لمصالحة إسرائيل
في مقابل هذه العلامات المشجعة، انقسم المشهد التلفزيوني ليل أمس على لغة هادئة واستيعابية لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع مقابل لغة انتحارية حملت تهديدات مبطنة للحكومة وللجيش اللبناني. فرئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد وصف القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية بشأن سحب السلاح بأنه “قرارٌ مرتجل وغير سيادي، فُرض بفعل الإملاءات الخارجية”. وهاجم رئيس الحكومة نواف سلام ووزير الخارجية يوسف رجي داعيًا الحكومة إلى تحمل “تبعات القرار”. أضاف “إن تسليم السلاح انتحار ونحن لا ننوي الانتحار والمطلوب هو جر لبنان لمصالحة اسرائيل والانقلاب على الطائف… كما يجب أن لا يصبح الجيش طرفًا وقيادة الجيش متنبّهة لهذه المسألة”. وتابع: “ولو مات الرئيس نبيه بري سننتخبه رئيسًا للمجلس”.
جعجع: الحرب ليست على الأبواب
في المقابل، أشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، في مقابلة تلفزيونية إلى أنه لا يتفق مع مقولة أن اللبنانيين ينتظرون آخر آب لمعرفة كيف سيُطبَّق قرار الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة، وقال: “أعتبر أن القرار قد اتُّخذ. والقرار عندما يُتخذ، يظن البعض وكأن هناك حربًا على الأبواب، وهذا غير صحيح. أنا أتحدث هنا عن تنفيذ القرار، وهو لا يحتاج إلى حرب ولا إلى شيء من هذا القبيل”.
واعتبر جعجع، أن مجلس الوزراء، كونه السلطة العليا في البلاد، حسم هذا الملف بإقراره يوم الثلثاء وإعادة التأكيد عليه يوم الخميس، مشيراً إلى أن مجرد إعلان الدولة عدم شرعية أي تنظيم مسلح أو أمني خارج سلطتها، ووقف تقديم أي خدمات أو تسهيلات له، كفيل بإنهاء الظاهرة.
وأوضح جعجع، أن إحالة الملف على الجيش لا تعني رمي كرة النار في حضنه، لأن من حمل كرة النار هما رئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة، وجل ما في المسألة هو إعداد خطة تنفيذية تبدأ بوقف التسهيلات والخدمات لـ “حزب الله”، والتعاطي أمنياً مع عناصره وأجهزته الأمنية كما يتم التعاطي من قبل أجهزة المخابرات مع اللبنانيين كافة على حد سواء، وصولاً إلى مصادرة السلاح تدريجياً. ورفض منطق المواجهة مع الطائفة الشيعية، مؤكداً أن الخلاف مع “الحزب” أيديولوجي ومرتبط بسلاحه، أما الشيعة فيمثلون مكوّنًا عزيزًا وأساسيًا من النسيج اللبناني.
إسرائيل تغتال إعلاميًا
أمنيًا، استهدف الطيران المسيّر الإسرائيلي أمس سيارة رابيد على أوتوستراد صيدا – صور بالقرب من جامعة “فينيسيا”، وأدت الغارة إلى مقتل الإعلامي المراسل والمصور ومدير موقع “هوانا لبنان” محمد شحادة.
وعلى خط التجييش واصل “حزب الله” مساء تسيير مسيرات احتجاجية على مقررات الحكومة وذلك في الغازية والنبطية جنوبًا وفي الهرمل بقاعًا.