Search Icon

ساسين ناعياً مانغي: نسمة أفلتت من غصن أرزةٍ وترقرقت فوق أعمدة بعلبك، ندًى وطيبًا وخصبًا.

منذ 3 ساعات

تربية وثقافة

ساسين ناعياً مانغي: نسمة أفلتت من غصن أرزةٍ وترقرقت فوق أعمدة بعلبك، ندًى وطيبًا وخصبًا.

الاحداث- نعى الرئيس السابق للجنة الوطنية للأونيسكو المحامي والشاعر والأديب  شوقي ساسين المبدع اللبناني المهندس جان لوي مانغي الذي توفّاه الله بعد صراع مع المرض، في بيان صدر عنه جاء فيه:"كنا في مطالع العهد باللجنة الوطنية السابقة للأونيسكو، نتدارس الإعداد "لأيام ثقافية لبنانية"، فقدّم لنا المهندس جان لوي مانغي، عضو الهيئة العامة آنذاك، عرضًا مصورًا من دراسته وإعداده، بيَّن فيه الكثير من معالم الدور اللبناني في صناعة التاريخ الثقافي الإنساني، مازجًا المطارح بالأزمنة، والتراثَ بالحداثة، ومنتهيًا إلى اقتراح ليالٍ معرفية على امتداد الوطن، يمكن لنا عبرها أن نشهد للبنان بأجملِ ما فيه وأبقى ما فيه. لكننا، لأسباب خارجة عن إرادتنا، عجزنا عن تحقيق بعض ما اقترح، فبقيت جهوده "الأونيسكوية" تلك محفوظة في عتمة الأدراج وتوهّج الذاكرة.
على أن رجلًا كجان لوي مانغي لا يؤتى إلى رحابه من مشروع واحد فقط، ولا يُنظَرُ إليه كمبدعٍ أثرى الثقافة اللبنانية فحسب، بل هو أولًا وأخيرًا هذا الحضور الإنساني الشفيف العميق، الذي يشبه نسمة أفلتت من غصن أرزةٍ وترقرقت فوق أعمدة بعلبك، ندًى وطيبًا وخصبًا. ولهذا يسكنُني رحيله المفاجئ، كما جميع أهله ومحبيه ومواطنيه. وإني لمؤمن بأنه في غدٍ، حين يتدفق الضوء على المهرجانات، سيطلع وجه جان لوي مانغي نقيًّا باسمًا مشبعًا بجميع أحوال الحياة. 
مثله لا يُنعى، مهما اشتد ألم الفراق."