الاحداث - ألقى رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير كلمة خلال افتتاح "مؤتمر الاقتصاد الاغترابي الرابع" برعاية رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، وقال: "التحية لفخامة الرئيس جوزاف عون على قيادته الحكيمة وجهوده المتواصلة لبناء دولة قادرة وعادلة، ولرعايته هذا المؤتمر الوطني المهم في مضمونه وأهدافه... ونحن على يقين، بأنه مع العهد الجديد، تتجدد الآمال بترسيخ حضور المغتربين الفاعل في وطنهم، على مختلف المستويات".
أضاف: "في مستهل كلمتي، أكرر شكري لمغتربينا الأعزاء الذين أثبتوا التزامهم الوطني والإنساني، ووقفوا إلى جانب وطنهم وأهلهم في أصعب المراحل: خلال الأزمة الاقتصادية، وبعد إنفجار مرفأ بيروت المأساوي. ولقد ساهم دعمهم وتحويلاتهم السخية إلى جانب جهود القطاع الخاص الجبارة بتجنب انهيار إقتصادي واجتماعي شامل".
تابع: "بالتزامن مع مؤتمرنا يعيش لبنان فرحةً كبيرة بقدوم أبنائه من أنحاء العالم لقضاء الصيف مع أهلهم وأحبائهم. كما أن الحركة الاقتصادية الناشطة التي نشهدها اليوم نتيجة توافد أعداد كبيرة من المغتربين والزوار العرب والأجانب، تشكل مؤشراً إيجابياً، حيث شهدنا انتعاشاً ملحوظاً في الأسواق والسياحة وقطاعات متعددة. هذا أيضاً إنجاز يُسجَّل للعهد وللحكومة، إلى جانب التقدم الحاصل على مستوى الإصلاح. لن أتطرق إلى السياسة، ولكن لا بد من التوقف عند بعض الثوابت لتحفيز المغتربين على الانخراط في الحياة الاقتصادية في لبنان، وأبرزها:
أولاً، تكريس حقوق المغتربين قولاً وفعلاً، وضمان المساواة الكاملة بينهم وبين المقيمين.
ثانياً، بناء دولة قوية، سيدة ومستقلة وعادلة، يُحصَر فيها السلاح بالمؤسسات العسكرية والأمنية الشرعية وحدها، بما يضمن استقراراً مستداماً.
ثالثاً، تعزيز حضور المغتربين في الخارج، من خلال إقامة علاقات بناءة بين لبنان والدول الشقيقة والصديقة، ومنع أي إساءات تصدر من الداخل بحق هذه الدول".
وقال: "أما على الصعيد الاقتصادي، فالمطلوب: تنفيذ الإصلاحات الشاملة، إيجاد حل عادل للمودعين، خلق بيئة محفزة للأعمال والاستثمار، وتحديث قانون الاستثمار بما يواكب المتغيرات العالمية ويجذب المستثمرين من لبنانيين وعرب وأجانب".
تابع: "فخامة الرئيس، في عصرنا هذا، لم تعد العاطفة والانتماء وحدهما كافيين لدفع المستثمر إلى المغامرة. القرار الاستثماري يُتخذ بناءً على الجدوى الاقتصادية فقط. لبنان غني بالفرص الواعدة، سواء في مشاريع الدولة أو في قطاعات متنوعة. والقطاع الخاص اللبناني بما يملكه من كفاءة وحيوية، مؤهل ليكون شريكاً أساسياً في إعادة إعمار لبنان وإعادة إعمار سوريا، ولعب دور اقتصادي محوري في المنطقة. والمغتربون مدعوون ليكونوا جزءاً فاعلاً من هذا المسار. من هنا، أدعو لوضع خارطة طريق واضحة للاستثمار، تشمل: قانون عصري وجاذب للاستثمار، تحديد المشاريع الحكومية والفرص الواعدة في القطاعات المختلفة وكذلك العوامل الجاذبة للاستثمار. كما أُعلن أن الهيئات الاقتصادية ستعمل على تعزيز التواصل بين رجال الأعمال المقيمين والمغتربين، لإقامة شراكات ومشاريع مشتركة تفتح آفاقاً جديدة للنمو والتقدم.بهذا، ننتقل من لغة العواطف والوجدانيات، إلى شراكة وطنية حقيقية، تُمكِّن المغتربين من لعب دور فاعل في إعادة نهوض لبنان".
ختم: "شكرًا فخامة الرئيس شكرًا للمغتربين ولكل الحضور الكريم. والشكر موصول لمجموعة الاقتصاد والأعمال على تنظيم هذا المؤتمر الوطني".