Search Icon

عون يتواصل مع بري والحزب: الأجواء مشجعة
أسبوع حاسم أمام مهمّة برّاك ومخاوف من مفاجآت

منذ 8 ساعات

من الصحف

عون يتواصل مع بري والحزب: الأجواء مشجعة
أسبوع حاسم أمام مهمّة برّاك ومخاوف من مفاجآت

الاحداث-  كتبت صحيفة "الجمهورية" تقول:"يُقبل لبنان على أسبوع حاسم، يُنتظر أنّ يتحدّد فيه أي مدار ستسبح فيه الورقة الأميركية، أكان في المدار الإيجابي وقطف ثمارها التي وعد بها الموفد الأميركي توم برّاك، أو في المدار السلبي والوقوع في المماطلة الإسرائيلية وإغراق مندرجات هذه الورقة بمزيد من الشروط. وبمعنى أوضح وأدق، يُشكّل الأسبوع المقبل محطّة حاسمة لورقة برّاك، إذ تقف على مفترق النجاح في تثبيتها وتسويقها أو الفشل.

وجهة مسار الأمور المرتبطة بالورقة الأميركية تُحسم في زيارة برّاك التي قد تحصل قبل نهاية الأسبوع المقبل، لكن ما كان لافتاً في الساعات الأخيرة، هي جرعة الإيجابيات التي ضُخَّت في أجواء مهمّة الوسيط الأميركي، وتحدّثت عن ليونة إسرائيلية إزاء ورقة الحلّ التي يسوّقها. إلّا أنّ هذه الإيجابيات، بحسب معنيِّين بصورة مباشرة بمهمّة برّاك، قالوا لـ«الجمهورية»، تبقى حتى مجرّد تسريبات إعلامية حتى تُثبِت جدّيتها بصورة ملموسة. وإذا كان هذا التسريب تولّاه موقع «أكسيوس» الأميركي، وهو موقع معروف بجدّيته، فحتى الآن لا تأكيد صريحاً لهذه الإيجابيات، من الوسيط الأميركي، باعتباره المعني الأول بتظهير هذه الإيجابيات إن وُجِدت، كما لا تأكيد لها من قِبل أي مستوى سياسي أو أمني في إسرائيل.

إشارات

وفيما أكّد هؤلاء المعنيّون «أنّه لا يمكن الركون إلى إيجابيات نظرية وتقرير كيفية التفاعل معها، قبل التبيّن من مدى جدّيتها وحجمها ومداها وما إذا كانت كليّة أو جزئية»، كشفت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، أنّه «منذ مغادرة برّاك بيروت أواسط الأسبوع الجاري، بقِيَت خطوط الإتصال مفتوحة بينه وبين المستويات السياسية اللبنانية التي تَشارَك معها النقاش حول الورقة الأميركية، ونقلت خطوط الاتصال المفتوحة إشارات حول الجهود التي يبذلها برّاك مع المسؤولين الإسرائيليِّين لإنجاح مهمّته، تؤكّد أنّ الوسيط الأميركي متفائل في إحراز تقدّم في إسرائيل».

أنا مثل «توما»

اللافت في هذا السياق، أنّه على رغم من هذه الأجواء، فإنّ مسؤولاً كبيراً يقابل هذه الإيجابيات بتجاهل كلّي، ويؤكّد رداً على سؤال لـ«الجمهورية»: «أنا مثل «توما» أريد أن ألمس بيَدَيّ. ثم أين هي هذه الإيجابيات؟ هل أعلنت إسرائيل وقف عدوانها، ووقف اغتيالاتها، واستعدادها للإلتزام باتفاق وقف إطلاق النار وبالقرار 1701؟».

ولفت المسؤول عينه إلى أنّه «بمعزل عن الورقة الأميركية، فقد اتفقنا مع برّاك على أمور من شأنها أن تؤدّي إلى ترسيخ الأمن في المنطقة الجنوبية، وصارت المسألة بينه وبينه الإسرائيليِّين، وحتى تظهر نتيجة الجهود التي وعد ببذلها مع الإسرائيليِّين، لا يجب أن نخرج من مثلّث: الترقب لما سيأتي به من إسرائيل، والحذر ممّا قد يحصل، والتشكيك الدائم بنوايا إسرائيل وما تبيته للبنان».

على أنّ ما أثار «نقزة» المسؤول المذكور ما تضمّنته التسريبات عبر «أكسيوس»، حول أنّ واشنطن طلبت من إسرائيل تقليص ما سمّتها عملياتها غير العاجلة، والإنسحاب التدريجي من النقاط الخمس، وذلك دعماً لقرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاح «حزب الله»، وأوضح: «إن كان هذا الأمر صحيحاً، فذلك يعني أنّنا ما زلنا مكاننا، وخصوصاً أنّ المطلوب هو وقف الإعتداءات والانسحاب الكامل والإفراج عن الأسرى اللبنانيِّين».

ورداً على سؤال، أعرب المسؤول عينه عن مخاوف تُساوره من مفاجآت ليست في الحسبان، وعن قلق بالغ ممّا أوردته التسريبات حول إقامة منطقة اقتصادية باسم الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة الجنوبية (على مقربة من خط الحدود)، وأنّ السعودية وقطر وافقتا على الاستثمار فيها وفي إعادة الإعمار بعد الانسحاب الإسرائيلي، واعتبر أنّ: «لا أحد عاقلاً يرفض أن يُصيب الانتعاش تلك المنطقة، لكن هذا الطرح لا يعدو أكثر من مجرّد ترغيب للجانب اللبناني، ثم ما هي ممهّدات هذه المنطقة، وأين إسرائيل منها؟ في أي حال في بداية ولايته، قال ترامب إنّه يُريد أن يجعل من غزّة «ريفييرا الشرق الأوسط»، فهل حصل ذلك؟ انظروا ماذا يحصل في غزّة، فتحصلون على الجواب الأكيد بأنّه بدل «الريفييرا» الموعودة حلّت المجاعة وتفاقم التدمير».

60 يوماً؟

في موازاة ذلك، كشفت مصادر واسعة الإطلاع لـ«الجمهورية»، ونقلاً عن ديبلوماسيِّين غربيِّين، أنّ طرحاً تداولت به جهات دولية (من ضمنها الأميركيّون)، وبين كلّ المعنيِّين، بما تسمّى «جبهة لبنان»، يُقترح أن يصار إلى هدنة موقتة على هذه الجبهة لمدة 60 يوماً، وذلك إفساحاً في المجال لحركة مشاورات مكثفة في اتجاهات داخلية لبنانية وفي اتجاهات خارجية، بهدف تسهيل العملية السياسية الجارية في لبنان، وتمكين الحكومة اللبنانية من تنفيذ القرارات التي اتخذتها، ولاسيما في ما خصّ سحب سلاح «حزب الله».

وبحسب تقدير الديبلوماسيِّين الغربيِّين، فإنّ إسرائيل قد لا تمانع هذا الأمر إن كان في نهاية المطاف سيؤدّي إلى نزع سلاح الحزب، إلّا أنّ العقدة الكبرى تكمن في الجانب اللبناني، المنقسم على نفسه، ليس حول الهدنة ومداها، بل حول سلاح «حزب الله»، إذ يُخشى من أن يؤدّي هذا الإنقسام إلى توترات وفوضى داخلية، ربطاً بالمواقف المتصادمة حول هذا الأمر، وبما سبق وأعلنه أمين عام «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، الذي رفع سقف التصعيد عالياً برفضه تسليم السلاح، وتلويحه باستخدام السلاح دفاعاً عن السلاح».

إحياء التواصل

وإذا كانت العلاقات بين المستويات السياسية والرسمية قد تكهربت بصورة حادة بعد قرارَي الحكومة بسحب سلاح «حزب الله» والموافقة على أهداف الورقة الأميركية، وشهدت حركة التواصل برودة ملحوظة راكمت طبقة سميكة من الجليد بين كل الخطوط الرسمية، خلافاً للحرارة التي كانت عليها قبل القرارَين، إلّا أنّ اللافت للإنتباه هو أنّه على رغم من «تملّع» شعرة التواصل فإنّ المستويات الرسمية حافظت على هذه «الشعرة» من دون أن تقطعها بالكامل، واستمرّ التواصل بصورة علنية وغير علنية، إنّما في حدوده الدنيا.

وفي هذا الإطار، لم ينقطع التواصل بين القصر الجمهوري في بعبدا ومقر رئاسة المجلس النيابي في عين التينة، والموفد الرئاسي أندريه رحال تحرّك أكثر من مرّة بين القصرَين، وآخرها في الساعات الأخيرة، حين أوفده رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون للقاء رئيس المجلس نبيه بري، كما أوفده بالأمس في اتجاه «حزب الله»، فالتقى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، وأعلن إعلام الحزب أنّ «البحث تطرّق إلى الأوضاع السياسية الراهنة ولمجريات الأمور ومواقف الأطراف المعنية».

ورداً على سؤال لـ«الجمهورية»، كشفت مصادر معنية بهذه الاتصالات: «لا أحد يرغب في مقاطعة الآخر، وأطراف هذه الاتصالات يتشاركون الحرص على العلاقات الجيدة والتواصل الدائم، والأهم إبقاء البلد في منأى عن أي صدامات أو توترات، كالتي يدفع إليها البعض بتجييش إعلامي وسياسي وتحريض طائفي على مدار الساعة».

وأكّدت المصادر «أنّ الأجواء جيدة» بصورة عامة، إلّا أنّها ورداً على سؤال آخر حول ما تمّ بحثه في اللقاءات الأخيرة، اكتفت بالقول: «بالطبع قرار الحكومة على الطاولة دائماً، وخصوصاً مع اقتراب الجيش من الإنتهاء من إعداد خطة سحب السلاح خلال أقل من اسبوع، والبحث تركّز بصورة خاصة على التطوّرات الأخيرة التي رافقت زيارة برّاك، وما استجدّ بعدها، إذ إنّ هناك بعض الأمور التي استوجبت التشاور في شأنها». ورفضت المصادر تحديد ماهيّتها، وتقييم ما إذا كانت هذه الأمور إيجابية أو سلبية: «اتركوا هذا الأمر للأيام القليلة المقبلة».

إلى ذلك، نقل زوّار رئيس الجمهورية «أجواء مشجّعة بما يتصل بموضوعات الساعة لإخراج لبنان من الأزمات التي تعصف به»، وطمأن إلى أنّ الوضع على الحدود اللبنانية - السورية مضبوط، وأنّ الجيش اللبناني على جهوزية تامة، ويقوم بالمهمات الموكلة إليه بكفاية وحرص على إشاعة الهدوء والطمأنينة في نفوس الناس.

زيارة دعم

في سياق متصل، ترأس رئيس حزب «القوات اللبنانية» زيارة شارك فيها نواب من كتلة «الجمهورية القوية»، دعماً لرئيس الحكومة نواف سلام «على مواقفه الوطنية والسيادية الصلبة والحازمة».

وأشاد جعجع بعد الزيارة بقرارات الحكومة، منتقداً الحملة الظالمة والجائرة عليه، وأضاف: «مَن يُريد أن يلعب اللعبة السياسية، عليه أن يلعبها بقوانينها ويحافظ على قواعدها، وليس عندما تناسبه اللعبة يلعب بقواعد اللعبة والساعة التي لا تناسبه يخرج خارج قواعد اللعبة. اليوم، إذا رأي رئيس الحكومة لا يُعجبك، يمكن أن تبدي رأياً آخر وهو أمر طبيعي. إذا اعتبرت أنّ رئيس الحكومة أو الحكومة اتخذت قراراً خاطئاً، هذا حقك، وأقصى ما يمكنك فعله هو طرح الحكومة على الثقة في المجلس النيابي أو طرح رأيك بالطريقة الصحيحة».

وأضاف: «نحن اليوم هنا، لنقول إنّ الدولة الفعلية بدأت تتشكّل، ومع ذلك فإنّ البعض إلى هذه اللحظة، يحاولون عرقلة قيام الدولة الفعلية، من خلال الهجوم تارةً على رئيس الجمهورية وتارةً أخرى على رئيس الحكومة. فهذا أمر غير مقبول، وبنهاية المطاف، مَن سيحاول عرقلة هذه المسيرة سيكون الخاسر، لأنّ هذه المسيرة مستمرّة. وأذكّر الجميع أنّ التاريخ لم يرجع يوماً إلى الوراء، وهذه المرّة أيضاً لن يرجع».

شهيد واتهام مريب

من جهة ثانية، وفي اتهام مريب في مضمونه وتوقيته، اتهم الجيش الإسرائيلي ضابطاً في الجيش اللبناني بالتعاون مع «حزب الله» في إخفاء حادثة قتل أحد جنود «اليونيفيل» على يد عناصر الحزب. فيما كثّف الجيش الإسرائيلي من اعتداءاته على المناطق الجنوبية، فأدّى استهداف مسيّرة معادية لأحد المنازل في حي أبو لبن، بعيتا الشعب، إلى استشهاد المواطن محمد قاسم وهو من أوّل العائدين إلى البلدة، حيث شيّد منزلاً وافتتح محلاً.

وكتب المتحدّث بإسم الجيش الإسرائيلي عبر منصة «أكس»: «قتل شون روني وهو أحد جنود «اليونيفيل» من مواليد إيرلندا في قرية القبية جنوب لبنان في شهر كانون الأول من العام 2022. وفي أواخر شهر تموز الماضي أُدين 6 من عناصر «حزب الله» بتورّطهم في قتل روني ومن بينهم المدعو محمد عيد الذي حُكِم عليه بالإعدام لإقدامه على جريمة القتل. يكشف الجيش الإسرائيلي أنّ المدعو سهيل بهيج حرب وهو رئيس شعبة استخبارات الجنوب لدى الجيش اللبناني، قد تواصل مع جهات تابعة لـ«حزب الله» باستمرار، لغرض إخفاء الحادثة المذكورة. وكان حرب الذي كشف سابقاً في الإعلام أنّه تعاون مع «حزب الله»، يعمل على تشويش مسار التحقيق الداخلي الذي أجراه الجيش اللبناني في القضية ومنع تقديم عناصر «حزب الله» الضالعين في حادثة القتل للعدالة».

وأضاف المتحدّث الإسرائيلي: «إنّ محاولة «حزب الله» تعزيز مكانته من خلال العملاء ستفشل في إخفاء حقيقة الخراب الذي جلبته المنظمة الإرهابية للبنان. والآن أكثر من ذي قبل، لقد وجد مواطنو لبنان طريقاً حقيقياً يؤدّي إلى الإزدهار والسلام والإستقرار التي من شأنها أن تجانب الظلم وتضمن العدالة لجميع سكان لبنان».