الاحداث - كتب وزير الصناعة جو عيسى الخوري على منصة "اكس":
" Habemus Libanesem Papam
البابا قسطنطين الأول (٧٠٨–٧١٥): بابا من أصل لبناني في الكنيسة الأولى
يحتل البابا قسطنطين الأول، الذي تولّى منصب أسقف روما بين عامَي ٧٠٨ و٧١٥ ميلادي، مكانة فريدة في تاريخ الكنيسة — ليس فقط لدوره في تخفيف التوتر بين روما والقسطنطينية، بل لأنه كان آخر بابا يزور العاصمة البيزنطية حتى الأزمنة الحديثة. ما لا يُذكر كثيراً هو أن البابا قسطنطين وُلد في مدينة صور، الواقعة اليوم ضمن حدود لبنان.
كان رجلاً عالِمًا ودبلوماسيًا بامتياز، يتقن اليونانية واللاتينية، ما يعكس التنوّع الثقافي في مسقط رأسه. وقد مكّنته هذه الخلفية من التصرّف بحكمة وسط التوترات اللاهوتية والسياسية المعقدة في زمنه. ففي عام ٧١٠، سافر إلى القسطنطينية لمقابلة الإمبراطور جستنيان الثاني، في مهمة بابوية دبلوماسية نادرة. وقد ساعد دفاعه الثابت واللبق عن مواقف الكنيسة في الحفاظ على وحدتها وتجنّب انقسام مفتوح خلال فترة الاضطراب العقائدي.
يشكل أصل البابا قسطنطين اللبناني، وثقافته الثنائية، ودبلوماسيته البارعة، رمزًا لجسر تاريخي وروحي بين المشرق وروما. وتُذكّرنا سيرته بإسهام لبنان المبكر والعميق في المسيحية والتقليد الكاثوليكي الأوسع."