الاحداث- كتبت صحيفة الاخبار تقول:"استبق الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم جلسة الحكومة المقرّرة الأسبوع المقبل لمناقشة حصر السلاح بيد الدولة، بالجزم أن المقاومة لن تسلّم سلاحها. وفيما طالب بإلزام العدو الإسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار أولاً قبل فتح أي نقاش بشأن سلاح المقاومة، اتّهم المبعوث الأميركي توماس برّاك بالسعي إلى خلق فتنة داخلية في لبنان.
وقال قاسم، في ذكرى استشهاد القائد الجهادي فؤاد شكر: «إننا مستعدون لنناقش كيف يكون هذا السلاح جزءاً من قوة لبنان. لكن، لن نقبل أن يُسلَّم السلاح لإسرائيل. اليوم، كل من يطالب بتسليم السلاح، يطالب عملياً بتسليمه لإسرائيل». وأضاف: «كل الخطاب السياسي في البلد يجب أن يكون لإيقاف العدوان، وليس لتسليم السلاح لإسرائيل (...) لا يلعب أحد معنا هذه اللعبة، لأننا لن نكون من يعطون السلاح لإسرائيل». وتابع: «أنتم أوقفوا العدوان. امنعوا الطيران من الجو. أعيدوا الأسرى. فلتنسحب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها. دعونا نرَ إن كان هذا المشهد سيستقر. بعد ذلك، خذوا منّا أفضل نقاش، وخذوا منّا تجاوباً على أفضل أنواع التجاوب».
واعتبر قاسم أن «كل من يطالب اليوم بتسليم السلاح، داخلياً أو خارجياً أو عربياً أو دولياً، هو يخدم المشروع الإسرائيلي، مهما كان اسمه، ومهما كانت صفته، ومهما كان عنوانه، ومهما ادّعى». وأكّد قاسم «أننا في موقع دفاعي، نقول: هذا الدفاع لا حدود له عندنا، والأفق ليس مسدوداً أبداً. لا يتصوّر أحد أننا جميعاً ذاهبون ولن يعود أحد. لا، نحن يذهب منا ناس، ويبقى منا ناس، والانحراف لا يبقى، والاحتلال لا يبقى، والوصاية لا تبقى. هؤلاء لا يبقون، ونحن نبقى».
وقال إن «كل ما يحصل من استهدافات واعتداءات واغتيالات وضرب للمباني هو ضمن المشروع التوسعي الإسرائيلي». وتابع: «لبنان لن يكون ملحقاً بإسرائيل ما دام فينا نفسٌ وما دمنا نقول لا إله إلا الله، وسنقاوم حتى ولو لم يبق منا أحد». وتوجّه إلى الداخل قائلاً: «لا تطلبوا منا صلحاً أو اعترافاً بإسرائيل».
في الوقت نفسه، كرّر قاسم مطالبة الدولة بالعمل على «إيقاف العدوان بكل السُّبل، بكل الطرق، دبلوماسية، عسكرية. يضعون خطة، ويتخذون قراراً بأن يقف الجيش في وجه إسرائيل، ومعه المقاومة، أياً تكن الخطط التي يُريدون فعلها فليفعلوا ما يشاؤون، هم مسؤولون بالنهاية عن حماية المواطنين».
كما أعاد قاسم تأكيد أن إعادة الإعمار مسؤولية الدولة، داعياً إياها إلى البحث عن «طرق، ولو من موازنة الدولة، لأن هذه مسؤوليتها. سبعة أو ثمانية آلاف شقة تقريباً يمكن تعميرها بأربعين مليون دولار. ألا تستطيع الدولة تأمينها؟ نعم، تستطيع. وتستطيع تأمين أشياء كثيرة. وتستطيع اتخاذ إجراءات».
المشروع الإسرائيلي... والخطر الوجودي
واتّهم قاسم المبعوث الأميركي توماس برّاك بأن «وظيفته أن يصنع مشكلة للبنان، وأن يقلب الحقائق»، مشيراً إلى أنه «فوجئ بأن الموقف اللبناني الرسمي الوطني المقاوم، الذي يحرص على مصلحة لبنان، كان موقفاً موحداً: فليتوقف العدوان، وبعد ذلك نُناقش كل الأمور. هو تفاجأ. هو يعتبر أنه إذا جاء ضغط على الرؤساء، يُحدث مشكلة وفتنة ويدخل اللبنانيين ضد بعضهم».
وحذّر قاسم من أن الإسرائيليين «واقفون عند النقاط الخمس لكي يساعدهم الأميركي ويضغط على اللبنانيين وينزع السلاح كما يقولون، ويصبح لبنان بلا قدرة، فيتوسّعون من النقاط الخمس، حتى يصلوا إلى عدة قرى موجودة لكي ينتشروا فيها، وتدريجياً يجعلونها مستوطنات لاحقاً، وتدريجياً يتدخلون في السلطة السياسية في لبنان من أجل أن يفرضوا عليها ما يريدون. هذا هو المخطط الإسرائيلي (...) هم باقون لأن هذه نقاط مقدّمة للتوسع، وليست نقاطاً من أجل المساومة ولا التفاوض عليها».
سأل قاسم الدولة
عن سبب عدم
تأمين أربعين مليون دولار لإعادة بناء
ثمانية آلاف شقّة
كما نبّه قاسم إلى «أننا اليوم في لبنان معرّضون لخطر وجودي. إن كنتم تظنون أن الخطر الوجودي متعلق بالمقاومة فقط، كلا يا أخي، الخطر وجودي على كل لبنان، على كل طوائف لبنان، على كل شعب لبنان. الخطر من إسرائيل، الخطر من «الدواعش»، الخطر من الأميركيين الذين يرعون أن يكون لبنان أداة طيّعة ليندمج في مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يريدونه».
لسنا مُنافسين للدولة
وأكّد قاسم أن «هذا السلاح لا يظهر لأحد، وبالتالي غير متوفّر في مواجهة أحد، ولن يكون متوفّراً في مواجهة أحد. الدولة اللبنانية تقوم بمهامها: لديها أمن داخلي، لديها أمن عام، لديها جيش، لديها قوى تعمل بشكل طبيعي. لا أحد ينافسها على حصرية السلاح من أجل الأمن الداخلي، وحتى الأمن في مواجهة إسرائيل».
وأعاد قاسم تأكيد أن اتفاق وقف إطلاق النار هو «حصرٌ في جنوب نهر الليطاني. أما إذا ربط البعض بين السلاح والاتفاق، فأقول له: السلاح شأن لبناني داخلي لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بالعدو الإسرائيلي. هذا شأن داخلي». ولفت قاسم إلى أنه «بعد معركة أولي البأس استمر العدوان الإسرائيلي، لكن بوتيرة منخفضة، من أجل أن يضغط علينا ويضغط على لبنان. بدأوا يروّجون بأن الحزب أصبح ضعيفاً، على قاعدة أنه لا يرد على هذه الاعتداءات. نحن قُلنا وعبّرنا بشكل واضح: عندما أصبحت الدولة مسؤولة وتعهّدت بأن تتابع، لم نعد نحن مسؤولين بأن نتصدّى نيابة عن الجميع في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي. الدولة كلها مسؤولة، يعني الشعب كله مسؤول، يعني القوى السياسية كلها مسؤولة، ليس فقط نحن وحدنا».
وبيّن قاسم «أننا نعمل كحزب الله على مساريْن متوازييْن مع بعضهما: مسار المقاومة لتحرير الأرض، وهذه لها أدواتها، وأساليبها، وإمكاناتها، وطرقها، وموجّهة حصراً لمواجهة إسرائيل. المسار الثاني: مسار العمل السياسي لبناء الدولة، من خلال تمثيل الناس، ومن خلال متابعة قضاياهم، والمشاركة في الحياة السياسية حتى تنهض هذه الدولة بأبنائها، ونحن من أبنائها. لا نُغلّب مساراً على مسار، كل مسار له طريقه ومتطلباته وأهدافه».
ورداً على مطالبة حزب الله بترك المقاومة والانخراط في الدولة، أجاب قاسم بأنها «ليست مسألة مقايضة. المقاومة ضد إسرائيل، بناء الدولة من أجل المواطنين. أنت عندما تقول: اتركوا إسرائيل وتعالوا إلى الدولة، يعني أنت تقول: دعوا إسرائيل تهاجم لبنان وتنهب المكتسبات التي تريدها! هذه ليست قناعتنا، ولا نحن نمشي بهذا الاتجاه». وأعاد قاسم توضيح أن المقاومة «ليست وحدها. هذه المقاومة مع الجيش والشعب، يعني هي لا تُصادر مكانة أحد، ولا عطاء أحد، ولا مسؤولية أحد (...) نؤمن بأنه كلّما قويت هذه الأطراف الثلاثة، واستطاعت أن تتعاون مع بعضها أفضل تعاون، حقّقت إنجازات أفضل».