الاحداث – في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، لقي ما لا يقل عن 20 فلسطينياً حتفهم وأصيب العشرات، ليل الثلاثاء/الأربعاء، جراء انقلاب شاحنة تحمل مساعدات غذائية في مدينة دير البلح وسط القطاع، وفق ما أفادت مصادر طبية ومكتب الإعلام الحكومي في غزة.

ووقع الحادث أثناء تدافع حشود من المدنيين نحو الشاحنة التي كانت تسلك طريقاً غير مؤهل للحركة، ما أدى إلى انقلابها وسط تجمعات سكانية تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

وأوضحت المصادر أن معظم الضحايا من سكان المناطق المنكوبة الذين كانوا ينتظرون منذ ساعات للحصول على الطعام، في ظل الجوع المتزايد وندرة المساعدات.

في المقابل، اتهم المكتب الإعلامي الحكومي الجيش الإسرائيلي بالتسبب في المأساة، مشيراً إلى أن الشاحنة أُجبرت على المرور عبر طرق سبق أن تعرّضت للقصف، ولم تُؤهّل لتكون صالحة للمرور، محمّلاً إسرائيل مسؤولية “هندسة الفوضى والتجويع”، وعرقلة توزيع المساعدات بشكل آمن ومنظم.

وتأتي هذه الحادثة في سياق سلسلة من الكوارث المماثلة التي شهدها القطاع خلال الأشهر الماضية، والتي أودت بحياة مئات المدنيين أثناء محاولاتهم الحصول على الغذاء في أوضاع وصفتها منظمات دولية بأنها “كارثية وغير مسبوقة”.

وكان المفوض العام لـ”أونروا”، فيليب لازاريني، قد صرّح أن “الجوع بات القاتل الجديد في غزة”، مطالباً بالسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بأمان وكرامة، ودون عوائق، كي تتمكن الأمم المتحدة وشركاؤها من أداء مهامهم.

يُذكر أن أكثر من مليوني شخص في غزة يواجهون خطر المجاعة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي منذ بدء الحرب في تشرين الأول 2023، والإغلاق شبه الكامل لمعابر القطاع، ما جعل إدخال المساعدات محدوداً وعشوائياً، لا يرقى إلى مستوى الاحتياجات المتزايدة