Search Icon

مؤتمر صحافي مشترك بين جوزاف عون ورئيس الوزراء العراقي: دعم بقيمة 20 مليون دولار لإعادة إعمار لبنان

منذ يوم

سياسة

مؤتمر صحافي مشترك بين جوزاف عون ورئيس الوزراء العراقي: دعم بقيمة 20 مليون دولار لإعادة إعمار لبنان

الاحداث - عقد رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد جوزاف عون، مؤتمرًا صحافيًا مشتركًا مع رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في العاصمة بغداد، حيث جدد الطرفان التأكيد على عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية بين لبنان والعراق.

في كلمته، استعرض الرئيس عون الجذور الحضارية المشتركة بين البلدين، مشيرًا إلى أن بلاد ما بين النهرين وبلاد الأرز ارتبطتا منذ آلاف السنين في مسار تاريخي مشترك، حيث وضعت في العراق أول القوانين لتنظيم الحياة البشرية، وأُسست في بيروت أول مدرسة للحقوق. وأضاف أن هذا الترابط التاريخي يعكس الحرص المشترك على حقوق شعوبهما وتنظيم حياتهم لتحقيق خيرهم الأسمى.

وأشار عون إلى أن علاقات لبنان والعراق ليست فقط تاريخية، بل ثقافية أيضاً، حيث قال:
"منذ بدايات دولنا في عشرينات القرن الماضي وصولاً حتى يومنا هذا، ظلت بيروت عاشقة للشعراء السياب والجواهري ونازك الملائكة، وكل عمالقة الأدب العراقي الحديث. وظلت بغداد تنشد "موطني موطني" من نغمات المبدع اللبناني محمد فليفل."

تطرق الرئيس عون إلى تحديين رئيسيين رافقا مراحل تطور الدولتين:
الأول، هو كيفية تكريس مفهوم "الهوية الوطنية" داخل كل بلد، بما يحقق التوافق والتوازن الداخلي، ويحترم خصوصية كل جماعة وطنية تاريخية، دون انفصال أو تطرف، مع صون الحرية ضمن التعددية، والحفاظ على السلم الأهلي دون المساس بفعالية الدولة.
الثاني، هو كيفية تأكيد مبدأ الدولة الوطنية السيدة، بلا استعداء أو استتباع، بحيث تكون كل دولة حرة مستقلة وضمن إطار إقليمي واسع للتعاون والتكامل.

وأضاف عون:
"آن الأوان لتحقيق الأمرين، مستلهماً موقف سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني، الذي دعا في تشرين الثاني الماضي إلى أن تأخذ النخب الواعية العبر من التجارب السابقة، وتعمل على إعداد خطط علمية وعملية لإدارة البلاد تعتمد على الكفاءة والنزاهة، ومنع التدخلات الخارجية، وتحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد."

وتابع الرئيس:
"أما كيف نكون دولاً وطنية سيدة في إطار تعاون عربي عصري، فنحن بحاجة إلى قيام نظام المصلحة العربية المشتركة، يقوم على تبادل المصالح المشتركة وتنميتها، وتأسيس سوق عربية مشتركة تنظم التعاون بين اقتصادياتنا الوطنية، كما بدأنا ذلك في بعض المجالات أو بين بلدين ثم التوسع تدريجياً. لقد آن الأوان لنحيا أحراراً كراماً في هذا العالم."

وأكد عون على رؤيته تجاه السلام في المنطقة، قائلاً:
"بهذه الرؤية نحقق خير شعوبنا وبلداننا، وبها نرى فلسطين دولة مستقلة ضمن سلام عادل وشامل لمنطقتنا، ونتطلع إلى خطواته العملية عبر المؤتمر الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية وفرنسا في نيويورك هذا الشهر، ونحن نتابع تحضيراته ونتائجه المرجوة. ونستعيد حقوق بلادنا، فلا نكتفي بالإدانة الواجبة لاعتداءات إسرائيل على لبنان وسوريا، ورفض ما يُرتكب بحق المدنيين في غزة."

في ذات المؤتمر المشترك، قال الرئيس عون مخاطبًا رئيس الوزراء العراقي:
*"السيد الرئيس، الأخ الصديق، وأنا الآن في بغداد، أتذكر بوجدان عراقي صافٍ، أبيات الجواهري الرائعة:
لبنـانُ يا خمري وطيبي / لا لامستكَ يدُ الخطوبِ
لبنـانُ يا غُرفَ الجَنــانِ / الناضحــاتِ بكـلِ طيبِ
لبنـانُ يا وطني إذا / حُـلِـئتُ عن وطني الحـــبيــبِ

ولحظة أعود إلى بيروت، سأتذكر بوفاء لبناني خالص، جواهر الأخطل الصغير:
بغدادُ يا شغفَ الجمالِ / وملعبَ الغـزلِ الـطَـروبِ
بغدادُ يا وطنَ الجهـادِ / ومَرضَعَ الأدبِ الخصيبِ
قولي لشمسِك لا تغيبي / وتـكبَّدي فَـلـكَ الـقـلـوب

عاش العراق
عاش لبنان."

من جانبه، توجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بتحية خاصة قائلاً:
"السيد الرئيس، الأخ العزيز، إن طموحنا لهذا الغد الذي نأمله قريباً جداً، لا يعفينا من واجب تقديم أصدق الشكر، على كل ما قدمتموه دوماً للبنان.
واسمحوا لي ألا أدخل في التعداد من هبات وتقدمات ومساعدات في شتى المجالات، حتى لا أستوقفكم طويلاً، ولا أفي العراق حقه في التعداد. يكفي عرفاناً منا لكم، أن كل لبناني بات يؤمن فعلاً عند كل أزمة بأن 'الترياق من العراق' ليس قولاً مأثوراً، بل فعل محقق."

وجدد السوداني تأكيد موقف العراق الداعم للبنان، معلناً تقديم دعم أولي بقيمة 20 مليون دولار للإسهام في إعادة إعمار لبنان، وشدد على ضرورة تطبيق القرار الأممي 1701 بالكامل للحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان والمنطقة.

وأكد أن العراق يقف إلى جانب الشعب اللبناني في كل المجالات، معرباً عن تطلعه لتعزيز أواصر التعاون بين البلدين على كافة المستويات.

يأتي هذا المؤتمر في إطار الجهود المشتركة لتعزيز التعاون الإقليمي والتصدي للتحديات الراهنة التي تواجه لبنان والعراق، بما يضمن استقرار المنطقة وسلامتها.

==++