Search Icon

مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة… منارة عربية تصنع المستقبل بالعلم

منذ 3 ساعات

تربية وثقافة

مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة… منارة عربية تصنع المستقبل بالعلم

الاحداث- كتبت لور سليمان

في زمن تتغيّر فيه ملامح العالم بوتيرة غير مسبوقة، تبقى المعرفة الركيزة الأولى لأي نهضة حقيقية. ومن هنا، تبرز مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة كأحد أهم الصروح الفكرية في العالم العربي، إذ نجحت في خلال أقل من عقدين في التحوّل إلى منصة عالمية رائدة في إنتاج ونقل وتوطين المعرفة، وفق ما أكدته تقارير عدة أبرزها السعودي غازيت والإمارات اليوم.

عندما تدخل هذه المؤسسة التي أنشئت في العام 2007 تدرك انها تجسد رؤية مؤسسها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،   بأن “المعرفة هي الثروة الحقيقية للأمم”. واليوم، تقود المؤسسة جهودًا جبارة لترسيخ ثقافة القراءة، وتمكين الأفراد بالعلم، وتوسيع آفاق المحتوى العربي الرقمي.

مبادرات بحجم الطموح

من أبرز ما يُحسب للمؤسسة إطلاقها “قمة المعرفة” السنوية التي أصبحت منصّة فكرية تجمع قادة الفكر والخبراء وصنّاع القرار من أنحاء العالم لبحث قضايا المستقبل، كالذكاء الاصطناعي، والتعليم، والاستدامة، والابتكار. وقد وصفت تقارير إعلامية القمة بأنها “دافوس المعرفة”، نظرًا لتنوّع محاورها وتأثيرها الإقليمي والدولي.

كما أطلقت المؤسسة “جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة” التي تكرّم المفكرين والمبدعين ممن أسهموا في تطوير المجتمعات علميًا وثقافيًا. هذه الجائزة باتت عنوانًا عالميًا لتكريم الفكر الإنساني المنتج، وجسرًا بين الشرق والغرب في تبادل الخبرات العلمية.

أما مشروع “مؤشر المعرفة العالمي” الذي تطلقه المؤسسة سنويًا بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، فهو أحد أهم أدوات قياس التقدّم المعرفي في الدول. وقد أظهر المؤشر كيف يمكن للمعرفة أن تتحول من شعار إلى سياسات تنموية قابلة للقياس والتطبيق.

المعرفة في حلة رقمية

وفي زمن التحوّل الرقمي، برزت المؤسسة كقوة دافعة لنشر المعرفة الإلكترونية. فقد أطلقت منصات رقمية تتيح قراءة وتحميل أكثر من 300 ألف كتاب في مختلف المجالات، في مبادرة غير مسبوقة لتوسيع دائرة الوصول إلى الثقافة العربية والعالمية.

كما أسست المؤسسة “أكاديمية مهارات المستقبل” بالتعاون مع الأمم المتحدة، لتأهيل الشباب العربي بمهارات الذكاء الاصطناعي والبيانات والتحليل الرقمي، تأكيدًا لرؤيتها بأن “المعرفة لا تكتمل من دون مهارة، ولا تنمو من دون مشاركة”.

بيتٌ للعقل العربي

إلى جانب كل تلك المبادرات، تشرف المؤسسة على مكتبة محمد بن راشد في دبي، التي تُعدّ من أكبر وأحدث المكتبات في الشرق الأوسط. إنها ليست مجرد صرح معماري مذهل، بل منارة فكرية تحتضن ملايين الكتب والمراجع، وتشكّل ملتقى للباحثين والمثقفين من أنحاء العالم.

ويؤكد تقرير نشر في الإمارات اليوم أنّ المكتبة أصبحت خلال فترة وجيزة رمزًا للهوية الثقافية الإماراتية الحديثة، ووجهة رئيسية للعقول الباحثة عن المعرفة.

رؤية عربية للريادة

ما يميز المؤسسة هو قدرتها على الجمع بين الرؤية الوطنية والانفتاح الدولي. فمذكرات التفاهم التي وقّعتها مع مؤسسات عربية وعالمية – مثل الهيئة الوطنية للصحافة في مصر – تُظهر رغبتها الصادقة في بناء شبكة تعاون معرفي عابر للحدود.

هكذا، تواصل مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة أداء رسالتها النبيلة: تسليح الإنسان بالعلم وتمكينه بالفكر، وتأكيد مكانة الإمارات كدولة تستثمر في العقول قبل الموارد.

إنها بحقّ منارة عربية مشعّة، تضيء دروب المستقبل، وتعيد للعالم العربي مكانته كمهدٍ للعلم والإبداع والابتكار.