الاحداث- أهدى رئيس مجلس النواب نبيه بري قداسة البابا لاوون الرابع عشر كتابًا بعنوان “على خطى يسوع المسيح في لبنان” خلال لقائهما في قصر بعبدا، في مبادرة رمزية تعكس مكانة لبنان الروحية في المسيحية وعمق العلاقة التاريخية التي تجمعه بالكرسي الرسولي.

ويتناول الكتاب، الذي ألّفه الباحث الإيطالي رونكاليا، حضور السيد المسيح في جنوب لبنان، ولا سيما في قانا وصور وصيدا، حيث يُبرز المعجزات الأولى التي نُسبت إلى المسيح في تلك المنطقة. ويستند المؤلّف إلى مصادر تاريخية ودينية متعددة تشير إلى أنّ لبنان شكّل جزءًا من الجغرافيا الروحية للمسيحية، وامتدادًا لما يعتبر “أرضًا مقدسة”.

الكتاب يكشف كذلك عن شواهد إثنوغرافية وتاريخية ونصوص كتابية تدلّ على مرور السيد المسيح وأمّه مريم العذراء في مدن لبنانية عدة، كما يتوقف عند العملة الفضية التي كانت تُدفع بها الصدقات في هيكل القدس، والتي كانت تُسكّ في مدينة صور الفينيقية.

ويستعرض رونكاليا في عمله أدلة مستخلصة من النقد التاريخي، وأبحاث أجراها في القدس ومعهد الكتاب المقدس الفرنسيسكاني، إضافة إلى مقابلات مع باحثين متخصصين في اللاهوت والتاريخ والآثار.

وتأتي هذه الهدية في سياق لافت يتزامن مع زيارة بابوية تحمل طابعًا تاريخيًا وروحيًا، وتعيد التأكيد على الرسالة المشتركة التي تجمع لبنان والفاتيكان، وعلى الدور الذي لطالما أدّاه لبنان كجسر روحي وثقافي في محيطه وفي العالم.