الاحداث – كتبت صحيفة "اللواء": شكلت الاتفاقيات الـ 15 ومذكرات التفاهم المرفقة بها، والتي نجمت عن اجتماعات الدورة العاشرة للجنة العليا اللبنانية المصرية بإشراف مباشر من رئيسي الحكومة في لبنان نواف سلام والمصرية مصطفى مدبولي، حصيلة وافرة، وخطوة في اطار دعم الاستقرار والامن في لبنان، وتوفير ما يلزم لإعادة الاعمار، بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وفي اطار السعي المصري للتوصل إلى هدنة ذات ديمومة في الجنوب، وضعت القاهرة الرئيس سلام في أجواء الدور الذي تلعبه القاهرة لمنع بلوغ الحرائق إليه مجدداً، إذا تجددت الحرب الاقليمية – الدولية، وذلك عبر اتصالات تجري مع تل أبيب وواشنطن وطهران، فضلاً عن بيروت.
وعلى هذا الصعيد وفي أول ظهور له أمام الكونغرس قال السفير الاميركي الجديد في بيروت ميشال عيسى انه «سيعمل على مفاوضات مباشرة بين لبنان واسرائيل.
يشار الى ان تصريحات توماس براك حول أن «لبنان دولة فاشلة، والجيش اللبناني يعاني من نقص في الموارد المالية والبشرية». كان مدار متابعة بين منتقد له، ومؤيد.
وقال برّاك في كلمة له أمام منتدى حوار المنامة: «إسرائيل مستعدّة للتوصل إلى اتفاق مع لبنان بشأن الحدود، وعلى اللبنانيين اللحاق بركب المفاوضات والحرص على حدودهم».
وتابع: «من غير المعقول ألا يكون هناك حوار بين لبنان وإسرائيل».
كما لفت إلى أنّ «القيادة اللبنانية صامدة لكن عليها التقدّم أسرع بشأن حصر سلاح حزب الله، ولن تكون هناك مشكلة بين لبنان وإسرائيل إذا تم نزع سلاح الحزب. فإسرائيل تقصف جنوب لبنان يوميًّا لأن سلاح حزب الله لا يزال موجوداً»، مشيراً إلى أنّ «آلاف الصواريخ في جنوب لبنان لا تزال تهدّد إسرائيل».
وشدّد على أنّه «لم يعد هناك وقت أمام لبنان وعليه حصر السلاح سريعاً».
إذاً، انتهى الاسبوع امس على مجازر جديدة ارتكبها العدو الاسرائيلي بسقوط خمسة شهداء في منطقة النبطية بالغارات المعادية، فيما استمر التصعيد المعادي السياسي بمزيد من التهديد والوعيد، بإنتظار ما ستسفر عنه نتيجة المسعى المصري الجديد الذي تردد أنه يشمل البحث في مفاوضات بين لبنان وكيان الاحتلال من خارج السياق المطروح ولكن لم تتضح تفاصيله وان كانت التسريبات تشير الى انه بحث عن امكانية حصول اتفاق امني لتهدئة الوضع المتوتر وافق عليه لبنان ومن بنوده اعادة احياء اتفاق الهدنة الموقع عام 49، ولكن قابلته اسرائيل بالغارات واغتيال المواطنين وعدم اعطاء اي موقف حتى الان من المبادرة المصرية.
وذكرت المعلومات ان حركة الوسيط المصري تشمل التواصل مع واشنطن وايران وكيان الاحتلال اضافة الى لبنان، لكن التركيز على الجانب الاميركي علّه ينجح في دفعه الى الضغط على اسرائيل.
وذكرت مصادررسمية لـ «اللواء»: وافق لبنان على اقتراح التفاوض لكن بشروط عنوانها العريض وقف الاعتداءات والانسحاب من النقاط المحتلة وقد اصبحت ثمانية وتحرير الاسرى واعادة اعمارقرى الجنوب.اماالاقتراح الاميركي بتوسيع لجنة الميكانيزم لتضم موظفين رسميين مدنيين فهو ايضا خاضع لشروط لبنانية بحيث يستعان بمدنيين تقنيين وخبراء ومسّاحي خرائط، لا سياسيين، وبتوقيت يختاره لبنان ووفق حاجات الجيش الذي يتولى التفاوض في اللجنة الخماسية، وبالمقابل هناك إصرار أميركي وضغط للتعجيل بجمع السلاح بالكامل من كل لبنان لا من الجنوب فقط، وللتفاوض المباشر مع إسرائيل، وقد ظهر ذلك في إشارة توم برّاك إلى أن لبنان هو «دولة فاشلة» لأنه بنظر براك لم يلتزم بما تعهد به لجهة سحب السلاح بالسرعة التي تريدها اميركا واسرائيل.
وبرأي المصادر الرسمية فإن المحطة الأولى في المسار التفاوضي على مستوى الموقف اللبناني، تتركز حول تثبيت وقف النار، وقيام إسرائيل بخطوة تُظهر التزامها قبل موافقة لبنان على مفاوضات أمنية. وبالتالي، فإن المفاوضات الأمنية هي البداية وبعد تثبيت التهدئة، ينتقل التفاوض حول تثبيت الحدود.
ومن جانب الاحتلال، أفادت “القناة 14 الإسرائيلية” بأنه «من المنتظر أن يقدم الجيش الإسرائيلي توصية إلى القيادة السياسية لاتخاذ إجراءات تهدف إلى إضعاف حزب الله، في وقتٍ تتزايد فيه التوترات على الجبهة الشمالية، وسط تصاعد التهديدات الإسرائيلية الموجّهة إلى لبنان». فيما قالت القناة 12 الإسرائيلية: ان «إسرائيل تتأهب لاحتمال التصعيد في جبهة الشمال ضد حزب الله».
وقال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو: حزب الله بالفعل يتلقى ضربات باستمرار، بما في ذلك في هذه الأيام، لكنه يحاول أيضاً إعادة التسليح والتعافي. نتوقع من حكومة لبنان أن تقوم بما التزمت به، أي نزع سلاح حزب الله، ولكن من الواضح أننا سنمارس حقنا في الدفاع عن النفس كما هو محدد في شروط وقف إطلاق النار. لن نسمح للبنان بأن يتحول إلى جبهة جديدة ضدنا وسنتصرف كما يجب.
وإتهم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس حزب الله بـ «اللعب بالنار، محمّلاً الحكومة اللبنانية والرئيس اللبناني مسؤولية المماطلة في تنفيذ التزاماتهم المتعلقة بنزع سلاح الحزب وإخراجه من الجنوب».
واضاف: أن إسرائيل ستواصل تطبيق سياسة الحد الأقصى في ردودها العسكرية، وأنها لن تسمح بأي تهديد يستهدف سكان الشمال”، داعياً السلطات اللبنانية إلى “تحمّل مسؤولياتها الكاملة لضمان الاستقرار ومنع التصعيد».
واطلق كاتس مساء امس السبت، تهديدًا جديدًا باستهداف العاصمة اللبنانية بيروت في حال شنّ حزب الله أي هجوم يطال أي بلدة في شمال إسرائيل.وقال كاتس في مقابلة مع القناة الـ14 إن إسرائيل ستتعامل مع أي تهديد مشيرًا إلى أن المبعوثين الأميركيين أبلغوا الحكومة اللبنانية بذلك. وأضاف أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على بيروت لنزع سلاح حزب الله، مشيرا إلى أن إسرائيل تمنح ذلك فرصة، ولكن لن نوقف الهجمات بلبنان ولن نخرج من الحزام الأمني، وحققنا هدوءا بالجليل لم نره في 20 سنة.على حد قوله.
وفي السياق، ذكر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في تغريدة له عبر منصة «إكس»، أن إعادة تسليح حزب الله في لبنان، ستكون لها تداعيات خطيرة على أمن إسرائيل ومستقبل لبنان، لافتا إلى أن الإرهاب قد ترسخ في لبنان وإزالته ضروري لاستقرار المنطقة وأمنها، وفق تعبيره..
كما نقلت قناة «العربية» عن مسؤول إسرائيلي قوله: أوصلنا رسالة أنّنا قد نقصف الضاحية مجدّداً إذا لم ينزع سلاح الحزب. وزعم «ان تقديرات أن حزب الله نجح بتهريب مئات الصواريخ القصيرة من سوريا».
وفد أمني إلى الرياض
وفي تطور جديد، افيد ان وزير الداخلية احمد الحجار انتقل من البحرين حيث شارك في منتدى المنامة، الى الرياض ورافقه المدير العامللامن العام اللواء حسن شقير والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء رائد عبدالله، للبحث مع المسؤولين السعوديين في مجالات امنية مشتركة. وحسب المعلومات، فإن مستشار وزير الداخلية المكلف ملف لبنان الامير يزيد بن فرحان سيلتقي الوفد اللبناني في كلية الامير نايف للعلوم الامنية، لبحث الملفات الامنية المشتركة في المنطقة، وتحديداً استقرار الحدود وضبط تهريب المخدرات والسلاح.
لبنان في القاهرة
و كان الحدث السياسي امس في القاهرة بعقد اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين لبنانومصر بحضور رئيس الحكومة نواف سلام حيث جرى توقيع 15 اتفاقاً ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي في مجالاتٍ متعددة شملت الاقتصاد والتجارة، النقل، التعليم العالي، الزراعة، الطاقة، المالية، الإدارة العامة، البيئة، التنمية الإدارية، التعاون الصناعي، حماية المستهلك، وتنظيم العمل المشترك بين الأجهزة الرقابية في البلدين.
وكانت بعد الاجتماع كلمات للرئيس سلام ورئيس الحكومة المصرية الدكتور مصطفى مدبولي،وقال: سلام نلتقي في الدورة العاشرة للجنة العليا اللبنانية – المصرية المشتركة، وهي ليست مجرد اجتماع بروتوكولي، بل محطة جديدة في مسيرة طويلة من التعاون والتكامل، تتجدد فيها الإرادة مهما تباعدت المسافات وتبدّلت الظروف.لقد مرّت ست سنوات على انعقاد الدورة السابقة في بيروت عام 2019. ست سنوات تغيّر فيها الكثير في عالمنا وفي منطقتنا، لكنّ الثابت الوحيد هو الإيمان بأن ما يجمع لبنان ومصر أعمق من أي تبدّل سياسي أو ظرف اقتصادي.
اضاف: لقد كان اجتماعنا مناسبةً لتجديد التزامنا بالعمل العربي العملي لا الشعاراتي، ولتأكيد حرص بلدينا على إرساء نموذجٍ صادقٍ في التعاون القائم على تبادل الخبرات وتكامل القدرات وتوحيد الرؤى.
واوضح قائلا: تميّزت هذه الدورة بروحٍ من الجدية والمسؤولية، وبإرادةٍ واضحة لتحويل التفاهمات إلى إنجازات. وهذه الروح هي التي تمنح العمل العربي بعده الحقيقي: أن يكون عملًا لا اجتماعًا، وشراكةً لا مجاملة.
ونوه «بالدور الرائد الذي تضطلع به جمهورية مصر العربية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في دعم الاستقرار الإقليمي، وفي الدفاع عن القضايا العربية، وفي مقدمتها قضية فلسطين، وفي السعي إلى ترسيخ الحلول السلمية للنزاعات وتعزيز منظومة العمل العربي المشترك. وبمواقف مصر الأخوية الداعمة للبنان سياسيًا ودبلوماسيًا في أحلك الظروف الاقتصادية والاجتماعية، ومساندتها له في مختلف المحافل الدولية والعربية..
وأكد رئيس الحكومة المصريّ أن هناك» توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي لتقديم كافة أشكال الدعم للبنان خلال الفترة المقبلة ، ودعم كافة مشروعات إعادة الإعمار في الجنوب اللبناني، مشددا على» دعم كل ما تقوم به الحكومة اللبنانية للحفاظ على أمن لبنان»، داعيًا الجيش الإسرائيليّ إلى «الانسحاب من النقاط الخمس».أن مصر تدعم كلّ ما تقوم به الحكومة اللبنانية للحفاظ على أمن لبنان واستقراره، مشيرًا إلى أن بلاده تدين الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على الجنوب اللبناني، وداعيًا الجيش الإسرائيلي إلى الانسحاب من النقاط الخمس تمهيدًا لبدء إعادة الإعمار.
وأكد رئيس الحكومة المصريّ «أن مصر تدعم كلّ ما تقوم به الحكومة اللبنانية للحفاظ على أمن لبنان واستقراره، مشيرًا إلى أن بلاده تدين الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على الجنوب اللبناني، وداعيًا الجيش الإسرائيلي إلى الانسحاب من النقاط الخمس تمهيدًا لبدء إعادة الإعمار. وقال: أن مصر تشجّع شركاتها على المشاركة في مؤتمر الاستثمار المزمع عقده في بيروت قريبًا.
واختتم بالإعلان عن زيارة مرتقبة له إلى بيروت الشهر المقبل، برفقة عدد من الوزراء، لمواصلة تفعيل العلاقات الثنائية بين لبنان ومصر.
وكان سلام قد التقى وزير الخارجية بدر عبد العاطي، حيث جرى البحث في العلاقات الثنائية بين لبنان ومصر، وتطورات الأوضاع في غزة والمنطقة، ولا سيّما المرحلة التي تلت اتفاق غزة وقمّة شرم الشيخ وما رافقها من جهود إقليمية ودولية لتثبيت الاستقرار.
ونوه سلام بالدور المصري المحوري في تثبيت اتفاق غزة ورعاية الجهود الإقليمية من أجل الاستقرار، مؤكدًا أنّ لبنان يسعى إلى الاستفادة من المناخ الإقليمي الجديد لتثبيت وقف الأعمال العدائية. وأشار إلى أنّ الظروف الحالية تشكّل فرصة لإطلاق مرحلة جديدة من التعاون العربي والدولي لدعم الاستقرار في لبنان.
وأكد الوزير عبد العاطي خلال اللقاء حرص مصر على مواصلة التنسيق والتشاور مع لبنان في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وجدّد تأكيد موقف مصر الثابت في دعم سيادة لبنان ووحدته الوطنية، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة، مشددًا على ضرورة التنفيذ الكامل وغير الانتقائي للقرار 1701. واستعرض الوزير الجهود التي تبذلها مصر لتثبيت اتفاق شرم الشيخ وتنفيذ بنوده بالكامل، تمهيدًا لبدء مرحلة إعادة الإعمار وتعزيز الاستقرار في غزة، مشيرًا إلى التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر القاهرة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية في القطاع بمشاركة عربية ودولية واسعة.
واختتم سلام زيارة القاهرة بزيارة مقر جامعة الدول العربية حيث عقد اجتماعًا مع الأمين العام للجامعة السيد أحمد أبو الغيط، تناول الأوضاع الإقليمية والتطورات في لبنان والعلاقات اللبنانية–العربية وسبل تعزيز العمل العربي المشترك.
وبعد الاجتماع، توجّه الرئيس سلام إلى القاعة الكبرى في مقرّ الجامعة، حيث ألقى كلمةً أمام المندوبين الدائمين للدول الأعضاء، تناول فيها اهيمة قيام الجامعة العربية كبيت لكل العرب، وقال: هاننا اليوم هو على إنهاء الاحتلال، ووقف الاستيطان، وحماية المدنيين، ودعم مسار الاعتراف بدولة فلسطين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي تبنّيناها في قمة بيروت عام 2002، و»إعلان نيويورك» لحل الدولتين الذي رعته كل من المملكة العربية السعودية وفرنسا… ولقد قد حان الوقت لأن نؤمن بأنّ ما يجمعنا أكبر مما يفرّقنا، وأنّ ما يوحّد مصالحنا المشتركة أعمق من كل خلافٍ سياسيٍّ أو ظرفٍ آني.فالعالم العربي يمتلك اليوم من المقوّمات ما يجعله قادرًا على الانتقال من الشعور بالانتماء إلى هندسة المصلحة المشتركة.فالمصلحة المشتركة، حين تُبنى على الرؤية لا على الظرف، تتحوّل من خيارٍ سياسيٍّ إلى قاعدةٍ وجودية، ومن فكرةٍ إلى طاقةٍ خلاقة.فهي ليست شعارًا يُرفَع في المؤتمرات، بل ركنٌ حيٌّ يُبنى ويُغذّى ويُسقى بالثقة والإرادة، وينمو كلّما صدقت نية الشركاء في حمايته.
واكد سلام الحاجة إلى تحديث نموذج الجوار العربي بوصفه رافعةً استراتيجية للأمن والتنمية معًا، وإلى الانتقال من منطق ردّ الفعل إلى منطق المبادرة.وقال: في ظل التحديات المتسارعة التي تشهدها منطقتنا العربية، يقف لبنان اليوم على أتمّ العزم في مواجهة واقعه بثباتٍ ومسؤولية. لقد افتتح لبنان صفحةً جديدة في تاريخه بانتهاج سياسة واضحة تقوم على الإصلاح والسيادة معًا: إصلاحٌ في مؤسساته وإدارته واقتصاده، وسيادةٌ كاملة على أرضه وقراره.فالدولة اللبنانية تعمل اليوم على الالتزام الحقيقي باتفاق الطائف الذي يشكل أساس دستورنا وعلى تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 تنفيذًا كاملًا، انطلاقًا من ايمانها بالشرعية الدولية وتمسّكها باستعادة سيادتها وبسط سلطتها على كامل أراضيها، وحرصها على استعادة الحياة إلى القرى الجنوبية وإعادة الإعمار.
اضاف: لقد شهد العالم على التزام لبنان بوقف الأعمال العدائية، لكنّ الخروقات الإسرائيلية ما زالت مستمرة، واحتلال أجزاء من أرضنا قائم، وملف الأسرى والمفقودين لم يُقفل بعد. ومن هنا، ندعو أشقاءنا العرب إلى الضغط على المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بالانسحاب الكامل من أراضينا ووقف اعتداءاتها المتكررة واطلاق سراح اسرانا. وفي الوقت ذاته، يعتمد لبنان سياسة خارجية قائمة على عدم التدخّل في شؤون الدول الأخرى، كما يرفض أي تدخل خارجي في شؤونه. وهو يسعى إلى بناء شراكاتٍ استراتيجيةٍ متينة مع أشقائه العرب، إيمانًا بأنّ أمنهم واستقرارهم من أمنه واستقراره.
اضاف:نقدّر عالياً تضامن الدول العربية مع لبنان في ظروفه الصعبة، ودعمها له في مواجهة الأزمات المتتالية. فرغم حجم التحديات الداخلية، يبقى لبنان، كما كان دوماً، منفتحاً على محيطه، ثابتاً في عروبته.من هنا، فإنّ المطلوب من العالم العربي اليوم ليس الانكفاء ولا التنافس، بل بناء شراكاتٍ واقعية قائمة على المصالح الاستراتيجية المشتركة، المطلوب أن ننطلق مما هو قائم – من الاتفاقات، والهيئات، والمؤسسات العربية المشتركة – وأن نُعيد تنشيطها وربطها بمشروعاتٍ اقتصادية وتعليمية وتكنولوجية عابرة للحدود. فالتكامل الاقتصادي العربي ليس شعارًا، بل خطة بقاءٍ جماعيٍّ في زمن التحوّلات الكبرى.
وكان الرئيس سلام كشف خلال جولة على معرض الصناعات اللبنانية عن السعي لفتح الاسواق أمام الصناعات اللبنانية، لا سيما الاسواق الخليجية.
الحجار: الأمن والاستقرار على رأس الأولويات
وفي السياق، أكد وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار أن «الامن والاستقرار في لبنان هما على رأس أولويات الدولة اللبنانية، وأن العمل جارٍ بكامل جدية وحزم من أجل بسط الدولة على كامل الاراضي اللبنانية بكل قواها حصراً.
وأكد في لقاء مع الجالية اللبنانية في البحرين أننا «نعمل في الداخلية – لضمان مشاركة المغتربين في هذا الاستحقاق الوطني في موعده في أيار».
التحضير لورشة الإعمار
في سياق التحضير لبدء ورشة اعادة الاعمارفي الجنوب، يُعقد غداً الثلاثاء اجتماع موسع برعاية وحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري في «مجمع نبيه بري الثقافي» بتلة الرادار بالمصيلح الواقع على بعد عشرات الأمتار من موقع العدوان الإسرائيلي لمنشآت مدنية ومعارض للجرافات والآليات الثقيلة التي تستخدم في إعادة الإعمار. وهدف الاجتماع وضع برنامج خطط لإعمار الجنوب.
وحسب معلومات «اللواء» سيحضر اللقاء وزراء المال والاشغال والبيئة والصحة والزراعة وربماغير وزارات، وممثلون عن: مجلس الانماء والاعمار، ومجلس الجنوب، وقوات اليونيفيل، ومنظمات دولية معنية، والبنك الدولي، ومحافظي الجنوب والنبطية، ورؤساء الاتحادات البلدية في الجنوب.
وسيكون اللقاء لتنسيق العمل بين هذه الجهات لتحديد الخطط واولويات البدء بإعادة إعمار ما هدمه العدو الاسرائيلي في حربه المستمرة على لبنان، إضافة إلى التباحث في التكلفة المادية، ومصادر التمويل المتوقعة، الى مناقشة الأولويات لناحية تأمين الخدمات العامة، وإعادة مظاهر الحياة، وتأمين ظروف الترميم، وإعادة الإعمار، بهدف إعادة النازحين إلى قراهم، ومنازلهم، وأرزاقهم، وتمكينهم من العودة بعد أكثر من عام على نزوحهم من قراهم.
5 شهداء بالعدوان
إستفاقت مدينة النبطية ومنطقتها امس، على هول الجريمة البشعة التي ارتكبها العدو الاسرائيلي قبيل منتصف ليل السبت – الاحد، وادت الى استشهاد 4 من شبان المدينة وجرح 3 اخرين كانوا يمرون في المكان، بعدما استهدفتهم مسيرة معادية بغارة عندما كانوا بسيارتهم من نوع رانج روفر على طريق دوحة كفررمان، في الطرف الشرقي لبلدة كفررمان.
فقد ادى العدوان الجوي الى استشهاد كل من محمّد الجواد مصطفى جابر ( شقيقه الشهيد راغب جابر ارتقى في مجزرة بلدية النبطية في حرب ال66 يوما)، عبد الله غالب كحيل، محمد عباس كحيل، وهادي مصطفى حامد ( جريح بايجر ).
وادت الغارة الى احتراق السيارة المستهدفة، والى تحطم زجاج عشرات المنازل في «الدوحة» وهي منطقة سكنية بامتياز.
وشيّعت مدينة النبطية شهداء المجزرة الاربعة، إضافةً إلى الشهيد حسن غيث عامل الديليفري الذي ارتقى أول من أمس بغارة معادية على شوكين.
وأفادت المعلومات بأن الغارة استهدفت مساء أمس سيارة من نوع «رانج روفر» في منطقة دوحة بلدة كفررمان، ما أدى إلى استشهاد أربعة مواطنين، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح في سيارة أخرى.
وشارك في مراسم التشييع حشود غفيرة من الأهالي والمواطنين، إلى جانب شخصيات رسمية ودينية وفعاليات اجتماعية وسياسية، وسط أجواء من الحزن والغضب والفخر بتضحيات الشهداء.
وردّد المشاركون هتافات مؤيدة للمقاومة، داعمين صمودها في مواجهة العدوان الصهيوني، وجددوا عهدهم بالوقوف خلف المقاومة لحماية الأرض والدفاع عن كرامة الوطن، مؤكدين أن خيار المقاومة هو السبيل الوحيد لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
وشهدت المدينة منذ صباح أمس حالة من الحداد العام، حيث رفعت صور الشهداء في الشوارع والساحات العامة، وارتفعت أصوات التكبير والدعاء خلال مراسم التشييع.
وأكد المشاركون أن ما جرى يشكل جريمة جديدة ضمن سلسلة الانتهاكات الصهيونية ضد اللبنانيين، مستهدفًا الأحياء والمناطق السكنية بشكل متعمد، وطالبوا المجتمع الدولي والحكومة اللبنانية بالتحرك لوقف العدوان ومحاسبة الاحتلال على جرائمه المستمرة بحق الشعب اللبناني.
وتحركت دبابات الاحتلال الإسرائيلي في محيط موقع بياض بليدا، بالتزامن مع إقامة مجلس عزاء للشهيد موظف البلدية إبراهيم سلامة في حسينية البلدة.
يذكر أن الشهيد تم إعدامه غيلة بالرصاص من قبل قوات الاحتلال، بعد توغلهم ليلاً إلى مركز بلدية بليدا.
كما تم رصد تحرك دبابتيْ «ميركافا» في محيط موقع المرج عند أطراف بلدة مركبا – قضاء مرجعيون. والقى العدو الإسرائيلي قذيفتين حارقتين باتجاه اطراف بلدة عيترون. فيما شوهد منطاد تجسس فوق مدينة الخيام.
وسجل تحليق الطيران الحربي الاسرائيلي في اجواء مدينة الهرمل وقرى البقاع الشمالي والبقاع الغربي.
على صعيد العمليات المعادية، استهدفت غارة من مسيَّرة اسرائيلية المنطقة الواقعة بين النميرية والشرقية، وأخرى وادي زفتا، كما شنت غارة على اطراف النبطية.