الاحداث- كتبت صحيفة "نداء الوطن": تتسارع الأحداث التي تسبق وصول خطة قيادة الجيش إلى مجلس الوزراء في نهاية الشهر الجاري تطبيقًا لقرار حصر السلاح. ودخلت إيران على خط إسناد "حزب الله" كما لاح من قرار طهران إيفاد الأمين للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني إلى بيروت وسط تناقضات في الموقف الرسمي الإيراني من قرار السلاح ما أشار إلى محاولة إيرانية في الربع الساعة الأخير للالتفاف على القرار اللبناني.
وأكدت أوساط وزارية لـ "نداء الوطن" أمس أن الدولة دخلت في كباش سياسي مع "حزب الله" الذي يلقى إسنادًا معلنًا من إيران حتى إشعار آخر وسط إصرار مستمر من رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام على نزع السلاح غير الشرعي وتطبيق قراري الحكومة في 5 و7 آب الجاري.
وفي السياق نفسه، علمت "نداء الوطن" من مصادر مطّلعة، أنّ الزيارة المرتقبة لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، إلى بيروت، تأتي بطلب مباشر من "حزب الله"، وتهدف إلى أمرين أساسيين: أوّلهما، احتواء التوتّر المتصاعد بين "الحزب" والحكومة اللبنانية، على خلفية قرار مجلس الوزراء الأخير بتكليف الجيش اللبناني وضع جدول زمني لسحب السلاح غير الشرعي من مختلف المناطق اللبنانية، وهو ما واجهه "حزب الله" باعتراض حاد، عبّر عنه مسؤولوه علناً، وفي الشارع. أمّا الهدف الثاني، فهو تخفيف حدّة الاحتقان، الرسمي اللبناني تجاه إيران، بعد ما اعتُبر تحديًا مباشرًا لقرارات الحكومة من قبل اثنين من كبار المسؤولين الإيرانيين، هما مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، ووزير الخارجية عباس عرقجي، في مواقف اعتُبرت تجاوزًا للأعراف الدبلوماسية، وتدخلًا صريحًا وفجًا في الشأن السيادي اللبناني في لحظة سياسية دقيقة يمرّ بها لبنان، وسط ضغوط دولية متزايدة لدفع الحكومة اللبنانية نحو تنفيذ الإصلاحات السياسية والأمنية المطلوبة، لا سيّما تلك المرتبطة بحصر السلاح بيد الدولة.
وبحسب المعلومات، فإنّ لاريجاني سيحمل معه رسائل تهدئة من القيادة الإيرانية، في محاولة لإعادة ضبط إيقاع العلاقة بين "حزب الله" والدولة، خصوصًا مع اتّساع الهوة بين مواقف "الحزب" وبعض مكوّنات الحكومة، على خلفية ملفّ السلاح، والقرار اللبناني بحصره بالمؤسسات الرسمية الشرعية، بما يتوافق مع خطاب القسم والبيان الوزاري والقرارات الدولية ذات الصلة، وفي مقدّمها القرار 1701 .
في السياق نفسه، يُنتظر أن يلعب رئيس مجلس النواب نبيه برّي دورًا مسهّلًا لمهمّة لاريجاني، من خلال توفير الغطاء السياسي للزيارة، وتدوير الزوايا مع رئيس الحكومة نوّاف سلام. إلاّ أنّ برّي، بحسب المعلومات نفسها، لم يكتفِ بدور الوسيط التقليدي، بل نقل عبر قنواته الخاصة، رسالة واضحة إلى طهران، مفادها أنّ شيعة لبنان لا يمكنهم إلاّ أن يكونوا مع الدولة ومؤسساتها، وأنّ ما عدا ذلك هو انتحار سياسي وأمني لا طائل منه.
وبانتظار ما ستؤول إليه زيارة لاريجاني، تقول مصادر رفيعة المستوى، إنّ الصراع بين منطق الدولة ومنطق السلاح بلغ مرحلة دقيقة، تتطلّب أكثر من مجرّد رسائل تهدئة، لا تعدو كونها إبراً في جسد سياسي متعب... بلّ تتطلّب قرارات جريئة لا تزال غائبة.
مجلس الوزراء غدًا بنصاب شيعي
وعلمت "نداء الوطن" أن جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد غدًا الأربعاء في السراي برئاسة سلام ستحصل بمشاركة الوزراء الشيعة الخمسة خصوصًا أن جدول الأعمال عادي ولن يتطرق إلى مسألة السلاح أو زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي توم برّاك المرتقبة للبنان في النصف الثاني من الشهر الجاري.
من جهة ثانية ، لم يحصل أي تواصل رسمي بين الدولة و"حزب الله" وقناة التواصل الوحيدة تحصل عبر الرئيس بري الذي بدأ يتمايز بعض الشيء بمواقفه عن "الحزب".
ولفتت الأوساط الوزارية إلى أن "الحزب" ومن خلفه إيران يؤكدان رفضهما تنفيذ القرارين الحكوميين وتمسكهما بالسلاح وفي الوقت ذاته يتمسك "الحزب" بالبقاء في الحكومة وعدم الاستقالة منها. وتقتصر ردود فعله حتى الآن على إعلان المواقف وتسيير مواكب الدراجات النارية ما يشير إلى أن الحزب وإيران في الموقع الدفاعي مقابل اتخاذ الدولة موقع الهجوم وسط غطاء دولي وعربي بدليل البيانات المرحبة بما صدر عن الحكومة. ولفتت الأوساط إلى أنه وبدءًا من التنفيذ الميداني العملاني لقرار السلاح في مطلع أيلول تصبح حركة "حزب الله" المسلحة غير شرعية وسيتعرض للملاحقة في حال مخالفته قرار الحكومة.
وتوقعت الأوساط ألّا تبقى الأمور على المنوال الحالي بل ستتطور إما بذهاب الدولة قدمًا في تنفيذ قرار السلاح وإما بأن يستبق "الحزب" الأمور بخطوات وإجراءات معينة.
قماطي وجنتي ورفض قرار الحكومة
وقد واصل "حزب الله" أمس الإعلان عن رفضه قرار الحكومة بحصرية السلاح. فشدد نائب رئيس المجلس السياسي لـ "الحزب"، الوزير السابق محمود قماطي على أن الحكومة اللبنانية "لن تستطيع أن تسحب سلاح المقاومة"، وأن "الحكومة باعت الوطن وأعطت الخارج شيكًا من دون رصيد، ولن تستطيع تحقيق ما تريد".
وفي طهران، اعتبر أمين مجلس صيانة الدستور الإيراني، علي جنتي أمس ، أنّ الطروحات المتداولة حول "الاحتلال الكامل لغزة ونزع سلاح "حزب الله" اللبناني ليست واقعية وتُعدّ أحلامًا واهمة"، وفق ما أفادت وكالة "إسنا" الإيرانية.
جعجع يطالب الحكومة بالتحرك عربيًا ودوليًا
في المقابل، قال رئيس حزب "القوات اللبنانية" إن على الحكومة "أن تفكّر جديًا بدعوة مجلس جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي إلى عقد جلسات طارئة لطرح مسألة التهديد الإيراني للبنان، وكذلك التقدّم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي مفادها أن إيران تهدّد لبنان وتتوعّده، وصولًا إلى التهديد بالتدخّل العسكري المباشر.
انفجار وادي زبقين
في مجال آخر، زار الرئيس عون وزير الدفاع ميشال منسى وقائد الجيش رودولف هيكل في اليرزة، معزّيًا بشهداء الجيش الستة في انفجار وادي زبقين ثم انتقل إلى مستشفى الجعيتاوي واطلع على الوضع الصحي لأحد العسكريين الجرحى.
وأفادت معلومات أن التحقيقات الجارية في انفجار وادي زبقين والتي يتولاها الجيش اللبناني والوحدة الفرنسية في قوات "اليونيفيل" أكدت "ثبوت نظرية التفخيخ المتعمَّد" ما أدى إلى الانفجار.
تفجير إسرائيلي في كفركلا
ميدانيًا، استهدفت مسيّرة إسرائيلية مساء أمس أطراف بلدة يارون بعدد من القنابل، كما حلق الطيران المسير الإسرائيلي عصرًا في أجواء قرى وبلدات قضاء صور، وصولًا حتى أجواء ضفتي الليطاني - محلة القاسمية.
كما سجل تحليق للطيران المسيّر على علو منخفض فوق الضاحية الجنوبية لبيروت.
كما تعرضت الأطراف الجنوبية لبلدة عيترون لعملية تمشيط بالرشاشات الثقيلة مصدرها حامية موقع المالكية الإسرائيلي.
وفجر أمس، نفذت القوات الاسرائيلية تفجيرًا في الحي الجنوبي لبلدة كفركلا من دون معرفة ما تم تفجيره بانتظار دخول فريق الهندسة في الجيش اللبناني.