الاحداث- كتبت سابين عويس في صحيفة النهار تقول:""صدقية الحكومة اللبنانية تستند إلى قدرتها على التوفيق بين المبادئ
والتطبيق. وكما قال قادتها مراراً، من الضروري أن تحتكر الدولة وحدها السلاح، وما دام حزب الله يحتفظ بالسلاح فلن تكون الكلمات كافية. على الحكومة وحزب الله أن يلتزما بالكامل ويتخذا خطوات عملية الآن، كي لا يُحكم على الشعب اللبناني بالبقاء في حالة الجمود والتعثّر".
بهذه الكلمات، اختصر الموفد الرئاسي الاميركي إلى سوريا ولبنان توم براك الحصيلة النهائية لمحادثاته الأخيرة مع لبنان وإسرائيل حول آخر رد تقدم به لبنان على الملاحظات الأميركية، معيداً الأمور إلى مربعها الأول، ومنذراً بكلامه هذا بصفحة جديدة من التصعيد المتفلت من أي ضوابط، بعدما رفعت واشنطن يدها عن تقديم أي ضمانات تلجم إسرائيل عن أي اعتداء أوسع محتمل على لبنان.
أكثر الأسئلة إلحاحاً تلك المرتبطة بالعوامل التي دخلت على خط المفاوضات وأسقطت الاتفاق الذي وقّعه براك مع رئيس المجلس نبيه بري، بعد ساعات قليلة من إعلان الموفد الأميركي من عين التينة عن إيجابية الأجواء، وتنويهه بصفات الأخير وحنكته السياسية، ودعوته اللبنانيين إلى التحلي بالأمل.
لم يكد رئيس المجلس ينهي الاتفاق مع براك حتى أوفد مستشاره علي حمدان، وهو أحد أعضاء لجنة المستشارين التي تولت صياغة الرد اللبناني، إلى كل من رئيسي الجمهورية والحكومة لإطلاعهما على ما تم التوصل إليه. وبالرغم من الإيجابية التي سادت الأجواء، فهي لم تدم لأكثر من بضع ساعات بعدما أطلقت نيران "صديقة" على الاتفاق، رافضة المهلة الزمنية التي لحظها الاتفاق وتمتد حتى نهاية السنة. ولعل هذا ما يفسر الوجه المتجهم لرئيس الوزراء بعد خروجه من عين التينة. والسؤال الآن: هل اتفاق بري - براك قد سقط؟ وماذا عن البدائل أو السيناريوات المطروحة؟
في المعلومات أن الاتفاق لم يسقط، بل لا يزال يشكل الإطار الأسلم للحل، إذ يجري العمل حالياً على أن يبقى مقدمة وشرطاً لتطبيق ورقة براك، على نحو يتم الربط بينهما ويؤدي إلى إلزامية التطبيق، لأن ما تم التوصل إليه بين براك وبري يعكس قدرة وقابلية للبنان على الالتزام ليس كلامياً، وإنما بالفعل. وهنا تتوقف مصادر مطلعة لتقول إن قول براك إن الكلمات لم تعد تكفي لم يكن يستهدف اتفاقه مع بري، بل الحكومة العاجزة عن تطبيق القرارات التي التزمتها في بيانها الوزاري.
لذا يجري تداول إمكان إصدار موقف أو بيان عن مجلس الوزراء خصوصا بعدما بات واضحاً لأهل السلطة أن السيناريوات البديلة لاتفاق بري - براك والورقة اللبنانية تختصر بواحد، هو العودة إلى الحرب!