Search Icon

من صناديق الشمال الى طاولة ترامب... هل يعبر لبنان زمن الغياب؟
تحديات الشمال امنية ولا انقلاب سياسي «والعين» على بيروت
قاسم: نتجه نحو الاستقرار ونحن شركاء للعهد... ولن نستسلم

منذ 6 ساعات

من صناديق الشمال الى طاولة ترامب... هل يعبر لبنان زمن الغياب؟
تحديات الشمال امنية ولا انقلاب سياسي «والعين» على بيروت
قاسم: نتجه نحو الاستقرار ونحن شركاء للعهد... ولن نستسلم

الاحداث- كتبت  صحيفة الديار تقول:"انتهى الاستحقاق البلدي والاختياري في الشمال على نحو سيىء ميدانيا، بعدما اشتعلت سماء المدن والبلدات بالرصاص العشوائي احتفالا بالنتائج، ما يعكس حالة التفلت وغياب هيبة الدولة التي تعرضت مساء امس لتحد جديد في طرابلس بعد احتجاجات امام السراي استدعت حضور وزير الداخلية.

في السياسة انصرفت القوى السياسية لحساب الخسائر والارباح في محاولة لتظهير موزاين القوى التي افرزتها صناديق الاقتراع. مسيحيا لم تكن ثمة كثير من العلامات الفارقة حيث حافظت كل القوى الاساسية على حضورها المنطقي وانتقل الصراع الى معركة الاستحواذ على اتحادات البلديات، وكان لافتا ارتفاع حدة الصراع السياسي بين تيار المردة وحركة الاستقلال، بينما خاض كل من القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر معركة مشابهة لجبل لبنان حيث بات واضحا لدى الطرفين ان التطورات الاخيرة لم تحدث انقلابا يمكن الاعتداد به في المزاج المسيحي، حيث  لا يمكن لاي طرف ان يلغي الآخر، والانتخابات النيابية لها حسابات اخرى خصوصا انه صمد التحالف بين «المردة «و التيار». اما على الساحة السنية فيمكن الحديث عن برودة عكستها مدينة طرابلس بعد قرار تيار المستقبل بالعزوف وعدم دخول الرئيس نجيب ميقاتي في المعركة، وكان عنوان اليوم الانتخابي «التشطيب». بينما شهدت بلدات عكار السنية معاركها المحلية التي طغى عليها حضور النواب السنة. ويمكن الاستنتاج ان ثمة قلقا جديا يحتاج الى معالجة بعدما ثبت عدم القدرة على انتاج بدائل وازنة عن القوى التقليدية، وفقا لاستراتيجية المملكة العربية السعودية التي تسعى الى فرضها كامر واقع ولكن دون نتائج تذكر حتى الان. وفي هذا السياق» العين» على الانتخابات في بيروت قبل اسبوع من الاستحقاق حيث الخوف الاكبر من معركة تشطيب قد تصيب المناصفة بمقتل في ظل تحالف واسع لقوة مسيحية واسلامية لا يجمعها في السياسة شيء يذكر، والاهم انه لا ضمانات بالقدرة على التحكم بالتصويت السني الحاسم في هذا الاستحقاق. اما بقاعا فلا تعويل على حدوث مفاجآت في المدن والقرى الشيعية، ولا حتى السنية، فيما تبقى المعركة الاكثر اثارة في زحلة.  الابرز سياسيا، كان اعلان الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان حزب الله جزء من العهد، متهما «اسرائيل» انها تلعب بالنار، مؤكدا ان المقاومة لن تستسلم.

وفيما لبنان غارق في حسابات الربح والخسارة في زواريب المدن، والقرى، تنشغل المنطقة بنتائج زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الخليجية والتي لن تكون فقط استثمارية حيث ستتكشف بعض ملامح سياسية الرئيس الاميركي الذي يريد اعادة ترتيب اوراق حلفائه بما يتناسب مع مصلحة اميركا اولا، فيضغط على رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو ويعمل على احراجه داخليا لاجباره على الالتزام بجدول الاعمال الاميركي، وليس معلوما كيف ستترك زيارته تاثيرها على الحرب في غزة. يبدي اهتماما كبيرا بالتوصل الى تفاهمات مع طهران دون ان تتوضح بعد حدود هذا الاتفاق الذي تدعمه هذه المرة دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية. سوريا ستكون حاضرة على «طاولة» البحث بطلب من الرياض والدوحة في ظل قلق متزايد من خروج الاحداث عن السيطرة بسبب التدخلات الاسرائيلية والتركية، وقد بدأ ترامب يرسل اشارات «مشجعة» عن استعداده للبحث في ترتيب تقاسم النفوذ هناك. فاين لبنان من هذه التطورات؟

وفق مصادر دبلوماسية في بيروت لا يحمل الرئيس الاميركي جديدا حيال الملف اللبناني، ولا يعتبره اولوية ملحة في هذه المرحلة في ظل تزاحم الملفات الكبرى التي شكل مخاضا للشرق الاوسط الجديد الذي يريد ان يجعله امرا واقعا من خلال توسيع شبكة الاتفاقات الابراهيمية. وثمة قناعة في البيت الابيض بان الملف اللبناني تديره «اسرائيل» بكفاءة ودون تهور وتعمل تحت سقف حماية امنها دون التسبب باشعال حرب جديدة لا تريدها واشنطن التي لا تبدو منزعجة من الضغط الذي تمارسه حكومة نتانياهو على الساحة اللبنانية. وفي هذا السياق، تلفت تلك الاوساط الى انه اذا لم تضع الرياض لبنان على جدول اعمال المحادثات فانه لن يجد مكانا على طاولة البحث لانه يشكل ملفا ثانويا بالنسبة للاميركيين الذين ابلغوا الدولة اللبنانية بخارطة الطريق التي يريدون منها ان تلتزم بها.

 

لا وعود حاسمة 

وفي هذا الاطار، لم يحصل الرئيس جوزاف عون خلال جولته الخليجية على وعد واضح حيال مقاربة الملف اللبناني مع ترامب، وذلك على الرغم من وجود قناعة سعودية- قطرية بان ممارسة الضغوط على الدولة اللبنانية وعدم دعمها لا يساعد في اضعاف حزب الله، كما ان عدم التزام «اسرائيل» بالانسحاب واستمرار خروقاتها للسيادة اللبنانية لا يساعد في طرح ملف السلاح بشكل جدي لانه بخلاف ذلك فان الساحة اللبنانية ستكون مهيئة للانفجار. لكن لا تغيير واضحا في موقف دول الخليج في مسألة اعادة الاعمار، فثمة تقاطع واضح بين الطرفين على عدم الاندفاع في هذا الملف باعتباره ملفا ضاغطا في وجه حزب الله على اعتاب التحضير للانتخابات النيابية. ولهذا ترى تلك الاوساط، بان احتمال البحث في تطورات الساحة اللبنانية غير مرتفعة ، واذا ما حصل فان النتائج ستكون محدودة في هذه المرحلة، وتبقى «العين» على ما بعد الزيارة بانتظار رد فعل رئيس حكومة الاحتلال الذي يشعر ان ترامب يطوقه لاسقاطه داخليا، وعادة ما يهرب من ازماته بافتعال ازمات خارجية. ويبقى ايضا انتظار ما سيكون عليه الوضع في سوريا لان تاثيره سيكون مباشرا على لبنان .

اشكال في طرابلس 

وبعد ليلة اطلاق الرصاص، لم تنته المشاكل شمالا، ومساء امس تجمع عدد كبير من المواطنين، امام قصر عدل طرابلس، احتجاجا على تأخير إصدار نتائج الانتخابات البلدية، وتوقف عملية الفرز، مطالبين وزير الداخلية باقالة محافظ الشمال وإعادة إجراء الانتخابات. فاستقدم الجيش تعزيزات كبيرة إلى ساحة عبد الحميد كرامي ومحيط قصر العدل. وقد وصل وزير الداخلية أحمد الحجار إلى طرابلس لمعالجة الأمر.

ارقام الشمال 

وكان وزير الداخلية اعلن ان «العملية الانتخابية في الشمال وعكار تمت بشكل جيّد على رغم  بعض الصعاب التي بدأت يوم السبت واستمرّ البعض منها يوم الأحد لا سيما الاشكالات الأمنية في بعض المراكز.  بلغ عدد الشكاوى والمراجعات 675 بالإجمال فيما سجّل حوالى 143 حادثاً أمنيًا وحوالى 120 إشكالاً وتضارباً». وقال:»بلغت نسبة الاقتراع في الشمال وعكار 43,29% عموماً وبالتحديد 37,25% في الشمال و49,33% في عكار». أضاف: «هناك 7 موقوفين بسبب الاشكالات الأمنية وسُجلت 15 حالة اشتباه بالرشاوى يتم التثبت منها وتم الاشتباه بعملية تزوير وتوقيف المشتبه». وتابع:»جرت احداث اطلاق نار وسقوط عدد من المصابين، احدى الاصابات خطيرة وندعو المواطنين الى الاقلاع عن هذه العادة ويتم العمل على توقيف مطلقي النار والجيش اللبناني بدأ بعلميات الدهم وهناك 34 موقوفًا حتى الآن لدى الجيش». وبالنسبة الى السلاح المتفلت قال:» العمل قائم على عدم حيازة السلاح  من دون ترخيص وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية والدولة تعمل على ذلك بجديّة واطلاق النار يتم من المواطنين وليس من حزب معيّن وستتم ملاحقات جدية لمطلقي النار».