الأحداث - افتتح وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين "مركز القديسة فيرونيكا الطبي" في دير سيدة البشارة للراهبات الباسيليات الشويريات – زوق مكايل، في حضور النواب ندى البستاني، سليم الصايغ وشوقي دكاش، رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح الياس بعينو، راعي أبرشية بيروت وجبيل للروم الملكيين الكاثوليك المطران جورج بقعوني، النائب البطريركي العام على نيابة صربا المارونية المطران بولس روحانا، ممثل الرئيس العام للرهبانية الباسيلية الشويرية الأب ديميتريوس فياض، الرئيسة العامة للراهبات الباسيليات الشويريات الأم ندى طانيوس، رئيس مجلس إدارة المركز بيار الشناعة، إلى جانب عدد من الرؤساء العامين والرئيسات العامات، مخاتير البلدة، رؤساء بلديات وفعاليات.
بعد النشيد الوطني، ألقى مدير المركز إبراهيم سماحة كلمة شكر فيها الوزير ناصر الدين، مثمّنًا حضوره ودعمه المتواصل للمبادرات التي تعزّز القطاع الصحي في لبنان، كما حيّا الرئيسة العامة للراهبات الباسيليات الشويريات الأم ندى طانيوس، مشيدًا بدورها الداعم وصلواتها التي شكّلت ركيزة أساسية في إنجاز هذا الصرح. وتحدّث عن المركز، موضحًا أنه مجمّع صحي متكامل صُمّم ليكون ملاذًا لكل طالب عافية، ومجهّز بأحدث التقنيات الطبية، ويضم مختبر دم متطورًا للتحاليل الدقيقة، مركزًا متقدمًا للأشعة، قسمًا متخصصًا للعلاج الفيزيائي، إضافة إلى عيادات طب الأسنان المجهزة بأحدث المعدات وباقة من العيادات الخارجية التي تضم نخبة من الأطباء الاختصاصيين.
وأشار سماحة إلى أن المركز هو ثمرة إيمان ورؤية رئيس مجلس الإدارة بيار شناعة، الذي آمن بأن الاستثمار الحقيقي هو في خدمة المجتمع، متوجّهًا بالشكر إلى الدكتور الياس شاهين على دوره البارز في إنجاح الاحتفال، ومحييًا فريق العمل.
من جهتها، استهلت الأم ندى طانيوس كلمتها بالترحيب بالحضور، وقالت إن افتتاح المختبرات الطبية الجديدة يحمل قراءة رمزية للواقع الراهن، في زمن الزيارة الرسولية لقداسة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان، وما حملته من رسالة سلام، وفي زمن الميلاد الذي يرمز إلى الرجاء والخلاص.
وأضافت أن حدث الميلاد، بما يمثله من تجسد للرحمة وزرع لبذرة السلام، يتوازى مع افتتاح مختبرات القديسة فيرونيكا الطبية التي تمنح سلام العقل وراحة البال من خلال الاطمئنان إلى الصحة الشخصية، معتبرة أن السعي إلى المعرفة الطبية والوقاية هو من أرقى درجات التصالح مع الذات. وأوضحت أن كل ما يقام داخل حرم الدير، من حجر أساس إلى خدمة رعائية، يشكّل جزءًا لا يتجزأ من جسد العائلة الرهبانية.
واعتبرت أن افتتاح المختبرات الطبية الحديثة داخل حرم دير سيدة البشارة هو تجسيد لروحانية القديس باسيليوس، الذي أنشأ البازيلياد كمدينة للرحمة، كما هو امتداد لرسالة الرهبانية في خدمة الإنسان، ولا سيما أبناء منطقة زوق مكايل وكل محتاج ومريض. وأكدت التزام الراهبات بالبقاء أمينات للجذور ومواكبات لاحتياجات الكنيسة والمجتمع والإنسانية، متمنية أن تكون مختبرات فيرونيكا الطبية أداة فاعلة في ضمان استمرارية الرسالة الإنسانية، وركنًا أساسيًا في تعزيز الصحة العامة والتشخيص الدقيق والثقة والاطمئنان.
بدوره، ألقى وزير الصحة الدكتور ركان ناصر الدين كلمة قال فيها إن إنشاء صرح صحي داخل حرم دير واختيار اسم ديني له يفرض مستوى أعلى من الالتزام والمسؤولية، مشددًا على أن المحاسبة في هذه الحالة لا تكون فقط من الوزارة أو الإدارة، بل من الله نفسه. وأوضح أن وزارة الصحة قررت المشاركة في افتتاح هذا المركز ليكون في خدمة الناس وأهالي كسروان والمحتاجين، وليشكّل ملجأ لهم كما هي الكنيسة والدير.
وأشار ناصر الدين إلى معاناة اللبنانيين في القطاع الصحي وارتفاع الكلفة، معلنًا إطلاق مشروع بدعم من الحكومة اللبنانية لتمويل المستشفيات الحكومية بقيمة 100 مليون دولار أميركي، بتمويل من البنك الدولي والبنك الإسلامي، لافتًا إلى افتتاح أقسام جديدة في عدد من المستشفيات الحكومية، بينها مستشفى البترون ومستشفى بيروت الحكومي.
وأكد أهمية نهوض المستشفيات الحكومية لمساندة المواطنين، خصوصًا في ظل تراجع القدرة المالية لدى شريحة واسعة من اللبنانيين، مشددًا على أن الصحة أولوية جامعة، وأن اللغة الصحية والإنسانية قادرة على التخفيف من الانقسامات السياسية والطائفية
وأوضح أن تعاليم الخدمة تشكّل جوهر الرسالات السماوية، معتبرًا أن خدمة الإنسان هي أسمى وأشرف الخدمات. كما أكد دور وزارة الصحة في دعم أي مسار يساهم في سد الفراغ الذي تعجز الدولة عن ملئه، مشيرًا إلى خطوات عملية اتخذتها الوزارة، من بينها زيادة التغطية الدوائية لعلاجات السرطان والأمراض المستعصية ثلاثة أضعاف، وإضافة أكثر من 300% إلى البروتوكولات العلاجية، إلى جانب توسيع لائحة العمليات الجراحية التي تغطيها الوزارة.
ولفت إلى إعادة تفعيل آليات الدفع، بحيث باتت الوزارة تسدد مستحقات المستشفيات خلال فترة ستة أشهر، مؤكدًا أنه لا يمكن مطالبة الأطباء والمستشفيات بعلاج المرضى من دون ضمان حقوقهم. وختم بالتشديد على أن صحة الإنسان لا تُقاس بالأرقام، مجددًا التأكيد على أن لبنان سيكون بألف خير عندما تكون صحته بخير، آملاً أن يبقى لبنان الواحد جامعًا لكل أبنائه
وفي ختام الاحتفال، تلا المطران جورج بقعوني صلاة، قبل أن يقوم الوزير ناصر الدين بقص شريط افتتاح "مركز القديسة فيرونيكا الطبي" رسميًا.