Search Icon

نتائج «كباش» جلسة التشريع أبعد من «بوانتاج» النصاب
تحوّلات داخليّة وخارجيّة تقلق «معراب»... وبري يربح جولة
شرطان لدعم الجيش... وأربعة أسباب تؤجّل حصول الحرب

منذ 3 ساعات

من الصحف

نتائج «كباش» جلسة التشريع أبعد من «بوانتاج» النصاب
تحوّلات داخليّة وخارجيّة تقلق «معراب»... وبري يربح جولة
شرطان لدعم الجيش... وأربعة أسباب تؤجّل حصول الحرب

الاحداث - كتبت صحيفة "الديار": تحت ضغط الغارات الاسرائيلية، ومع استمرار القتل بدم بارد لابناء الجنوب، وعشية انعقاد اجتماع لجنة «الميكانيزم» اليوم، دون وجود الكثير من الآمال المعلقة على نتائجها، تبقى الانظار مشدودة على قمة فلوريدا بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو في 29 الجاري، وسط تضارب في المعلومات حول ترتيب الملف اللبناني على جدول اعمال اللقاء الخامس خلال عام بين الرجلين.

اما في باريس فقد اثمر اللقاء الاميركي- السعودي- الفرنسي بحضور قائد الجيش العماد رودولف هيكل، عن تثبيت موعد شباط لعقد مؤتمر دعم المؤسسة العسكرية، مشروط بتقدم بسط الدولة لسيطرتها على كامل اراضيها، وضمانة ان لا تذهب الهبات المالية ضحية الفساد الداخلي.

تحولات دراماتيكية

وبانتظار ان تتضح طبيعة الافكار التي يحملها رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، الذي وصل الى بيروت مساء امس، ويبدأ نشاطه الرسمي المكثف اليوم، كانت ساحة النجمة مسرحا لاختبار موازين القوى السياسية.

ووفق مصادر نيابية بارزة، لم يكن نجاح رئيس مجلس النواب نبيه بري في عقد جلسة تشريعية بالامس، بالرغم من الحملة الضارية لرئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع، مجرد نكسة سياسية للفريق السياسي المتحفز لاحداث انقلاب جذري في المشهد السياسي، وربما الاجتماعي في البلد، فانتصار بري في هذا «الكباش» والخسارة الصافية المسجلة في حساب «معراب»، جزء من تحولات دراماتيكية بدأت تتظهر معالمها على اكثر من صعيد، وباتت تشكل قلقا حقيقيا لدى خصوم «الثنائي»، غير القادرين على احداث التغيير المامول بالسرعة المطلوبة، ويشعرون انهم في سباق مع الوقت الذي لا يبدو انه يعمل لصالحهم.

وبعد ان كانت الآمال مرتفعة بحصول عزل لمكون بعينه باعتباره خسر الحرب، ويجب ان يدفع الثمن، يثبت يوما يعد يوم انه لا يزال فاعلا على المستوى الداخلي، ولا يمكن تجاوزه بسهولة، بعدما نجح الرئيس بري باثبات قدرته على لعب دور الرافعة، وضابط الايقاع، الذي لا يمكن الاستغناء عنه في الداخل، والانكى ان معظم الخارج بات مقتنعا بذلك.

«جرس انذار»

ووفق مصادر سياسية، فان ما حصل بالامس يدق «جرس انذار» حقيقيا في «معراب»، باعتبارها رأس الحربة في المشروع البديل المفترض، بعد سلسلة من المعطيات الدالة على ان ثمة شيئا ما يتغير، ولهذا يعقد جعجع اليوم مؤتمرا صحافيا لمحاولة لملمة ذيول الانتكاسة، كي لا تكبر «كرة الثلج» وتخرج عن السيطرة.

علما ان ما حصل في مجلس النواب يقفل الباب نهائيا امام اي مناورة سياسية لتعديل قانون الانتخابات، وبات من المحتم ان تحصل تسوية تجمع بين الغاء حق المغتربين بالتصويت في الخارج، والتمديد التقني للمجلس الحالي الذي بات شبه محسوم، والسؤال اليوم لم يعد «اذا»، بل ما هي مدة هذا التأجيل؟

العلاقة المتوترة مع عون

اما لماذا يعتقد جعجع بان «البساط» يسحب من تحت اقدام فريقه السياسي، فالاسباب تبدو عديدة، ترتبط بتطورات داخلية واخرى خارجية. في مقدمة تلك التحولات العلاقة مع رئيس الجمهورية جوزاف عون، التي بلغت «نقطة اللاعودة»، بعد انتقاده العلني «للوشاة» التابعين لـ «القوات اللبنانية» في كواليس السياسة في واشنطن، وهو دون ان يسميهم خرج عن صمته لانه ادرك بالادلة الحسية، ان العمل الدؤوب من قبل «معراب» في الداخل والخارج، يقوم على التحريض عليه واتهامه بـ»مسايرة» حزب الله، بسبب رفضه الخضوع للضغوط والذهاب بعيدا بالقيام بخطوات تهدد السلم الاهلي.

فيما يصر جعجع على الترويج لفكرة نزع السلاح بالقوة، ساخرا من التحذيرات من حصولها، مراهنا على ضعف حزب الله، ومتوقع استسلامه. ولم تنجح كل محاولات «معراب» لتوضيح الموقف في اعادة «المياه الى مجاريها» مع بعبدا.

تهميش..واختصار للملفات السيادية

في المقابل، تعتقد تلك الاوساط ان الرئيس بري نجح بنسج علاقة ثقة متبادلة مع رئيس الجمهورية، وبات الرجلان يختصران الكثير من الملفات السيادية بينهما، وفي مقدمها ملف التفاوض والجهود الديبلوماسية الاقليمية والدولية، فضلا عن التفاهم الداخلي حول التعيينات، ومسائل اخرى تتعلق بتسيير شؤون الدولة، ما افقد «القوات» قيمة مشاركتها في الحكومة، حيث تجد نفسها محاصرة، ولا تملك قوة التأثير الفعلية في مجريات الاحداث، بفعل قوة وحضور رئيس الجمهورية، الذي نجح في الامساك وتمثيل الحضور المسيحي.

وما يقوم به وزير الخارجية يوسف رجي من «مشاغبات» في السياسة الخارجية لا تجدي نفعا، واذا كان قد نجح في اثارة الضجيج حول العلاقة مع ايران، الا انه لا يملك القدرة على تخريب العلاقة، بعد ان تدخل الرئيس عون «لفرملة» اندفاعته، فضلا عن تهميشه كوزير للخارجية عن المهمات المفصلية، وكان آخرها تعيين السفير سيمون كرم في رئاسة الوفد اللبناني الى لجنة الميكانيزم، وقد علم بالامر كغيره عبر وسائل الاعلام، ما اثار حفيظة «معراب» وترجمها رجي بالاعلان عن «التحفظ» في جلسة الحكومة، ودون ان يتوقف احد عند احتجاجه.

الاعجاب السعودي

والامر الآخر يرتبط بالاعجاب السعودي المتزايد بحكمة الرئيس بري، واعتباره القناة الامثل للحوار مع الشيعة، في ظل انفتاح السفير السعودي الوليد البخاري على الشخصيات الروحية والزمنية الشيعية، على وقع سلسلة من الاجتماعات الامنية والسياسية الايرانية – السعودية، ما يؤشر على تطور نوعي في العلاقات، قد يكون لها تأثير مباشر على الواقع اللبناني.

«الكيمياء» بين بري وعيسى

وكذلك، تشير تلك الاوساط الى ان»الكيمياء» المفاجئة بين الرئيس نبيه بري والسفير الاميركي ميشال عيسى، الذي يبدي اعجابه برئيس المجلس امام زواره، ويعتبر دوره مفصليا في السياسة اللبنانية، وجسر عبور ضروري للوصول الى تفاهمات داخلية سلسلة، تواكب المتغييرات التي يجب ان يتأقلم معها الشيعة في لبنان. وبالنسبة للسفير الاميركي فان بري وحده القادر على احداث التأثير بهذه البيئة، التي لها امتداد في العراق وايران، ولا يمكن تجاوزها اذا اريد للاستقرار ان يعود الى لبنان.

وفي هذا السياق، ثمة خشية من انتقال استراتيجية  تدوير الزوايا الاميركية في غزة مع حركة حماس الى لبنان، من خلال الحديث بواقيعة عن سلاحها ومستقبلها في غزة، وهو ما يمكن تطبيقه على واقع حزب الله.

تقارب سوري مع حزب الله!

وفي الملف السوري، بدأت تبرز ايضا ملامح «مد جسور» بين حزب الله والنظام الجديد، في ظل وجود مناخات ايجابية بدأت تترجم عمليا، باتصالات بين شخصيات مقربة من رئيس المرحلة الانتقالية احمد الشرع وشخصيات محسوبة على الحزب، وآخر تلك الاتصالات تولاها وزير الاشغال السابق علي حمية وشخصية سورية رفيعة المستوى، وفي ظل فتح قنوات اتصال بين تركيا وحزب الله ايضا، وترطيب للعلاقة مع السعودية!.

«نقمة قواتية» على الجيش؟

وبعيدا عن الكلام المباح في العلن، فان جعجع غير راض عن العلاقة الموضوعية بين قيادة الجيش وحزب الله، واصرار العماد رودولف هيكل على الاشادة بتعاون الحزب جنوب الليطاني، لا يعجب كثيرا «معراب»، خصوصا ان «الانقلاب» الذي كان يفترض ان يحصل في العلاقة، لم يترجم على ارض الواقع، وقيادة الجيش لا تزال تتعامل مع الحزب كامر واقع موجود ولا يمكن تجاوزه، ويسير التعاون على «قدم وساق»، ودون اي شوائب تعكر صفو العلاقة.

خسارة «السنة» والعلاقة مع سلام!

ولفتت تلك المصادر انه في سياق مجريات الجلسة بالامس، فوجئت «معراب» بحياد المملكة العربية السعودية ، التي لم تتدخل للضغط على النواب المحسوبين على المملكة، وخسرت «معراب» ادعاء مونتها على النواب السنة، بعد خروج التكتلات السنية من «عباءة» رئيس «القوات»، الذي وجد نفسه بالامس معزولا ولا مونة له عليهم، وبدا وحيدا يغرد خارج السرب مع «الكتائب» وبعض نواب «التغيير»، الذين لا يقرون اصلا بقيادته «للمعارضة».

وكانت تصريحات بعض النواب السنة في المجلس واضحة، لجهة معارضتهم لتعطيل التشريع وجلسات البرلمان.

في المقابل فان العلاقة مع رئيس الحكومة، بدأت تتشنج بعدما بدا الرئيس سلام يستخدم كلمة «احتواء» السلاح بدل نزعه، وهو امر يثير الكثير من علامات استفهام حول اهدافه ومدلولاته.

اقرار القوانين… تحذيرات البنك الدولي

ووفقا لاوساط نيابية، فان الرؤساء الثلاثة وقفوا وراء عدم تعطيل التشريع، خصوصا ان البنك الدولي سبق وحذر لبنان انه سيخسر كل عقود القروض المقرة واللاحقة ،وبينها قرضان لمكننة الادارة وشبكة امان، اذا لم تقر القوانين قبل نهاية العام الحالي، ولهذا لم يكن بالامكان التساهل مع افقاد النصاب.

وكان نصاب الجلسة التشريعية قد تأمن بعد مشاركة نواب «الاعتدال الوطني» في الجلسة، وقد اقرت عدة مشاريع قوانين، من بينها اتفاقية قرض مع البنك الدولي بقيمة 250 مليون دولار، للإنشاء والتعمير لتنفيذ مشروع المساعدة الطارئة للبنان، من أجل اعادة إعمار البنى التحتية المتضررة جراء العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان.

كما أقرّ المجلس قانون تنظيم القضاء العدلي بعد الأخذ بعين الاعتبار الملاحظات التي وجّهها رئيس الجمهورية جوزاف عون…وبعد إقرار المشاريع رفع الرئيس برّي الجلسة واختتمت وصدق المحضر بكامله مع القوانين، التي كانت قد أُقرت في الجلسة الماضية، ومنها الشراكة بين القطاعين الخاص والعام، وهو القانون الذي يسمح بالبدء بتلزيم مطار القليعات.

اجتماع الميكانيزم… والتصعيد

وعشية انعقاد لجنة «الميكانيزم»، شن طيران العدو موجة غارات بقاعا وجنوبا صباح امس. وتعليقاً قال رئيس مجلس النواب نبيه بري: «هي رسالة إسرائيلية لمؤتمر باريس المخصص لدعم الجيش اللبناني، وبالتوازي هي حزام ناري من الغارات الجوية تكريماً لاجتماع الميكانيزم».

وفي هذا السياق، لفتت اوساط مطلعة الى انه لا تعويل على نتائج اجتماع اليوم، واذا كان اول اختبار للتمثيل المدني في اللجنة فان «المكتوب يقرأ من عنوانه»، والواضح ان «اسرائيل» غير معنية بخفض التصعيد، اقله حتى تتضح نتائج القمة الاميركية- «الاسرائيلية»، ويبدو ان واشنطن لا تزال تمنح الحكومة الاسرائيلية هامشا واسعا، لمواصلة الاعمال العدائية في لبنان. وكشفت تلك الاوساط، بان رئيس الجمهورية كان وراء فكرة توسيع التمثيل اللبناني في اللجنة، من خلال ضم شخصيتين شيعية وسنية، بحجة عدم تحميل طائفة معنية مسؤولية التفاوض، واشار الى انه مسؤول عن الملف، وهو موضوع وطني بامتياز، ولن يسمح بان يغرق في الزواريب الطائفية اللبنانية.

شرطان لدعم الجيش

وفي باريس، اعلن عن عقد مؤتمر دعم الجيش في شهر شباط المقبل، وبرز حديث فرنسي عن ضرورة نزع سلاح حزب الله،  وإمكان مناقشة تأخير الموعد النهائي لنزع السلاح مع أطراف الاتفاق، اذا كان هناك من حاجة لذلك.

وقد تركزت محادثات قائد الجيش العماد رودولف هيكل مع نظيره فابيان ماندون ، على كيفية إظهار احراز تقدم في نزع السلاح، وشارك العماد هيكل في الاجتماع اللبناني – الاميركي – السعودي – الفرنسي التحضيري لمؤتمر دعم الجيش.

واعلن متحدث باسم الخارجية الفرنسية ان قائد الجيش اللبناني التقى في باريس ممثلين عن فرنسا ومبعوثين خاصين عن السعودية والولايات المتحدة. اضاف: «ان محادثات باريس ركزت على كيفية إظهار إحراز تقدّم في نزع سلاح حزب الله» . واضاف «اتفقت الأطراف المجتمعة في باريس على عقد مؤتمر لدعم الجيش اللبناني في شباط»، موضحاً ان «هدفنا في لبنان تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وهو يشمل نزع سلاح حزب الله، وإذا كانت هناك حاجة لتأخير الموعد النهائي لنزع سلاح حزب الله، سنناقش الأمر مع أطراف الاتفاق».

وعلم في هذا السياق، ان اللقاء الذي حضره الأمير يزيد بن فرحان ومورغان اروتاغوس، شهد نقاشا صريحا مع قائد الجيش، الذي قدم جردة بانجازات الجيش، وكان لافتا ان الطرف السعودي، كان واضحا من خلال ربط المساعدات بالتقدم في بسط سيطرة الدولة على اراضيها، والشفافية باستخدام الهبات بعيدا عن الفساد.

لماذا لن تشن «اسرائيل» الحرب؟

وبانتظار نتائج قمة ترامب- نتانياهو، وفيما تستمر الأوساط السياسية والعسكرية في «إسرائيل» بالإشارة إلى أن الحرب ضد حزب الله تقترب ولا مفر منها، تحدث موقع «واللا الاسرائيلي» عن وجود عدة أسباب تجبر «إسرائيل» على التروي، وعدم الانجرار الى حرب جديدة،  وهي: «اولا ان المنطقة الحدودية هادئة، فحزب الله لا يكتفي فقط بضبط النفس تجاه وجود خمسة مواقع إسرائيلية داخل لبنان، بل لا يرد أيضا على الهجمات الإسرائيلية اليومية ضده. حتى اغتيال رئيس أركان حزب الله الذي وقع قبل نحو أسبوعين، لم يجرِ أي رد فعل من جانب الحزب. ثانيا الادراك ان مسألة نزع السلاح يحتاج الى وقت، فـ»إسرائيل» بكل قدراتها لا تنجح في جمع كل السلاح غير القانوني الموجود داخلها في الوسط العربي وخاصة البدوي، لذا التحدي صعب ومهمة ستتطلب من الحكومة اللبنانية وجيشها سنوات طويلة لإتمامها. ثالثا الحزم الأميركي: من الأفضل «لإسرائيل» تجنب الاحتكاكات غير الضرورية مع الولايات المتحدة، فواشنطن مصممة على منح فرصة للحكومة اللبنانية. وإذا شنت «إسرائيل» حربا ضد حزب الله، في وقت يسود فيه الهدوء على طول الحدود، فإنها ستخلق توترا لا داعي له بينها وبين إدارة ترامب».

تصريحات غير واقعية

«رابعا تصريحات إسرائيلية لا أساس لها، فوفقا للموقع، لا يوجد أي أساس للتصريحات التي تقول إن «إسرائيل» ستكون هي من يفكك حزب الله بالقوة ، إذا لم تقم الحكومة اللبنانية بذلك. من الواضح أن «إسرائيل» تمتلك القدرة على ضرب أصول مهمة لحزب الله، كما فعلت في عام 2024، لكن الحزب لن ينهار نتيجة لذلك. إن اندلاع حرب متجددة سيؤدي مرة أخرى إلى دمار هائل في لبنان، وعلاوة على ذلك، إذا اعتقد الجمهور اللبناني أنه لا يوجد مبرر للعدوان الإسرائيلي، فإن هذا التصور قد يعزز من مكانة الحزب».

Link Whatsapp