Search Icon

واشنطن تحذّر الجيش من تغيير «قواعد الاشتباك»!
عون يرفع «البطاقة الحمراء» و«اسرائيل» نحو تكثيف الهجمات
هل التوغل في بليدا «جس نبض» تمهيدا لعمليات برية؟

منذ 15 ساعة

من الصحف

واشنطن تحذّر الجيش من تغيير «قواعد الاشتباك»!
عون يرفع «البطاقة الحمراء» و«اسرائيل» نحو تكثيف الهجمات
هل التوغل في بليدا «جس نبض» تمهيدا لعمليات برية؟

الاحداث  – كتبت صحيفة "الديار": رفعت قوات الاحتلال الاسرائيلي من نسق اعتداءاتها خلال الساعات القليلة الماضية، تزامنا مع تصعيد في المواقف السياسية والامنية، والترويج لسردية نجاح حزب الله في بناء ترسانته العسكرية، في سياق، قد يتجاوز مرحلة «التهويل» هذه المرة الى مرحلة تكثيف الهجمات. في المقابل، رفع رئيس الجمهورية جوزاف عون «البطاقة الحمراء» في وجه لجنة «الميكانيزم» بعد اقل من 24 ساعة على انعقادها برئاسة الجنرال الاميركي الجديد وفي حضور مورغان اورتاغوس، بعدما تجاوزت قوات الاحتلال الاسرائيلي كل «الخطوط الحمراء» بتوغلها داخل الاراضي اللبنانية وقيامها باغتيال ابراهيم سلامة وهو احد موظفي بلدية بليدا داخل مبنى البلدية التي استباحته لمدة ساعتين دون اي تدخل من قوات «اليونيفيل» التي لم تستجب لمحاولات قيادة الجيش الحثيثة لحضها على وقف هذا الاعتداء.

عون «يرفع السقف»

وفي اول رد فعل رسمي عالي السقف، على «العربدة» الاسرائيلية، منح رئيس الجمهورية الغطاء السياسي لقيادة الجيش للتحرك ميدانيا في للتصدي لاي «توغل اسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحررة، دفاعا عن الأراضي اللبنانية وسلامة المواطنين». وقد اتسم اللقاء بين الرئيس وقائد الجيش رودولف هيكل، في بعبدا، بالكثير من المشاعر الغاضبة، ازاء الوقاحة الاسرائيلية، وكان عون حاسما في توجيهاته، بعدما استعرض القائد الحيثيات الكاملة للجريمة، واطلعه على نتائج الاتصالات التي كانت «ساخنة» مع اعضاء لجنة «الميكانيزم» وقيادة قوات «اليونيفيل»، وابلغه عن حصول تفاهم على استحداث مواقع جديدة في محيط المنطقة حيث حصل التوغل، لمحاولة طمأنة الاهالي، ومنح الجيش موقعا متقدما يسمح له بالتصرف ميدانيا على نحو افضل. وقد ترجم ذلك بعد الظهر بدخول جرافة للجيش عملت على رفع ساتر في منطقة غاصونة» حيث تم تثبيت نقطة عسكرية. وقد حاولت دبابة ميركافا «استفزاز» عناصر الجيش بعد توغلها داخل الأراضي اللبنانية باتجاه أطراف منطقة الكيلو 9 لجهة بليدا.

واشنطن على خط الاتصالات

وبعد موقف رئيس الجمهورية، علمت «الديار» ان اتصالات رفيعة المستوى جرت بمبادرة من الجانب الاميركي مع بعبدا، وكذلك «اليرزة»، في محاولة لمعرفة الترجمة العملية لدعوة الرئيس قائد الجيش للرد على التوغلات الاسرائيلية، وكان الجواب واضحا لجهة مسؤولية القوى الشرعية عن حماية السيادة اللبنانية وحماية الاهالي الذين شعروا انهم متروكون لمصيرهم بعد تخلي «اليونيفيل» عن واجباتها، وغياب اي رد فعل من قبل «الميكانيزم» على اعتداء واضح وصريح ضد منشآت مدنية تابعة للدولة اللبنانية، وكانت «اسرائيل» تتعمد اظهار الجيش ضعيفا، وتحاول تشويه مهمته في جنوب الليطاني. وقد تم ابلاغ الاميركيين بان جنود وضباط الجيش كانوا «قاب قوسين» او ادنى من الدخول في اشتباك مباشر مع القوة الاسرائيلية المتوغلة بعدما نفذت انتشارا ميدانيا استفزازيا، ما استدعى استقدام تعزيزات للجيش اللبناني الى المنطقة، وكادت الامور تخرج عن «السيطرة». فهل هذا هو المطلوب؟

...وتحذر من تعديل «قواعد الاشتباك»!

وعلم في هذا السياق، ان الأميركيين أبلغوا الجانب اللبناني انهم يقومون بمراجعة الموقف مع الاسرائيليين، دون ان يقدموا اي ضمانة حيال وقف التوغلات، وسط قلق واضح من تداعيات امر العمليات الجديد لقيادة الجيش اللبناني، الذي قد يؤدي الى مواجهة مباشرة بين عناصر وضباط الجيش المنتشرين قرب الحدود والقوات الاسرائيلية، وهو ما لا ترغب به واشنطن، التي نصحت بطريقة اقرب الى «التحذير» بالذهاب بعيدا في تغيير «قواعد الاشتباك» لان التداعيات قد تكون خطرة، ويصعب السيطرة عليها اذا ما حصل اي «سوء تفاهم» ميداني.

غراهام يمارس «الابتزاز»

وقد دخل عضو الكونغرس الاميركي الداعم «لاسرائيل» لندسي غراهام على خط تبرير الاعتداءات الاسرائيلية، وتحذير الجيش من التصدي للجيش الاسرائيلي، وزعم انه لو «نزع سلاح حزب الله لتوقفت العمليات الإسرائيلية» وقال ان «التوغلات العسكرية الإسرائيلية في لبنان تهدف إلى قمع عودة ظهور الحزب. وفي محاولة مفضوحة لابتزاز المؤسسة العسكرية، قال غراهام، ان انضمام الجيش اللبناني إلى الحزب في قتال إسرائيل، يعرقل جهود المساعدة؟!

لماذا صعّد عون؟

ووفق مصادر مطلعة، لم يكن امام الرئيس عون اي خيار، الا رفع مستوى «الغضب» السياسي، لان الاعتداء الاسرائيلي على بليدا يبدو انه بداية لتصعيد ميداني، في سياق الضغط لفرض تفاوض مباشر، وفق شروط مجحفة، وبعدما بات الموقف الاميركي اكثر وضوحا لجهة منح «اسرائيل» حرية التحرك دون اي تقييد لاي «خطر» تصنفه تهديدا لها. وقد حصلت على «ضوء اخضر» اميركي للتحرك «اينما تشاء وكيفما تشاء»، وقد عبر وزير الحرب اسرائيل كاتس عن ذلك بالتاكيد ان الجيش الاسرائيلي سيستمر في عمليات التوغل متحدثا عن منطقة امنية في الجنوب. وفي حفل تخريج دفعة جديدة من الضباط، قال إيال زامير رئيس اركان العدو «اننا نعمل في جميع الجبهات بجهوزية عالية وسنعود بقوة أكبر في بعض الساحات...

مزاعم وتهديدات اسرائيلية

وفي السياق نفسه، وفيما نقلت هيئة البث الاسرائيلية عن مسؤول امني قوله ان حزب الله ينجح بدرجات في اعادة بناء قدراته العسكرية، اكدت ان» إسرائيل» تدرس تكثيف هجماتها في لبنان، وابلغت الولايات المتحدة انها ستواصل زيادة هجماتها، خصوصا ان الاميركيين يشعرون بالقلق من رد فعل الحكومة اللبنانية، وزعمت ان حزب الله نجح في تهريب صواريخ قصيرة المدى عبر الحدود السورية.

بدوره زعم وزير الخارجية الاسرائيلي جدعون ساعر» بان حزب الله بدعم من إيران يكثف جهوده لإعادة البناء والتسليح، وهذا خطر على أمن إسرائيل وعلى مستقبل لبنان، مؤكدا انه لا يمكن لإسرائيل أن تدفن رأسها في الرمال أمام مواصلة حزب الله جهوده لإعادة البناء والتسليح، ولفت الى انه اكد لمنسقة الأمم المتحدة لشؤون لبنان «عزمنا توسيع دائرة التطبيع والسلام في الشرق الأوسط».

ايام دقيقة وحاسمة

وامام هذه التطورات، تعتقد مصادر امنية، ان الايام المقبلة دقيقة، وقد تكون حاسمة لاستكشاف المدى الذي ستذهب اليه «اسرائيل» في التصعيد، اثر عقد رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو اجتماعا امنيا بالامس، خصصه لمناقشة التطورات على الحدود مع لبنان، وكيفية التعامل مع اعادة حزب الله بناء نفسه... يضاف الى ذلك، كيف يمكن ان تترجم تعليمات الرئيس للجيش بالتصدي للتوغلات؟ وكيف ستتصرف «اليرزة» مع أي حَراك اسرائيلي ميداني؟ وهل كل تحرك يستدعي الدخول في مواجهة؟ وما هو شكلها؟ واذا حصلت ما هي التداعيات؟

«جس نبض»؟

ولفتت تلك الاوساط، الى ان ما يثير الريبة، ان التصعيد البري الخطِر، يمكن ان يكون عملية «جس نبض» لمستوى الجهوزية داخل الاراضي اللبنانية، كمقدمة لتوغلات اوسع، وهو ما دفع الرئيس عون الى التحذير من مغبة حصول ذلك كونه سيشعل شرارة المواجهة مع الجيش، خصوصا ان هذه التطورات تاتي بين زيارتَي المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس ورسائلها التفاوضية والمسؤولين المصريين السياسيين والامنيين لبيروت، وعلى اعتاب وصول السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى الى لبنان وما بينهما رفض «إسرائيل» اعتبار لجنة «الميكانيزم» الطرف الصالح لاجراء مفاوضات امنية مع لبنان الذي يرفض اي مفاوضات مباشرة.

ماذا حصل في بليدا؟

وفي التفاصيل الامنية، اكد بيان صادر عن قيادة الجيش انه «فجر امس توافرت معلومات حول إطلاق نار في محيط مبنى بلدية بليدا – مرجعيون. على الفور، توجهت دورية من الجيش إلى المكان، حيث تبيّن أن وحدة بريّة معادية توغلت داخل البلدة، وأطلقت النار على مبنى البلدية، واستهدفت أحد موظفيها ما أدى إلى استشهاده». وتابعت « إن ما أقدم عليه العدو الإسرائيلي هو عمل إجرامي وخرق سافر للسيادة اللبنانية وانتهاك لاتفاق وقف الأعمال العدائية والقرار 1701، ويأتي في سياق الاعتداءات المتواصلة من جانبه على المواطنين الآمنين. وإن الادعاءات والذرائع الواهية التي يطلقها العدو باطلة ولا تمت إلى الحقيقة بِصلة، وإنما تهدف إلى تبرير انتهاكاته ضد وطننا ومواطنينا». وطلبت قيادة الجيش من «لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية وضع حد لانتهاكات العدو الإسرائيلي المتمادية، كما تتابع القيادة باستمرار انتهاكات العدو بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل.

تحركات غاضبة... واعتداءات

وفي تحرك غاضب، أقدم عدد من أهالي بلدة بليدا على قطع الطريق، احتجاجًا على اقتحام الجيش الاسرائيلي مبنى البلدية. وخلال التحرك، مرت دورية لـ «اليونيفيل» في المنطقة، إلا أن المحتجين اعترضوا طريقها وأجبروها على التراجع. من جانبه، زعم المتحدث باسم جيش العدو أفيخاي أدرعي عبر حسابه على «أكس» ان مبنى البلدية استخدم في الآونة الأخيرة لنشاطات «إرهابية» تحت غطاء بنية تحتية مدنية. كما شن طيران العدو غارة على منطقة اللبونة في الناقورة قبل ان تنفذ مسيرة اسرائيلية غارةً ثانية على بعد مئتي متر من نقطة الجيش في اللبونة. وقبل ظهر امس شن سلسلة غارات استهدفت محيط الجرمق والخردلي والمحمودية. ونفذت قوات الاحتلال تفجيرات في محيط موقع اللبونة. بالتزامن، سجّل تحليق لمسيّرة إسرائيلية على علو منخفض فوق العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية وخلدة والجوار. وألقت محلقة إسرائيلية قنبلة متفجرة على أطراف بلدة شبعا بالقرب من أحد رعاة الماشية، فراس حمدان، بالتزامن مع اطلاق رشقات رشاشة، كما اغارت على بلدة حاروف.

مواقف رسمية مندّدة

وفيما دانت «اليونيفيل» التوغل الاسرائيلي، محذرة من التداعيات، لم يمر الاعتداء من دون موقف رئاسي متقدم وحاسم. فقد طلب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال استقباله قائد الجيش العماد رودولف هيكل صباح امس في قصر بعبدا تصدي الجيش لاي توغل اسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحررة، دفاعا عن الأراضي اللبنانية وسلامة المواطنين. واعتبر الرئيس عون ان هذا الاعتداء الذي يندرج في سلسلة الممارسات الإسرائيلية العدوانية ، اتى بعيد اجتماع لجنة مراقبة اتفاق وقف الأعمال العدائية (الميكانيزم) التي يفترض ألا تكتفي بتسجيل الوقائع، بل العمل لوضع حد لها من خلال الضغط على «إسرائيل» ودفعها إلى التزام مندرجات اتفاق تشرين الثاني الماضي ووقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية.

بدوره دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى دعم موقف الرئيس عون، وقال «إن ما حصل في بليدا والعديسة والعدوان الجوي صباحا على أطراف بلدات العيشية والجرمق والخردلي وانتهاك أجواء العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية، هو فعل يتجاوز الاستباحة الإسرائيلية للسيادة الوطنية اللبنانية وقرارات الأمم المتحدة، بل هو عدوان على لبنان لا يمكن لجمه بالإدانة». وأكد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام «ان التوغل الإسرائيلي في بلدة بليدا واستهدافها المباشر لموظّفٍ في البلدية أثناء تأدية واجبه، هو اعتداءٌ صارخ على مؤسسات الدولة اللبنانية وسيادتها»... اما حزب الله فرأى في بيان «ان تمادي العدو في جرائمه وارتكاباته يستوجب من الدولة اللبنانية ومن كل القوى ‏السياسية اتخاذ موقف وطني موحد ومسؤول وصلب لتقوية موقف لبنان إزاء هذه الاعتداءات المتواصلة». وثمن «حزب الله موقف رئيس الجمهورية بالطلب من الجيش اللبناني مواجهة ‏التوغلات الإسرائيلية، ودعا إلى دعم الجيش بكل الإمكانات اللازمة لتعزيز ‏قدراته الدفاعية وتوفير الغطاء السياسي لمواجهة هذا العدو المتوحش.

ملف التزوير

قضائيا، وبعد ان اثبتت التحقيقات القضائية التي تولاها جهاز أمن الدولة بإشارة من النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان وجود شبهات حول عمليات تلاعب بنتائج الامتحانات وتزوير كراسات الإجابة والتلاعب بنظام العلامات، ما أدى إلى توقيف عدد من المتهمين وإحالتهم إلى القضاء المختص، ادّعت النيابة العامة المختصة باسم الحق العام على كلٍّ من المدير السابق للفرع الأول في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية (م. م.)، وأمين سرّ الفرع (ط. ب.) وعدد من الموظفين والمتدخّلين، وذلك بجرائم تزوير مستندات رسمية واستعمال مزوّر، والإخلال بواجبات الوظيفة، والإهمال الوظيفي، وعرقلة التحقيق، وتمزيق وإخفاء مستندات رسمية، والشروع بطمس أدلة، وتبييض وقائع تتعلق بالامتحانات الجامعية. وقد جاءت الادعاءات سندًا إلى المواد 454، 458، 459، 460، 352، 357، 376، 377، 219، و655 من قانون العقوبات اللبناني، إضافة إلى المواد المتعلقة بالإخلال بالوظيفة العامة المنصوص عليها في قانون العقوبات وقانون تنظيم الجامعة اللبنانية.