الأحداث - عقدت في مبنى اتحاد بلديات قلعة الاستقلال في بلدة خربة روحا، ندوة إرشادية حول تقليم الأشجار المثمرة، برعاية وزير الزراعة نزار هاني، وحضور عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور، ومفتي راشيا الشيخ الدكتور وفيق حجازي.
نظمت الندوة وزارة الزراعة – مصلحة زراعة البقاع ممثلة برئيس المصلحة المهندس خليل عقل، والمركز الزراعي في راشيا ممثلا برئيسه الدكتور معن إسماعيل، بالتعاون مع اتحاد بلديات قلعة الاستقلال ممثلا برئيسه ياسر خليل ونائب رئيس الاتحاد عصام الهادي، وحضرها نائب رئيس منتدى التنمية اللبناني وهبي أبو فاعور، قائمقام راشيا نبيل المصري، رئيس اللجنة التنفيذية للمشروع الأخضر المهندس ريمون خوري، مستشار وزير الزراعة مازن الحلواني، مدير مكتب أبو فاعور علي اسماعيل، مدير مكتب مفتي راشيا الشيخ يوسف الرفيع، رئيسة دائرة التنمية الريفية المهندسة ألين الصقر، رئيس اتحاد بلديات قلعة الإستقلال الأسبق أحمد ذبيان، ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات بلدية وزراعية من قرى الاتحاد والفريق التقني والفني في مصلحة زراعة البقاع وحشد كبير من المزارعين والمهتمين.
قدم للندوة رئيس بلدية عين عرب عصام الهادي، فشدد على “الأسس العلمية والعملية لتقليم الأشجار المثمرة وأهمية ذلك في تحسين الإنتاجية وجودة المحاصيل”، مؤكدا أن “الاتحاد كما كان، يبقى إلى جانب أهله من أجل خدمتهم وتعزيز الواقع الزراعي”، مقدرا “جهود وزير الزراعة التي رفعت من شأن الزراعة”.
من جهته، رحب رئيس اتحاد بلديات قلعة الاستقلال بوزير الزراعة، وقال: “هذه الزيارة تحمل لنا الكثير من الدعم والمعنويات، فهي دليل على اهتمام معاليه بالمزارعين وحرصه الدائم على تحفيزهم وتشجيعهم على الإنتاج والتطوير. نقدر جهوده المستمرة للنهوض بالقطاع الزراعي ووقوفه إلى جانب المزارعين في كل المناطق”.
أضاف: “منطقتنا تعتمد بشكل أساسي على الزراعة كمصدر رزق، لكنها تواجه اليوم تحديات كبيرة نتيجة قلة الأمطار وشح المياه، مما يهدد إنتاجنا الزراعي واستمرار المزارعين في عملهم”.
وناشد وزير الزراعة “دعم إقامة برك لتجميع مياه الأمطار، وتقديم المساعدة للمزارعين عبر المشاريع التي تعزز صمودهم وتضمن استمرارية الزراعة في هذه المنطقة”.
بدوره، قال مفتي راشيا: “قضاء راشيا يتميز بعدم التلوث فيه، إن لم يكن لا تلوث فيه يتميز بقلّته، كما يتميز بجودة أرضه وكثرة مياهه من حيث الينابيع، إلا أننا في هذا اللقاء الذي شرفنا فيه في قضاء راشيا معالي الوزير، نتطلع من خلاله ومن خلال أفكاره وآرائه ودعمه إلى أن يسمّى قضاء راشيا في عهدكم القضاء الأخضر، وإذا كان لبنان يعرف سابقا بلبنان الأخضر أو أنه سويسرا الشرق وسويسرا كلها خضراء، فإننا نريد أن يكون عهدكم عهدا مزدهرا بخضرائه وخضاره كذلك”.
أضاف: “نأمل من هذا اللقاء مع معاليه ومع هذه الوجوه القيمة والكريمة، أن ننطلق بجدية من أجل استصلاح هذه الأراضي التي نحن ملزمون بالعمل لأجلها حتى نحفظها ونحفظ أبناءنا وتراثنا، كذلك نحقق المقصد الذي أراد الله تعالى أن نكون فيه. ان القضية ليست قضية زراعة فقط بل قضية نوعية الزراعة التي نريد أن نزرعها، وهذا إن شاء الله تعالى بدعم معالي الوزير وجهوده وتوجيهاته والقائمين على خدمة هذه المنطقة كما لبنان، سيكون لبنان مزدهرا ومتألقا، وسيكون هنالك دور للزراعات، البعلية منها والمروية، من حيث نوعيتها ونتاجها وإيرادها”.
ورحب بـ”الوزير هاني الذي هو دائما ذو قلب أخضر وله فضل كبير على محميات لبنان”، معرباً عن ثقته بأن “يكون لكه دور كبير في إعادة اخضرار لبنان قلبا وقالبا”.
أما وزير الزراعة فقال: “نقوم بورش العمل بحسب المواسم، أي أننا مقبلون على موسم التقليم فنركز اليوم على عمليات التقليم في مناطق زراعة الزيتون. لدينا ورش عمل خاصة بالزيتون وزيت الزيتون، وإن شاء الله في المنطقة هنا تكون لدينا ورش عمل من خلال المصالح الإقليمية والمراكز الزراعية”.
أضاف: “المطلوب أن نبني قدرات المزارعين ونحدّث الأنواع التي سنزرعها، فهناك بعض الأنواع المتكيفة مع الأرض نعمل على إعادة استعمالها في منطقة راشيا المعروفة بالتين والعنب، ويجب إعادة بناء هذه الأنواع ونموها والعمل على ربطها بالأسواق بالطريقة الصحيحة”.
وتابع: “اليوم نعمل على تطوير تجربة مرتبطة بالصبّار الذي ليس فيه شوك، لدينا حقل نموذجي سنبدأ به في مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في تل عمارة، وإن شاء الله من هذا الحقل يصبح بإمكاننا أن نوزع على كل المناطق، وخصوصا في قضاء راشيا لأنها مناسبة جدا لزراعة الصبّار بالإضافة إلى الأشجار الأخرى المزروعة”.
وشكر أبو فاعور وزير الزراعة على “جهده واهتمامه بكل لبنان، ولكن خصوصا بمنطقة راشيا”، وقال: “نحاول أن نخطو خطوة في إطار تأسيسي للزراعة في المنطقة، فمن يأتي إليها يرى عن قرب الأرض الجرداء، هذه الأرض التي اعتاش منها أجدادنا وأهلنا على مدى سنوات وسنوات، قبل أن تخطفنا الهجرة من الأرض، وقبل أن تخطف منا الدولة الوظائف العامة”.
أضاف: “الزراعة ليست مهنة فقط بل انتماء وأخلاق، وهنا نحيي المزارعين والمزارعات الذين لا يزالون صامدين باهتمامهم بالزراعة، والشكر للوزير هاني على المساهمة العينية التي ستقدم للمزارعين، وعلى افتتاح مركز المشروع الأخضر لمنطقة راشيا الهادف الى دعم المزارعين، إن كان عبر البرك الزراعية أو عبر خزانات المياه أو الأقنية، أو عبر استصلاح الأراضي كما قال سماحة المفتي، وإن كان عبر التوجيه للمزارعين، واليوم ستكون هناك ندوة لتوجيههم”.
وتابع: “أعتقد أنه ستأتي علينا كما يقال علميا أيام عجاف، ونحن بحاجة إلى بعض التعديلات، على أمل أن نكون، بجهد معاليكم وبالشكر لوزارة الزراعة ولكل فرق عملها، نخطو خطوة تأسيسية لمستقبل زراعي جديد. الزراعة مردودها لا يكفي بالكامل ولكنها مورد أساسي يجب الاستفادة منه كما قال سماحة المفتي، ونأمل أن نعود ونرى راشيا خضراء بالزراعات، على أمل أن يساهم مركز المشروع الأخضر الجديد مساهمة حقيقية في إشعار المزارع والتعاونيات الزراعية التي تحتاج إلى إعادة دعم وتقديم مساعدات، أنهم غير متروكين وأن هناك دولة تقف إلى جانبهم”.
ثم قدم الخبير الزراعي إسماعيل أمين محاضرته.
توزيع معدات
وفي ختام الندوة، جرى توزيع معدات تقليم على المزارعين المشاركين من قرى اتحاد بلديات قلعة الاستقلال، ممن تنطبق عليهم شروط الاستفادة، بهدف دعم المزارعين وتعزيز ممارسات الزراعة الحديثة والمستدامة في المنطقة.