الاحداث- كتبت صحيفة" نداء الوطن" تقول:"أسبوع مفصليّ، يبدأ بزيارة ثالثة يجريها الموفد الأميركي توم برّاك خلال ساعات إلى بيروت، لتسلّم الردّ اللبناني الرسمي على الورقة الأميركية التي طالبت خصوصًا بوضع جدول زمني لنزع سلاح "حزب الله".
مصادر سياسية متابعة رجّحت عبر "نداء الوطن" أن تتبدّل لهجة برّاك هذه المرّة، حيث يتوقع ألا يكون متساهلًا على غرار زيارته الأخيرة، ولن يعتمد عبارات منمّقة ودبلوماسية، بل سينقل رسالة حازمة وحاسمة من الجانب الأميركي، خصوصًا بعد المواقف الأخيرة لأمين عام "حزب الله" نعيم قاسم، المتعلّقة بملف السلاح. واعتبرت المصادر أنّ البلاد تقف عند مفترق طرق مصيريّ، لذا يجب اغتنام الفرصة المتاحة لانتشال لبنان من أزماته وفتح صفحة جديدة بعيدًا من أسلوب المماطلة والمراوغة، لأن الوقت قد لا يكون لصالحنا، ولن يأتي أي دعم دولي حقيقي قبل حلّ ملف السلاح وتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
سياسة في "الأرز"
وعلى هامش حفل الافتتاح المبهر لـ "مهرجانات الأرز الدولية" تحت شعار "رجعنا يا لبنان"، والذي عكس صورة ساحرة عن لبنان الفنّ والرقيّ والإبداع، بما لا يقلّ عن مستوى المهرجانات العالمية، لم تغب المواقف السياسية، وأبرزها من السيدة الأولى نعمت عون التي رأت أنّ هذا المهرجان يؤكّد أنّ هناك أملاً في لبنان.
بدوره، قال رئيس الحكومة نواف سلام "هذه صورة لبنان الحقيقية، مهرجانات وفرح. ونعمل جاهدين على إبعاد المخاطر عن البلاد وإن شاء الله إذا استمرّينا على الطريق الذي نسير به فسنظل نحتفل وننظّم مهرجانات".
أمّا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع فقال "بدنا نعمل مهرجان لنحتفل بالجمهورية الجديدة"، في حين أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ اللبنانيين "متجذرون مثل الأرز، ولا مجال للخوف أبدًا، الصعوبات ستمرّ، وعلينا الحفاظ على وحدتنا، وما في شي بيهزنا".
وفي كلمتها الافتتاحية، توجّهت رئيسة "مهرجانات الأرز" النائب ستريدا جعجع إلى الرئيس سلام بالقول "كلّ التوفيق لك في مهمتك الصعبة وإنّما الممكنة بتعاون جميع المخلصين التوّاقين إلى بناء دولة قوية قادرة".
هدوء حذر في السويداء
إلى سوريا، وبعد أيام من الاشتباكات الدامية في السويداء، والقصف الإسرائيلي العنيف على مواقع عدّة في البلاد، أعلنت الرئاسة السورية وقفًا شاملًا وفوريًا لإطلاق النار، وأهابت بالجميع فسح المجال أمام الدولة السورية، ومؤسساتها وقواتها، لتثبيت الاستقرار ووقف سفك الدماء، محذّرة من أي خرق لهذا القرار، لأنّ ذلك سيعدّ انتهاكًا صريحًا للسيادة الوطنية.
وعلى الفور، باشرت وزارة الداخلية السورية نشر قوات الأمن الداخلي في محافظة السويداء لحماية المدنيين ووقف الفوضى والاعتداءات والاقتتال الداخلي.
من جهته، وفي كلمة متلفزة عقب إعلان وقف إطلاق النار، شدد الرئيس السوري أحمد الشرع على أن الدولة السورية، بمؤسساتها كافة، هي الجهة الوحيدة المخوّلة حفظ هيبتها وسيادتها على أراضيها، داعيًا العشائر السورية إلى الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار.
كما شدّد على أن أبناء السويداء، بمختلف أطيافهم، يقفون إلى جانب الدولة، وأبدى التزام الدولة الكامل بحماية الأقليات، معلنًا أن سوريا ليست ميدانًا لتجارب التقسيم ورافضًا أي محاولة لتفكيك الدولة.
وفي عمّان، عقد لقاء ثلاثي، بين براك ووزيرَي خارجية الأردن وسوريا أيمن الصفدي وأسعد الشيباني، حيث كان تأكيد للدعم الأميركي والأردني لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا وجهود الحكومة لتنفيذه. واتفق المجتمعون على خطوات عملية لدعم سوريا في تنفيذ الاتفاق، مع الترحيب بالتزام الحكومة السورية بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي طالت المدنيين في محافظة السويداء.