سياسة

غريو: التعافي ممكن في لبنان

الاحداث - أطلقت المرحلة الثانية من مشروع “شبكة” SHABAKE بعد إعلان اختتام مرحلته الأولى التي دامت 3 سنوات، في احتفال أقيم في الجامعة اليسوعية، بحضور السفيرة الفرنسية ان غريو، المدير العام للوكالة الفرنسية للخبرة الفنية الدولية Expertise France جيريمي بيلي، مديرة الوكالة الفرنسية للتنمية الدولية في لبنان كاترين بونو، مديرة الوكالة الدنماركية للتنمية كاترين بليسنر، وممثلي للمنظمات المحلية.

وأعربت غريو عن “سرورها بوجودها في حرم جامعة القديس يوسف”، مشيرة إلى أن “هذا الصرح الجامعي تدعمه فرنسا كثيرا ويخرج أجيالا من اللبنانيين واللبنانيات”.

ووجهت رسالة تقدير إلى “جمعيات المجتمع المدني التي استفادت من برنامج شبكة”، مثنية على “عملها الصادق والاستثنائي والنافع، في ظل محيط مليء بالتحديات”، وقالت: “أعرف بشكل واضح الواقع في هذا البلد والتناقضات التي يعاني منها وحاجات الشعب اللبناني”.

وأشارت إلى أن “الأزمة الاقتصادية والمالية المنظمة والمتعمدة التي يعاني منها لبنان والشعب اللبناني أدت ليس فقط إلى إفقار اللبنانيين، بل أجبرتهم على المكوث في أماكنهم”، وقلت: “لقد بات التنقل غاليا جدا بالنسبة اليهم، وإرسال أولادهم إلى المدرسة أيضا، فضلا عن صعوبة في إيجاد عمل”.

وأضافت: “في الوقت نفسه، باتت الدولة غير قادرة على حماية مواطنيها وتقديم الخدمات الأساسية لهم، والسبب لا يعود إلى ما أسمعه دائما من البعض بأن هناك أشخاصا غير كفوئين. لقد صادفت دائما في الدولة اللبنانية موظفين ملتزمين يقومون بعملهم بشكل جيد، ولكن لم تعد لديهم موارد مالية كافية للقيام بنشاطاتهم”.

ورأت أن “العمل الذي تقوم به الجمعيات هو الذي يمكن اللبنانيين من الصمود”، وقالت: “أنا معجبة بالعمل الذي تقومون به، بدل الدولة المنهكة والعاجزة التي لم تعد لديها الموارد المالية، ونرى ذلك في قطاع الصحة والتربية وقطاعات أخرى لديها حاجات، ولا تتدخل الدولة وأنتم تسدون الفراغ”.

ولفتت إلى أن “الجمعيات تؤدي دورا يعزز الخدمات والحماية والتماسك والمبادرة”، مشيرة إلى أن “تعافي لبنان يمر من خلالها”، وقالت: “في لبنان مجتمع مدني قوي، ملتزم ومناضل”.

وأردفت: “ما يجمعكم في عملكم هو الابتكار والإبداع والشجاعة لأنكم تعملون في أماكن صعبة ودائما بحرص لإعادة الكرامة إلى اللبنانيين. أنتم مصرون على مواصلة العمل لتجبروهم على التفكير بشكل مختلف وجماعي، فدوركم ليس اجتماعيا أو تنمويا، بل هدفه إرساء روح المواطنة”.

وأشارت إلى أن “على اللبنانيين التفكير معا للمضي قدما والخروج من هذه الأزمة”، وقالت: “من المهم أن تفكروا في استدامة عملكم، فالنهوض بأي بلد يتطلب مشاركة المجتمع المدني والدولة”.

أضافت: “بالنسبة إلى مشروع شبكة، فالدولة فوضتكم في زمن الأزمة العديد من المهام، ويجب التفكير سويا في ما يجب أن تقوم به المؤسسات العامة والمجتمع المدني معا على أسس من المواطنة وروح الجماعة. إن برنامج شبكة رائد في هذا المجال لأنه يجعلكم محاورين في كل الاجتماعات مع المانحين الدوليين”.

وتابعت: “لا يمكن وضع كل المسؤوليات عليكم للاستجابة للأزمة اللبنانية، فيمكننا مساعدتكم، ولكن يجب تنويع مصادركم”.

ودعت “المغتربين اللبنانيبن إلى المساعدة”، متمنية “الوصول إلى يوم لا يعود لبنان يطلب فيه المساعدة”.

وقالت: “يجب أن يتحمل المسؤولون اللبنانيون مسؤولياتهم، فالحلول معروفة، وهناك خطوات وإصلاحات عدة يجب اتخاذها. إن الأزمة الاقتصادية والمالية ليس من الصعب حلها، لكن تلزمها الإرادة السياسية”.

وأوضحت غريو أن “المطلوب سير عمل المؤسسات، فما يعيشه اللبناني أمر غير طبيعي. هناك شلل في المؤسسات وفراغ رئاسي وحكومة تصريف أعمال، وتنصل من المسؤولية”.

وأكدت أن “التعافي ممكن في لبنان لكي لا تذهب جهودنا وجهودكم سدى”.