Search Icon

الاستعدادات للتفاوض في انتظار المقاربة الأميركية للبنان

منذ 8 ساعات

من الصحف

الاستعدادات للتفاوض في انتظار المقاربة الأميركية للبنان

الاحداث- كتبت صحيفة النهار تقول: يرتكز المفهوم التفاوضي الذي أعلن الرئيس جوزف عون استعداد لبنان لتأديته، وفق ما تشير المعطيات، إلى التجربة الناجحة التي تحققت في اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بوساطة الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة.

بدأت التفاعلات الداخلية والخارجية لمسألة استعداد لبنان للتفاوض مع إسرائيل، قبل اتضاح أي آلية مفترضة او محتملة لهذا التفاوض، تأخذ حيزاً أساسياً متنامياً من المشهد الداخلي إذ تضج بها الكواليس والمجالس السياسية والإعلامية في وقت يبدو واضحاً أنها شكّلت مادة التشاور الأساسية بين الرؤساء الثلاثة جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام في الاجتماعين اللذين عقدهما رئيس الحكومة الجمعة الماضي مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب.

 وعلى رغم إحاطة هذه المشاورات بستار من الكتمان من جانب الرئاسات الثلاث تكشف المعطيات المتوافرة لـ"النهار" بأنّ النقاش بينهم سادته جدية كبيرة وعلى الأرجح تفاهم عريض على الاحتمالات التي يرتّبها أي استحقاق تفاوضي ولو أنّ أي آلية لهذا الاستحقاق لم تتبلور ولن تتبلور قبل أوانها في حال صارت المفاوضات أمراً لا بدّ منه. ويرتكز المفهوم التفاوضي الذي أعلن الرئيس جوزف عون استعداد لبنان لتأديته، وفق ما تشير المعطيات، إلى التجربة الناجحة التي تحققت في اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بوساطة الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة.

وهذا يعني تالياً مفاوضات غير مباشرة بإدارة وسطاء أميركيين وأمميين. ولكن هذا الأمر يبدو بمثابة إرسال رسالة أولية وانتظار الأصداء عليها علماً أنّ المسؤولين اللبنانيين يترقّبون التحاق السفير الأميركي الجديد اللبناني الأصل ميشال عيسى بمنصبه في عوكر نهاية الشهر الحالي لتبين المقاربة الأميركية الجديدة حيال لبنان ومن ضمنها موضوع التفاوض وبعدها يبنى على الشيء مقتضاه.

ولا تخفي المعطيات المتوافرة ارتياحاً لبنانياً إلى معطيات وصلت إلى المعنيين عن ارتياح أميركي وفرنسي تحديداً إلى إعلان رئيس الجمهورية استعداد لبنان للتفاوض بما يعكس ملاقاة مرحلة ما بعد اتفاق غزة ولو أنّ لبنان لا يزال ينظر بريبة إلى عدم ممارسة ضغوط قوية وكافية على إسرائيل لوقف التصعيد المتدحرج والخنق الاقتصادي الذي تمارسه على مناطق جنوب الليطاني.

وفي هذه الأثناء لوحظ تكثيف التقارير الصحافية والإعلامية عن موضوع التفاوض إذ قالت صحيفة "إسرائيل هيوم" أنّ مناقشات تُجرى في الأوساط العليا اللبنانية بشأن بلورة موقف موحّد بشأن مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، بهدف التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البرية الدائمة بين البلدين.

من جهتها، أشارت مصادر محطة "الحدث" إلى وجود إجماع رسمي على عدم تفويت "قطار التسويات" الذي تشهده المنطقة حالياً، في ظل مؤشرات إلى أنّ مجلس الوزراء اللبناني قد يطرح قريباً ملف التفاوض للنقاش ضمن جدول أعماله. وأفادت أنّ "الهدنة" هي الهدف الأولي للمفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل وأن المفاوضات ستكون عبر القنوات العسكرية.

ليس بعيداً، وفي "عودة روسية نادرة" إلى الملف اللبناني اعتبر السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر روداكوف أنّ "القضية الجوهرية اليوم تتمثّل في كيفية تنفيذ قرار نزع السلاح في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، ونعتبر أنّ السبيل الأساسي لمعالجة هذا الملف المعقد يتمثل في الالتزام الصارم من جميع الأطراف بالاتفاقات السلمية المبرمة بين إسرائيل ولبنان، استناداً إلى القرار 1701 وقال: "القرار حظي بدعم من جميع اللبنانيين بمن فيهم قيادة حزب الله نفسها التي لا بدّ لها أن تقطع طريقاً طويلاً من التحوّل من حركة ذات طابع عسكري إلى قوة سياسية بحتة"،  موضحاً  أنّ "هناك تعاوناً فعالاً وبناء بين روسيا ولبنان في المحافل الدولية المتعددة الأطراف بما في ذلك منظمة الأمم المتحدة".

وينتقل الحدث إلى الفاتيكان اليوم مع احتفال إعلان قداسة المطران اغناطيوس مالويان الذي ينتمي إلى الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية، وقد وصل إليها أمس رئيس الجمهورية جوزف عون للمشاركة في القداس الاحتفالي الذي يقام قبل ظهر اليوم ويرأسه البابا لاوُون الرابع عشر يعاونه بطريرك الأرمن الكاثوليك رافائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان. الوفد اللبناني وصل بعد الظهر إلى المعهد الحبري الأرمني في روما وتوجّه الرئيس عون إلى اللبنانيين، بالقول: "خلّوا إيمانكم كبير". وأكد مواصلة التحضيرات لاسقبال البابا في لبنان، معلّقاً: "ناطرينو بفارغ الصبر". وقد قلد البطريرك ميناسيان رئيس الجمهورية وسام "صليب الإيمان"، وفي الوقت نفسه استقبل البابا لاوون الرابع عشر للمرة الأولى في الفاتيكان، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي  وأكد البابا خلال اللقاء أن لبنان في قلبه كما الكنيسة المارونية المنتشرة، مشيراً إلى أنّ "التحضير لزيارة لبنان جارٍ بفرح عظيم وعاطفة أبوية كاملة لوطن الرسالة والقديسين".

بدوره شكر الراعي، البابا "على محبته الخاصة للبنان واختياره بين المحطات الأولى لزياراته الأولى بعد توليه سدة البابوية البطرسية على رأس الكنيسة الكاثوليكية"، وقد وضع البابا بوضع المسيحيين في لبنان والشرق وعن حالة الهجرة المقلقة التي تسببت بها الحروب والأزمات الإقتصاية، وقد أعرب له عن حماسة الشعب اللبناني لاستقباله بكل أطيافه في لبنان في أواخر الشهر القادم، بحسب بيان للبطريركية المارونية. وجرى الحديث عن تنظيم لقاء خاص بين البابا وبطاركة الكنائس الكاثوليكية في الشرق.