Search Icon

السفير روداكوف : روسيا تدعم لبنان وسوريا وضرورة الالتزام الصارم بالشرعية الدولية وسط تحديات إقليمية ودولية

منذ 7 ساعات

سياسة

السفير روداكوف : روسيا تدعم لبنان وسوريا وضرورة الالتزام الصارم بالشرعية الدولية وسط تحديات إقليمية ودولية

الاحداث- رأى السفير الروسي المعتمد في لبنان، ألكسندر روداكوف، أن هناك تعاونًا فعّالًا وبنّاءً بين روسيا ولبنان في المحافل الدولية المتعددة الأطراف، بما في ذلك الأمم المتحدة. وأوضح أن القضية الجوهرية اليوم تتمثل في كيفية تنفيذ قرار نزع السلاح في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، مؤكدًا أن السبيل الأساسي لمعالجة هذا الملف المعقد هو الالتزام الصارم من جميع الأطراف بالاتفاقات السلمية المبرمة بين إسرائيل ولبنان، استنادًا إلى القرار 1701. ولفت إلى أن هذا القرار “حظي بدعم جميع اللبنانيين، بمن فيهم قيادة حزب الله نفسها، التي لا بد لها من قطع طريق طويل من التحول من حركة ذات طابع عسكري إلى قوة سياسية بحتة”.

وقال السفير الروسي في حديث خاص وشامل أجراه معه رئيس التحرير جورج توم شاهين لموقع “إيست نيوز” في مكتبه بمقر السفارة في بيروت، تناول فيه مواقف بلاده من القضايا الداخلية والإقليمية والدولية، إن بلاده كانت وستبقى إلى جانب لبنان، مشيرًا إلى أنه “قبل الأحداث الأخيرة كان طاقم سفارتنا جنبًا إلى جنب مع اللبنانيين منذ جائحة كورونا وتفجير مرفأ بيروت، كما دعمنا القوات المسلحة اللبنانية”.

وعن مشاريع توسيع اللجنة الخماسية لتضم روسيا وإيران التي لم تُنجز، قال روداكوف إنهم ينظرون إليها على أنها “تجمع عمل تنسيقي يضم مجموعة من الدول التي تتحرك ضمن فلك المصالح الأميركية”، مؤكدًا في المقابل على موقف روسيا الثابت الداعي إلى تمكين اللبنانيين من تقرير توجهات سياستهم الوطنية بأنفسهم بعيدًا عن أي تدخل خارجي.

وفي موضوع انسحاب شركة نوفاتك (NOVATEK) من اتفاقية استكشاف حقول الهيدروكربونات اللبنانية في البلوكات الجنوبية، أشار إلى أن الشركات الروسية هي التي تحدد بشكل مستقل الجدوى الاقتصادية من مشاركتها في أي مشروع دولي، مؤكدًا أن مشاريعها في سوريا تأثرت بالعمليات القتالية الجارية وهي غير ملائمة للنشاط الاقتصادي والاستثماري.

وعلى المستوى الإقليمي، قال السفير روداكوف إن روسيا لعبت دورًا حاسمًا في دحر تنظيم داعش على الأراضي السورية ووقف تقدّم العصابات الإرهابية باتجاه الأراضي اللبنانية. وعن مستقبل العلاقات مع سوريا بعد تغيير السلطة، أكد أن موقف روسيا الثابت في دعم وحدة واستقلال وسيادة وسلامة أراضيها يبقى دون أي تغيير، مشيرًا إلى أن القيادة السورية الجديدة تدرك أهمية بناء علاقات متينة مع موسكو.

وعن وجود الجيشين الروسي والأميركي في سوريا، كشف روداكوف أنه قبل الإطاحة بالرئيس بشار الأسد كان هناك تواصل منتظم بين العسكريين الروس والأميركيين عبر آلية تُعرف باسم “آلية منع التضارب” (Deconflicting Mechanism)، وقد أثبتت هذه الآلية فاعليتها العالية في تنظيم العمليات وتفادي الحوادث الميدانية، وقد قيّم الجانبان التجربة بشكل إيجابي.

وعن مأساة إسقاط الطائرة الروسية المخصصة للمراقبة والاستطلاع إيل-20 بصاروخ سوري صديق، قال روداكوف إن “المأساة عام 2018 كانت نتيجة عمليات استفزازية نفذها سلاح الجو الإسرائيلي، وهي ممارسة لم تكن نادرة من قبل الجيش الإسرائيلي”.

وفيما يتعلق بأحداث الساحل السوري، اعتبر أن “العالم اهتز جراء الأحداث المروعة التي شهدها الساحل العلوي ومحافظة السويداء الدرزية بعد تغيير السلطة في سوريا، ومن المهم جدًا أن تمثل السلطة المركزية جميع مكونات الشعب”.

وعلى المستوى الدولي، اتهم روداكوف “الطغمة النازية التي استولت بصورة غير شرعية على السلطة في أوكرانيا وأشعلت الحرب ضد السكان الناطقين بالروسية”، مشيرًا إلى أن روسيا قررت إطلاق عمليتها العسكرية الخاصة بعد سنوات من المحاولات الفاشلة لإيجاد تسوية سلمية للنزاع.

وعن “قمة ألاسكا” بين الرئيسين بوتين وترامب، وصفها روداكوف بأنها “محطة مهمة إذ تمخضت عنها دفعة قوية نحو التوصل إلى تفاهمات تُمهّد لانتقال مسار حل النزاع في أوكرانيا إلى الإطار السياسي والدبلوماسي السلمي، وأن روسيا تواصل اتصالاتها المنتظمة مع الإدارة الأميركية في هذا الاتجاه، رغم محاولات العسكريين الأوروبيين إفشال الجهود السلمية التي يبذلها الرئيس ترامب”.

وعن “قمة بكين”، أشار إلى أنها تهدف إلى “تعزيز التحالف الاستراتيجي بين روسيا والصين بصورة منتظمة ومستمرة، وتستند إلى أسس طبيعية نابعة من الجغرافيا”.

وعما إذا كانت القوانين والمواثيق الدولية في خطر بعد انتهاكها في أكثر من منطقة حول العالم، أكد روداكوف أن روسيا تؤكد بحزم ضرورة التزام جميع أعضاء المجتمع الدولي بالشرعية الدولية، التي يشكّل ميثاق الأمم المتحدة حجر الزاوية فيها.