الاحداث - أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب إبراهيم الموسوي أنّ "البعض يحتجون ويقولون إن سلاح المقاومة لم يحمِ ولم يردع، كون العدو الصهيوني يصول ويجول ويغتال، ولكنهم ينسون أن الولايات المتحدة الأميركية قد ضمنت للعدو الإسرائيلي تفوقه ليس فقط على لبنان بل على الجيوش العربية مجتمعة. فإذا كان هذا المنطق صحيحاً تعالوا لنفكك ونحل جميع الجيوش العربية كون تلك الجيوش لا تستطيع مواجهة الاعتداءات والأطماع الإسرائيلية، وهذا المنطق ليس صحيحاً، وهو كلام تضليلي، وهو يريد أن يغسل الأدمغة ويمارس كي الوعي بحق أجيالنا. فنحن عشنا في ظل معادلة ردع وحماية ودفاع وتحرير لمدة 18 عاماً يوم كان الإسرائيلي يقف على "إجر ونص" ويرسل الموفدين والسفراء لأجل خيمة كانت على الحدود، والمعادلة يومها كانت موجودة الضرب يقابله الضرب".
وأشار، خلال لقاء سياسي نظمته العلاقات العامة لـ"حزب الله" في بوداي البقاعية، إلى أنّ "اليوم أنتم تنسون أنه كان هناك خلال 18 سنة معادلة ردع وحماية، وأن هذا العدو الإسرائيلي بكل فرقه العسكرية وجحافله لم يستطع على مدى 66 يوماً أن يخترق بضع كيلومترات في جنوب لبنان، وأن الملاحم البطولية التي حصلت في كفركلا وعيتا الشعب والخيام، لم يستطع الإسرائيلي أن يخترقها أبداً. فعلى مستوى المعارك البرية المقاومة سطرت ملاحم بطولية هائلة، وسلاح الجو لدى العدو لم يستطع أن يحسم المعركة. والجيش اللبناني اليوم الذي لم تزودوه بسلاح دفاع جوي يمكّنه من إسقاط طائرات العدو التي تنتهك سماء العاصمة بيروت، وتحلق فوق قصر بعبدا. فهناك معادلات أنتم تركنون لها ولا تستطيعون أن تتجاوزوها أبداً".
وتابع الموسوي: "عندما تتخلى الدولة عن دورها، ودورها الأساس هو في الحماية والدفاع وليس في أي شيء آخر، فعندما تريد أن تعرّف الدولة وتتحدث عن حصرية السلاح، فهذا مقترن في اللحظة نفسها بأن تقوم الدولة بواجبها كاملاً في الدفاع والحماية، وإلا لا يعود هناك معنى لحصرية السلاح".
واردف: "في هذا النظام الديمقراطي الشعب هو مصدر السلطات، والشعب هو الذي يمنح الشرعية لهذه الدولة. وفي هذا الإطار، حصل مؤخراً نوع من الإحصاء والاستفتاء، والذي بيّن أن هناك قرابة 60 في المئة من الشعب اللبناني لا يريد تسليم السلاح، وهذا يعني أن أغلبية الشعب اللبناني ليست مع تسليم السلاح. لبنان في موقع قوي للدفاع عن نفسه ولتقديم حججه الدامغة، وأي حجة أعظم من أن الإسرائيلي لا يعترف ولم ينفذ أي بند من اتفاق التفاهم لتطبيق 1701، فوثيقة الإجراءات التنفيذية نفذها لبنان بالكامل أما العدو الصهيوني فلم ينفذ بنداً واحداً منها".
وأشار الموسوي إلى "أننا أمام تحولات كبيرة جداً، هذه التحولات كبيرة وكبيرة جداً على مستوى المنطقة، فهم يريدون أن يغيروا خرائطها وحدود بلدانها وتركيبتها بالكامل، الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتبر أن الكيان الصهيوني يمثل 1% من مساحة المنطقة، ويريد أن يوسع له حدوده، ومندوبه إلى لبنان توم برّاك يقول إن حدود سايكس بيكو قد سقطت، وإن لإسرائيل الحق أن تدخل أينما تريد وفي الوقت الذي تريد وتحتل وتفعل كل شيء يؤمن مصالحها وأمنها، وبذلك تكون الشرائع الدولية والقوانين الدولية وكل شيء اسمه حدود قد سقط، وهم يعطونهم الضوء الأخضر المطلق والدعم المفتوح للقيام بذلك. ونتنياهو رفع الخريطة وقال إنه أتى زمن إسرائيل الكبرى. لذا إننا اليوم في مرحلة أخطر بكثير من مرحلة عام 1983".
وعن جلسة 5 أيلول الحكومية قال الموسوي: "إن ما يتحدث به حزب الله والمقاومة والثنائي الوطني وما يقوله دولة الرئيس بري وما يقوله سماحة الأمين العام الشيخ نعيم قاسم وما يقوله كل الشرفاء والأحرار والوطنيين في هذا البلد بأن هناك ورقة إجراءات تنفيذية قد نفذت بالكامل من 27 تشرين الثاني 2024 من قبل الجانب اللبناني ولم ينفذ بند واحد فيها من قبل الجانب الإسرائيلي، فاستمر العدو في الاحتلال والاغتيال والانتهاك وضرب السيادة الوطنية ولم يقل لهم أحد ما أحلى الكحل في عيونكم، وكل تلك اللجان الضامنة لم تضمن أي شيء وهم يتحللون من كل المواثيق والعهود، ولم يتركوا لنا أي خيار، فالعقلاء والحكماء وكل صاحب ضمير وكل إنسان وطني يقف ويقول إنه في ظل هذه الظروف لن أتنازل ولن أتخلى عن قوة لبنان، وسلاح المقاومة هو قوة للبنان".
وخاطب المسؤولين: "أمامكم الأمثولة لكل الذين سلموا سلاحهم، وسلموا أوراقهم للأميركيين، فأمام أعيننا غزة واليوم الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس أبو مازن ماذا يستطيع أن يفعل أمام قرار ضم الضفة الغربية. أين محادثات مدريد؟ واتفاق أوسلو؟ بماذا اعترفت إسرائيل ومن أين انسحبت إسرائيل وخصوصاً أنهم يتحدثون اليوم عن إسرائيل الكبرى. لذا فإنه أمام هذا الانتهاك والتغول والتجاهر بتغيير خرائط المنطقة، هل نأتي ونسلم سلاحنا؟ وننتزع قوتنا. أيضاً ما يحصل في سوريا، فالنظام الجديد في سوريا قال إنه مستعد للتفاهم على أمور كثيرة وقال إنه لا يريد الحرب لكنهم في المقابل دمروا كل قوة لسوريا".
وأردف: "يجب أن يعلم اللبنانيون وكثيرون من اللبنانيين يعلمون ولكن السلطة مدعوة أن تتبصر في ما يجري حولها وأن تعيد حساباتها وأن تتراجع عن قراراتها المخطئة والخطيئة في موضوع نزع السلاح، وهذا ليس مقبولاً، ولا معقولاً وليس وطنياً ولا بأي حساب يمكن أن يقبل في ظل كل هذه المؤامرات".
وقال: "فما تريده إسرائيل من لبنان والمنطقة هو أن تسعى إلى تفتيتها إلى دويلات مذهبية وطائفية متناحرة وضعيفة تكون الغلبة فيها دائماً والسيطرة لإسرائيل، ولتبرر إسرائيل اليهودية العنصرية وجودها، من مصلحتها أن يكون لكل مذهب دولة ولكل طائفة دولة. لذا نحن مطالبون في لبنان وطنياً، أن نصنع معادلتنا من جديد وسوف نستطيع أن نصنع هذه المعادلة، المعادلة التي تستطيع أن تؤمن الحماية، والمعادلة التي تضمن الدفاع والمعادلة التي تصنع التحرير".
وختم الموسوي: "اليوم أعظم منكر يجري في هذه الدنيا هو ما يجري في غزة، فهؤلاء الذين يريدون أن يعلمونا الحضارة ويأخذون بنا إلى سلم الترقي المزعوم، يطردون من جامعاتهم الطلاب الذين يعبرون عن دعمهم لفلسطين، فهناك انكشاف وسقوط كامل لكل المنظومة الغربية المتوحشة".