Search Icon

انتخابات نقابة المحامين: منازلة قواتية - كتائبية... والأحزاب الإسلامية مرتبكة

منذ أسبوعين

من الصحف

انتخابات نقابة المحامين: منازلة قواتية - كتائبية... والأحزاب الإسلامية مرتبكة

الاحداث- كتبت لينا فخر الدين في صحيفة الاخبار تقول:"تزداد حماوة المعركة الانتخابية التي ستجريها نقابة المحامين في بيروت الشهر المقبل، لملء ثمانية مقاعد في مجلسها (بينها مقعد النقيب)، فيما المرجح ارتفاع العدد إلى تسعة. ويعود ذلك إلى توقع استقالة أحد الأعضاء الحاليين، لنيته خوض السباق الانتخابي في عام 2027 على منصب النقيب، ما يلزمه الاستقالة وفقاً للنظام الداخلي.

وتدور المعركة الراهنة داخل «البيت الواحد». فمعراب تدعم عماد مارتينوس لموقع النقيب «انسجاماً مع رؤية المصلحة النقابية والسيادية والتغييرية»، في مقابل دعم الصيفي لإيلي بازرلي «رداً لجميله» عليها، بعد دعمه قبل عامين النقيب الحالي المحسوب على «الكتائب»، فادي المصري، في معركته الانتخابية.

ويُحاول قياديو الحزبين منذ أشهر نسج التحالفات التي تضمن الفوز بموقع النقيب. وهما يتفاوضان مع القوى النقابية وباقي الأحزاب السياسية إما تحت عناوين نقابية - مهنيّة، وإما عبر عرض تبادل الأصوات بين النقيب والأعضاء. ولكن في النهاية، سيعمد الرابح إلى «تقريش» انتصاره في السياسة.

ميرنا الشالوحي والمختارة مع الصيفي

ورغم تكثيف الطرفين لاتصالتهما، إلّا أنّ الصورة لا تزال ضبابية، والكثير من الأحزاب تنتظر توضّحها، فيما المرجح عدم حسمها خياراتها إلّا في الأيام الأخيرة، أو حتّى بين الجولتين الأولى والثانية. رغم ذلك، تشير المعطيات إلى حسم التيار الوطني الحر خياره في الانضمام إلى لائحة بازرلي عبر «ديل» يقضي بإعطاء الصيفي أصواتها لمرشح الأول للعضوية، وسيم بو طايع، مقابل منح «العونيين» أصواتهم لبازرلي.

ويشار، في هذا السياق، إلى أن اتفاقهما كان مستبعداً في البداية بسبب أزمة الثقة، التي نتجت عن ابتعاد بازرلي عن التيار، الذي كان قريباً منه، ورفضه قبل عامين تبنّي مرشحه لموقع النقيب، والتحاقه بـ«الكتائب»، عبر دعمه العلني للمصري. لكن ميرنا الشالوحي فضّلت في النهاية دعم بازرلي رغم تحفظاتها، على منح معراب انتصاراً سياسياً، عدا عن أنها ستضمن فوز ممثلها.

وإذا كان التيار قد حسم قراره باكراً، فإن الحزب التقدمي الاشتراكي لم يتأخر في ملاقاة الصيفي، في عزّ صفاء العلاقة بين النائبين تيمور جنبلاط وسامي الجميل. وعليه، سيكون المرشّح الدرزي نديم حمادة على لائحة بازرلي التي ستحظى بدعم المختارة، علماً أن حمادة، نجل أمين السر الأسبق للنقابة زياد حمادة، يُعدُّ مستقلاً وليس محسوباً على «الاشتراكيين»، الذين رأوا فيه خياراً نقابياً يمكن أن يحظى بالأصوات الدرزية، إضافةً إلى كونه مقرباً من الدائرة اللصيقة بآل الجميل.

ويتردّد أن الصيفي لن تكون محرجة في ضمّ مرشحين مسلمين على غير عادتها، لأن معركة تشرين الثاني المقبل ستحصل على ثمانية أو تسعة مقاعد، بعدما تمّ السنة الماضية إرجاء انتخاب أربعة أعضاء. وإضافة إلى اسمَي بو طايع وحمادة، ستَضمُّ لائحة «الكتائب» المرشح الكتائبي إلى العضوية موريس الجميل، الذي يحظى بشبكة علاقات نقابية واسعة.

أما لائحة «القوات»، فستضم إلى جانب مارتينوس، القواتي إيلي حشاش والمستقلين مروان جبر وجورج يزبك، فيما لم تحسم قرارها بعد بشأن المرشحين المسلمين، لكون التحالفات لا تزال قيد التّشكل.

تخبّط لدى القوى الإسلامية

وإذا كانت معركة القوى المسيحية واضحة بين محورين: «الكتائب» و«القوات»، فإنّ التخبّط الأكبر واقعٌ عند القوى الإسلامية، التي لم تحسم خياراتها بعد ولم تُنهِ بناء تحالفاتها. وعلى رأس هؤلاء، يبدو تيار المستقبل تائهاً في كيفية إيصال مرشّحه توفيق النويري إلى مجلس النقابة، في ظلّ معركة حتميّة مع عضو المجلس الحالية مايا شهاب، التي تحظى بدعم النقباء السابقين، وهو ما بدا في الإقبال على جولاتها على المناطق.

لم يتمكن «المستقبل» 
بعد من عقد اتفاق مع
«القوات» على تبادل الأصوات
بين نقابتي بيروت والشمال


ويقول بعض القياديين في «المستقبل» إن التأخير في حسم الخيار ناتجٌ من عدم حصول الاتفاق المعتاد مع «القوات» على تبادل الأصوات بين نقابتي بيروت والشمال، إذ لم تؤكّد معراب بعد إذا ما كانت ستدعم مرشح «التيار الأزرق» إلى مركز نقيب المحامين في الشمال، مروان ضاهر، حتى يُعطِي «المستقبليون» وعداً بتبني مارتينوس.

ودفع ذلك النويري إلى محاولة التقرب من الطرفين المسيحيين، ما تسبب في انتقادات له. ويشير متابعون إلى أن النويري سيكون أقرب إلى «القوات» ولو تأخر اتفاق تبادل الأصوات، في ظلّ سوء العلاقة بين «المستقبل» و«الكتائب» والجفاء الحاصل بينهما. وهو ما تظهّر في عدم دعوة الصيفي الأمين العام للأول أحمد الحريري أو أي قيادي آخر للمشاركة في إحياء ذكرى اغتيال بشير الجميل.

تشتّت «المستقبليين» لا يختلف عن ضياع حزب الله وحركة أمل، اللذين لم يحسما خياراتهما بعد، علماً أن هذا التأخير حصل أيضاً قبل عامين، حينما لم يدعم «الثنائي» مرشّح «الكتائب»، إلّا في الدورة الثانية والنهائية لتحديد اسم النقيب. وتلفت مصادر قريبة من «الثنائي» إلى المحامين يطالبون بأن يكون الحسم قبل الدورة الثانية، مشيرةً إلى أن الاتصالات واللقاءات تجري على قدم وساق مع قياديين في «الكتائب»، في ظلّ ودٍّ واضح بين الطرفين واقتراب «الثنائي» من دعم بازرلي، مقابل دعم مرشحه إلى العضوية.

مع العلم أن الحزب والحركة لم يحسما أيضاً اسم مرشحهما، وإن كانت «أمل» أقرب إلى ترشيح أمينة سر لجنة التقاعد في النقابة سعاد شعيب، في ظل عدم استساغة الحزب لهذه الفكرة، إضافةً إلى انتقادات وجهت من محامي «أمل» على ترشيح قيادتهم مرشحة سنيةً بدلاً من شيعي قادر على تمثيلهم، بعد أكثر من 20 سنة على تغييبهم عن مجلس النقابة.

ويفضل هؤلاء، إذا ما رغب «الثنائي» في عدم ترشيح أي حزبي منظّم، دعم معركة المستقلين الشيعة، ولا سيما بعد انسحاب شوقي شريم من المعركة. ليبقى مرشحان قادران على استمالة عدد كبير من المحامين، هما: المستقل وسام عيد الذي أبرز نجاحه خلال جولاته على مختلف المناطق وانفتاحه في خطاباته، إضافةً إلى المرشحة سهى بلوط الأسعد التي تمتلك حيثية داخل النقابة وباعاً طويلاً في العمل النقابي، وحظيت بدعم عدد من النقباء السابقين وعلى رأسهم ناضر كسبار.

ويهدّد تشتت الأحزاب الإسلامية بعدم قدرتها جميعاً على إيصال أي مرشح مسلم إلى مجلس النقابة، وهو ما يرجحه الكثيرون ويدركه قياديو هذه الأحزاب، من دون أن يحركوا ساكناً!