الأحداث - إعتبر عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب بيار بو عاصي أن "الحزب" يكشف كل يوم عن وجهه الحقيقي فهو "حزب اللا" : "لا للدولة، لا للاستقرار، لا للازدهار، لا للمؤسسات، لا لأحادية السلاح والأخطر لا للشراكة بين المكونات في لبنان لأن قرار الحرب بيده"، مؤكّداً ان "هذه اللاءات لا تبني دولة ولا تطمئن اللبنانيين ولا تعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان".
وفي مقابلة مع الإعلامية ريف عقيل ضمن "الحدث" عبر "الجديد"، أشار الى ان المجتمع الدولي يحذّرنا من ضربة آتية وبالتالي هذه الضربة لا سمح الله لن تكون على "الحزب" بل على لبنان، مضيفاً: "لذا علينا تفاديها بالمساعي السياسية والديبلوماسية. اما الحديث عن حرب أهلية جراء التسيّب، فوحدها سلطة الدولة تمنع حصولها".
هذا ورأى بو عاصي أن "إعتماد منطق القوة بمواجهة الإسرائيلي قد يكون مشروعاً ولكن يجب الأخذ دوماً بموازين القوى"، مذكّراً أن "عملية "طوفان الأقصى" والاختراق الكبير للمواقع الإسرائيلية في 7 أكتوبر تحولت الى تدمير كامل لقطاع غزة وسقوط آلاف الضحايا".
تـابع: "اليوم، في موازين القوى كانت "حماس" امام الاستمرار بالحرب او الذهاب الى التفاوض وهذا كان خيارها في المحصّلة كما خيار كل الدول وعلى رأسها السلطة الفلسطينية والدول المحيطة. عرّاب الاتفاق أي الولايات المتحدة مع مصر وتركيا وقطر توصلوا الى وقف اطلاق نار والى قبول "حماس" بتفكيك جناحها العسكري توفيراً على الشعب الفلسطيني المزيد من المعاناة والموت والدمار من دون أي أفق. لذا ما جرى في شرم الشيخ هو التوجه الى منطق التفاوض والديبلوماسية للتوصل الى حلول، لا منطق المواجهات العسكرية غير المتكافة".
كما أعتبر أننا أمام لبنانين، لبنان الرسمي أي الدولة ومؤسساتها ولبنان "الحزب" ومشروعه الحرب الدائمة منذ تشكيله حتى اليوم، مضيفاً: "انتهى دوره في الحرب الإقليمية فهو لن يقوم بعد اليوم بأية ضربة على إسرائيل بسبب واقعه العاجز وليس لأن إيران لا ترغب في ذلك وهي التي زرعته عندنا لخدمة مصالحها على المستوى الإقليمي على حساب لبنان".
أضاف: "الحزب" ينقلب على الداخل ويعتبر نفسه غير معني بقرارات الدولة كما حصل في الروشة. لقد إختار المكان عمداً لافتعال مواجهة مع الدولة ونجح نسبياً بالانطباع. في نفس السياق لا يسمح للجيش اللبناني بالانتشار الفعلي جنوب الليطاني وتطبيق الـ1701 الى جانب الإعتداءات الإسرائيلية التي تعيق الإنتشار ولكن لا تستطيع منعه".
بو عاصي الذي شدّد على أن ما يحصل من قبل إسرائيل في لبنان مدان في كافة المقاييس، أشار الى أن "إسرائيل تحظى بدعم دولي غير مسبوق فهي دمّرت غزة و"ما حدا سأل"، فهل سلاح "الحزب" كان قادراً على الردع؟ طبعاً لا. الحل ليس بالقتال الذي أدّى إلى تدمير مناطق واسعة من لبنان ومنها الجنوب والضاحية".
تعليقاً على عدم مشاركة لبنان في قمة شرم الشيخ أسف بو عاصي للتراجع الواضح لموقع لبنان في العلاقات الدولية مؤكّداً ان هذا الواقع غير المقبول لا يتحمل مسؤوليته رئيس الجمهورية جوزاف عون او الحكومة بل غياب لبنان كدولة يمكن التفاوض معها لحل مشاكلها جراء أداء "الحزب" الذي يدعي زوراً انه يقوم بما عليه وهو خلف الدولة في حين لا ينفك عن التأكيد انه لن يسلم سلاحه! لذا الحل هو بفرض سيادة الدولة وبتبديد الانطباع بأن "الحزب" يعمد الى ليّ ذراعها".
عن موقف رئيس الجمهورية من التفاوض مع إسرائيل، قال بو عاصي: "هذا الموقف ليس الأول وليس واجبي لا التبجيل بمواقفه ولا حمل سيف النقمة بوجهه، بل دوري تقييم الأمور من منظار المصلحة الوطنية العليا. كان هناك قلق عند اللبنانيين منذ انتخاب الرئيس حتى جلسة 5 آب الماضي بشأن الإمرة لمن في لبنان والقيادة بيد من، فتبين أن الرئيسين عون وسلام اتخذا قراراً تاريخياً وجريئاً. كما يتبين أكثر فأكثر أن الرئيس عون غير غائب بل يقرأ بشكل سليم التغيرات الإقليمية ويدرك أين هي مصلحة لبنان ويسير بإتجاهها".
تابع: "انا بيار بو عاصي لا أرى عقدة من التفاوض المباشر مع إسرائيل للتوصل الى نقاط مشتركة ولنحافظ على مصالحنا ولا ألزم "القوات" بموقفي، لأنه تفاوض أكان مباشراً أو غير مباشر وليس إستسلاماً. لقد لمّح الرئيس عون الى التفاوض في موقفه الأخير والحل هو بالسياسة والديبلوماسية".
ردّاً على الهجوم على النائبة غادة أيوب بعد زيارتها للمصيلح على أثر القصف الإسرائيلي أوضح بو عاصي بأن الفكر الأحادي للحزب لا يقبل انفتاح المكونات اللبنانية على بعضها لكي يستأثر بطائفته وبيئته ويشيطن الآخر.
في الختام، أكد بو عاصي أن "القوات" لن تتردد بإنتقاد ومحاسبة أي مسؤول لأن المعيار هو المصلحة الوطنية العليا.