الأحداث - أكّد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب بيار بو عاصي أن القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية بسحب سلاح "الحزب" ووضع جدول زمني لذلك هو قرار تاريخي وننتظر من العام 1990 قراراً بهذا الحجم، مضيفاً: "نحن كـ"القوات اللبنانية" نطالب منذ اشهر عبر وزرائنا بعقد جلسة لمجلس الوزراء لطرح موضوع السلاح الخارج عن الشرعية ووضع جدولة لإنهائه والحمد لله إتخذ القرار لنزع سلاح كافة القوى المسلحة غير الشرعية وعلى رأسها الحزب".

وفي مقابلة عبر إذاعة "سبوتنيك" الروسية، أشار الى ان "تشكيل الحكومات في لبنان هجين الى حد ما إذ لا أكثرية تحكم وأقلية تعارض في مجلس النواب وبالتالي هذه التركيبة تؤدي الى قيام إعتراضات داخل الحكومة ولكن يجب ان يكون البيان الوزاري سقف هذه الاعتراضات لأن هذه الحكومة نالت ثقة مجلس النواب على أساس هذا البيان".

تابع: "ما اخشاه ان "الحزب" حين يطرح منطق الحوار يريد من خلاله السير باتجاه الاستراتيجية الدفاعية التي بدأ الحديث عنها عام 2006 ولم تصل الى خواتيمها ولن تصل. "الحزب" على لسان مسؤوليه ومن يدور بفلكه يعلن بشكل واضح انه لن يسلم السلاح. بالتالي المسؤولية أصبحت على عاتق السلطة التنفيذية في لبنان اكان الحكومة او رئاسة الجمهورية. لذا لا بد من قرار يتخذ من قبلها خصوصا ان لا ثقة لدينا بأن "الحزب" مستعد جدياً لتسليم سلاحه خصوصاً انه ربط هذا السلاح بأمور سياسية وأمنية وحتى دينية".

رداً على سؤال، أجاب: "بالطبع لا نثق بإسرائيل وهذه ليست المرة الأولى التي تحتل أراض لبنانية منذ العام 1978 حتى اليوم ولكن هذه أراض لبنانية وليست دولة "حزب الله ستان". لا يستطيع "الحزب" ان يتحجج بالاحتلال الإسرائيلي ليحافظ على سلاح، هذا ليس شأنه وأي مقاومة تتطلب إجماعاً ولا تحصل بوجود دولة كما جرى مع المقاومة الفرنسية او البولونية او غيرها. فالدولة هي المسؤولة عن تحرير ارضها. اشير الى ان "الحزب" يورط لبنان في كل مرة بحروب أكان في حرب تموز 2006 أو في حرب الاسناد عام 2023 ".

بو عاصي الذي جزم بأن "الحزب" لا يستطيع ان ينصّب نفسه ومن طرف واحد حامياً للبنان وأن يحتكر القرار الاستراتيجي بالحرب والسلم، علّق على موقف الشيخ نعيم قاسم بالقول: "إنه موقف خطير جداً لأنه يبرّر بقاء سلاحه بالاحتلال. يتحدث عن معركة وجودية ولكن بالنسبة لمن؟ إسرائيل تحتل وتقصف أجزاء من لبنان وهو يعتبر ان الطائفة الشيعية هي المعنية وتخوض معركة وجودية وسيكسر رقبة من يعرّض وجودهم في الداخل للخطر. انا كنت جاوبته سابقاً بأننا سنكسر رقبة ويدي ورجلي ورأس من يعرض لبنان للخطر. بالتالي كلامه ليس فقط غير صحيح بل تعمية للواقع وثمة اجماع كامل على رفض الممارسات الإسرائيلية. لا يمكن ان يربط دخول إسرائيل بالتهديد فقط لـ"الحزب" وجمهوره والطائفة الشيعية لتبرير سلاحه. انه يقول بشكل واضح ان سلاحه هو سلاح الطائفة الشيعية".

تابع: "حتى هذه اللحظة لم استوعب المشهد في كفركلا فهي أضحت شبيهة بهيروشيما التي بالأمس كان ذكر ضربها بقنبلة نووية للمرة الأولى في التاريخ. فماذا صنع "الحزب" لحمايتها؟ الأهالي لا يستطيعون العودة الى ديارهم بعدما دمرها "الحزب" بشكل غير مباشر بجلب الحرب على لبنان؟ اين توازن الردع الذي اخبرنا عنه بوجه إسرائيل؟ بالتالي هذه سرديات غير واقعية وتصوير جنوب لبنان بأنه "شيعة لند" او "حزب الله ستان" خاطئ تماماً. الحزب عاجز بالعسكر والسياسة على اخراج إسرائيل ولدى الدولة اللبنانية القدرة على ان تعتمد الديبلوماسية لحل مسألة النقاط الخمس المحتلة".

وفي ردّ على امتلاك "القوات اللبنانية" السلاح، أجاب: "مقاومة القوات اللبنانية العسكرية بوجه الفصائل الفلسطينية والاحتلال السوري وجدت حين غابت الدولة وحين طرح موضوع وقف الحرب وبناء الدولة عمدنا الى تسليم كل سلاحنا وهو ترسانة عسكرية لجيش. لا سلاح مع "القوات" اكيد لا. ووفق أي منطق هو موجود ولماذا لم نستخدمه طيلة 35 سنة "شو تاركينوا للحشرة وفي حشرة اكثر من اعتقال سمير جعجع 11 عاماً وإضطهاد القواتيين ونفي المئات منهم. الكلام عن إمتلاك "القوات" السلاح لا يستقيم ويحاول "الحزب" الترويج له لتبرير سلاحه".