Search Icon

تطمينات عون وبري أسقطت تهديدات قاسم لكنها لم تلغِ المخاطر

منذ ساعة

من الصحف

تطمينات عون وبري أسقطت تهديدات قاسم لكنها لم تلغِ المخاطر

الاحداث- كتبت سابين عويس في صحيفة النهار تقول:"ما بين كلام رئيس الجمهورية العماد جوزف عون عن أن التهويل بالحرب الأهلية غير مبرر، وموقف رئيس المجلس نبيه بري أن لا خوف من حرب أهلية، قاسمان مشتركان لا يمكن إغفال أهميتهما في الظروف الدقيقة الراهنة، لما يحملان من رسائل لمن يحاول أن يعبث بالأمن الأهلي والاستقرار الداخلي.
القاسم المشترك الأول يتمثل في أن الموقفين يأتيان غداة التهديدات النارية التي أطلقها الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، على نحو بدا واضحاً أنهما يتوجهان إليه برديهما، وإن لم يسمياه أو يسميا حزبه مباشرة، تلافيا لسجالات أو مواجهات تزيد الأمور تعقيداً وتصبّ على النار زيتا، فيما المطلوب سحب فتيل الفتنة والاحتقان من الشارع الذي يغلي بعد قرار الحكومة سحب السلاح وما رافقه من ارتدادات، ولا سيما لدى جمهور الحزب.
أما القاسم المشترك الثاني فيكمن في وعي رئيسي الجمهورية والمجلس دقة الوضع وضرورة توجيه رسائل تطمئن الداخل اللبناني من أعلى مرجعيتين سياسيتين في البلاد، بأن لا خوف من حرب أهلية ولا مبرر لها، في مسعى يعكس حرص المراجع السياسية على عدم زعزعة الاستقرار الداخلي، والتأكيد أمام المراجع الدولية أن الدولة قادرة على توفير الأمن وعدم الانزلاق إلى ما يهدد السلم الأهلي.
على أهمية موقف رئيس الجمهورية، إلا أن كلام رئيس المجلس يكتسب أهمية موازية لأنه يصدر عن الضلع الآخر في ثنائية الحزب - "أمل"، ما يوحي بأن بري يرد على تهديدات قاسم، عاكساً بذلك تمايزاً أو تبايناً في مقاربة كل من الرجلين ملف السلاح، بعدما هدد قاسم بأنه لن تكون حياة إذا تم المس بالسلاح.
لرئيس المجلس قراءة ثانية لموقفه، بحسب ما تقول الأوساط القريبة منه. فهو لم يستهدف قاسم أو تهديداته، وإنما قارب الموضوع من زاوية أكبر، مستهدفاً كل الكلام الصادر عن تحريك الشارع، وقصد بذلك المواقف التي ردت على تهديدات قاسم بالشارع، بالتهديد بالشارع المقابل، معرباً عن خشيته من تفلت الأمور وخروجها عن السيطرة.
والواقع أن مواقف رئيسي الجمهورية والمجلس، وإن كانا يقصدان طمأنة الداخل حيال مخاطر الانزلاق إلى حرب أهلية في ظل تهديدات الحزب والردود عليه، إلا أنها تعكس قلقاً كبيراً من التطورات الميدانية المتمثلة في إشكالات من هنا وحوادث واشتباكات من هناك، سواء في ظل التهديدات الآتية من الحدود الشمالية الشرقية، وهي تهديدات يتم التعامل معها بجدية، أو في ظل الحوادث التي تسجل يومياً داخل المخيمات الفلسطينية، فيما الأطماع الإسرائيلية في تحقيق إسرائيل الكبرى تهدد الحدود الجنوبية في ظل امتناع إسرائيل عن التزام اتفاق وقف النار أو الورقة الأميركية التي وافق عليها مجلس الوزراء اللبناني.
المؤكد أن مواقف الرئيسين أسقطت تهديدات قاسم وأخمدت نارها في مهدها، لكنها لن تكون كافية لوأد النار الهامدة تحت الرماد إذا بقي الحزب في تعامله مع الداخل على حاله، ما يفتح الباب أمام استدراج الوضع إلى المواجهة.