Search Icon

علاقة رئيس الحكومة و"الثنائي" نحو المهادنة؟

منذ يوم

من الصحف

علاقة رئيس الحكومة والثنائي نحو المهادنة؟

الاحداث- كتب ابراهيم بيرم في صحيفة النهار تقول:"ربما للمرة الأولى منذ انطلاقة الحكومة الحالية يبادر "حزب الله" إلى الإفصاح عن رضاه على خطوة لرئيسها نواف سلام، وقد حصل ذلك عندما أدلى أحد نواب الحزب إبرهيم الموسوي بتصريح قال فيه "إن توجه سلام لتقديم شكوى ضد العدوان الإسرائيلي (على المصيلح ومحيطها) خطوة صحيحة نأمل أن يتبعها المزيد من الخطوات".
وإزاء هذا التطور النوعي في موقف الحزب من سلام، ثمة من سارع إلى طرح سؤال محوره: هل نحن أمام التأسيس لواقع مختلف عن المألوف في العلاقة بين الثنائي وسلام؟
ليس خافيا أن العلاقة بين هذين الطرفين كانت مشوبة بالتوتر والسلبية، بل كانت منذ تشاركا في حكومة واحدة عبارة عن محطات تصادمية، وذروتها واقعة صخرة الروشة. وما لبثت الأمور أن عادت إلى مربع التصادم عندما فتح رئيس مجلس النواب نبيه بري النار على الحكومة من باب إعادة إعمار ما تهدم في الجنوب.
واللافت أن بري لجأ إلى التصعيد لاستكمال ما بدأه، مهددا بمنع إقرار الموازنة العامة إن خلت من بنود تنص على إعادة الإعمار، وهو ما أجبر سلام على الرد بسرد وقائع تظهر العكس.
الأمور ظلت محافظة على هذا المنسوب العالي من التوتر، إلى أن أتت الغارة الإسرائيلية على المصيلح ومحيطها، فارضة أمرا واقعا مختلفا. وكان بديهيا أن يوضع هذا الاستهداف في إطار أنه رسالة تهديد للرئيس بري نفسه.
إضافة إلى ذلك، فإن الغارة حصلت في ذروة الكلام على احتمال أن تبدأ إسرائيل عمليات تصعيدية في اللحظة التي تنتهي فيها الحرب على غزة تحت وطاة الضغط الأميركي.
في ظل هذه الوقائع مجتمعة، برز اهتمام حكومي فوق المعتاد، إذ زار البقعة المستهدفة ثلاثة وزراء، ورافقت الأمر حملة تنديد سياسي واسعة، بدا فيها الموقف اللبناني موحدا أكثر من أي وقت، وللمرة الأولى يتوجه لبنان لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن ضد إسرائيل، وهو ما أشعر الثنائي الشيعي بنوع من الرضا المفقود، وجعله يقارب الأحداث من منطلق مختلف.
كان ثمة من اعتبر الواقع المستجد، مقدمة توحي بإمكان التأسيس لعلاقة جديدة بين سلام والحزب، واستطرادا الثنائي وسلام. فمقابل الخطوات الحكومية التي أعقبت غارة المصيلح، خلا خطاب الحزب من أي انتقادات قاسية لسلام من النوع المألوف سابقا.
فضلا عن ذلك، فإن الحكومة لم تعترض على منح جمعية كشافة الحزب ترخيصا لاستخدام المدينة الرياضية محطة استعراض وحشد لأكثر من 70 ألفا وفدوا للمشاركة في فاعلية لمناسبة الذكرى الأولى للأمين العام للحزب، خلافا لما حصل في صخرة الروشة.
وحيال هذه التطورات، انطلقت في الأوساط الإعلامية أحاديث عن اتصالات وجهود يبذلها وسطاء على صلة بالطرفين لوصل ما انقطع بينهما وفق صيغة "مساكنة وتعايش"، أو على الأقل وفق معادلة "ربط النزاع"، وهي الصيغة التي حكمت في السابق علاقة "تيار المستقبل" ورئيسه سعد الحريري بالحزب، وخصوصا أن تجربة الأشهر التي انقضت على تأليف الحكومة وما تخللها من صراعات ومنازلات فرضت على الطرفين التفكير في الجنوح نحو خيارات أكثر مرونة وإعادة النظر في التجربة كلها.
الأمر لم يعد مستحيلا. واحتمال أن يزور وفد من الحزب السرايا الحكومية قريبا للمرة الثانية لم يعد مستبعدا، وإن كان يحتاج إلى بعض الوقت.