Search Icon

قاسم يُهدّد الدّاخل والخارج ويعترف باتّفاق 27 تشرين!

منذ 4 ساعات

من الصحف

قاسم يُهدّد الدّاخل والخارج ويعترف باتّفاق 27 تشرين!

الاحداث- كتبت سابين عويس في صحيفة النهار تقول:"لا تحمل الخطابات الأخيرة للأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أي عنصر إيجابي يلاقي المساعي الرسمية المتسارعة للرد على رد الموفد الأميركي توم براك، قبيل وصول الأخير إلى بيروت حيث يتسلم اليوم الملاحظات اللبنانية على ملاحظاته الأخيرة. ففي الوقت الذي تم التوصل فيه إلى تمديد مهلة تسليم السلاح إلى ستة أشهر، بدلاً من أربعة، كما كان قد اقترح براك في مقترحه الأساسي، يواصل قاسم شن هجوم عنيف لا يوفر فيه جهة داخلية أو خارجية، موجهاً رسائله في مختلف الاتجاهات، على نحو يضعه المراقبون في خانة شد عصب البيئة الحاضنة للحزب، وتحسين شروط التفاوض، بحيث لا يذهب السلاح والخسائر الضخمة التي تكبدها الحزب وقواعده سدى. وهو بذلك يطالب بأجوبة واضحة على ثلاث نقاط أساسية، أولاها: من هي الجهة التي ستتسلم السلاح الثقيل؟ وفي خطاب قاسم كلام واضح أنه لن يكون لإسرائيل حتماً. وثانيتها: ما هي الضمانات التي تقدمها الوساطة الأميركية المنخرطة في البحث عن حل وآلية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، في ظل عدم ورود أي بنود أو إشارات لضمانات كهذه، فيما إسرائيل تواصل اعتداءاتها وخروقاتها اليومية؟

أما النقطة الثالثة فتثير استغراب الحزب حيال قدرة الدولة والجيش تحديداً على نزع سلاح الحزب، وهما عاجزان حتى الآن عن نزع السلاح الفلسطيني؟

من هنا، جاءت رسائل قاسم بحثاً عن أجوبة غير متوافرة حتى الآن، لا في الأوراق المتداولة بين بيروت وواشنطن، ولا في الاتصالات والمشاورات والمفاوضات الجارية مع الحزب داخلياً. الأمر الذي دفع قاسم إلى تحديد قوله بأن الحزب سلّم في هذه المرحلة الدولة لأنها هي المسؤولة بالفصل، أي أنه اعترف بتسليم قرار الحرب والسلم والسلاح لها، على قاعدة أن الحزب تصدى عندما كانت الدولة غائبة، وعندما أعلنت أنها حاضرة وأصبحت الظروف مؤاتية من جهتنا ومن جهتها لتقوم بهذا العمل تسلمت هي المسؤولية. وهذا الكلام يفترض أن يفتح الباب لاستعادة الدولة زمام الأمور وقبول الحزب بما تقوم به في إطار تحملها مسؤولياتها، لكنه أبقى على واجب الحذر، عندما أعلن أنه أمام خطر اسمه إسرائيل وأميركا ومشكلة اسمها حصرية السلاح في الداخل، معتبراً أن الخطر داهم ويتطلب المعالجة قبل المشكلة، علماً أنه ربط بين الخطر والمشكلة عندما قال إن نزع السلاح هو مطلب إسرائيلي!

لم تتوقف تهديدات قاسم برفض نزع السلاح عند إسرائيل بل رفع سيفه في وجه الخارج والداخل على السواء، فاتحاً كل الجبهات، من الجنوب إلى الشمال والداخل. فـ"الخطر الوجودي" الذي يخشاه قاسم وبيئته لم يعد يقتصر على إسرائيل، بل من الخطر السنّي الذي يجعله "فزاعة" عبر العودة الداعشية من باب الحدود الشمالية الشرقية، ومن الداخل عبر أميركا وحلفائها الخاضعين لسيطرتها كما يقول في خطابه.

لكن الواقع أنه بالرغم من كل السقف العالي، فقد أعلن قاسم للمرة الأولى قبوله وتوقيعه على اتفاق وقف إطلاق النار، معتبراً أن هذا الاتفاق أساس بما يتضمنه من سحب سلاح وتطبيق الـ 1701. وهذا وحده كفيل ليعبّد الطريق أمام الحل!